اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > كتابان عن ووكر إيفانز ... مصور الكساد الأميركي

كتابان عن ووكر إيفانز ... مصور الكساد الأميركي

نشر في: 8 يوليو, 2012: 06:45 م

ترجمة: نجاح الجبيلي خلق الكساد الأميركي الكبير، الذي امتد طوال الثلاثينات من القرن الماضي، أزمة روحية في الثقافة. فالاعتقاد بالإبداع الصناعي ، الذي رحب به كونه "تقدماً" أصبح مهزوزاً. وفي عام 1933 وبعد أربع سنوات من انهيار أسواق البورصة كان ربع قوة العمل غير موظفة(1).
 وبسبب هذه الأزمة تعطلت العديد من المشاريع الفوتوغرافية الأكثر شهرة التي كانت برعاية الحكومة الاتحادية على شكل وكالات توفر البديل للمزارعين العاطلين منهم وآخرين. وكان أكثر المشاريع التي تحققت كلياً هو توثيق الظروف التي تواجه المزارعين المشردين التي سجلها "القسم التاريخي لإدارة إعادة التوطين" والذي عرف في ما بعد باسم "إدارة تأمين المزارعين". وظهر الكتاب الفوتوغرافي ذات التوجه الاجتماعي وكذلك المجلة الفوتوغرافية التي تبسط الحياة في عام 1936. برز العديد من المصورين الفوتوغرافيين الأميركان المعروفين خلال فترة الكساد بضمنهم "برينيك أبوت" و" دوروثيا لانج" و"جوردن باركس" و"ماركريت بورك - وايت". ومن بين المصورين الفوتوغرافيين الأميركان لتلك الفترة كان "ووكر إيفانز" (1903-1975) الذي كان يمثل الأسلوب الفوتوغرافي المثالي للكساد بينما ظلّ شخصية محيّرة في تاريخ الفوتوغراف.  ومن وجهة النظر المطروحة كان توثيق إيفانز لفترة الكساد صادقاً. كانت صوره الفوتوغرافية موجودة في كل مكان سواء أكانت مطبوعة أو في مجموعات بضمنها "مكتبة الكونغرس الأميركي" التي تضم صوره الفوتوغرافية في "إدارة تأمين المزارعين". ومن المدهش أنه لم تصدر حتى الآن أي سيرة شاملة لإيفانز على الرغم من أن حياته وصوره الفوتوغرافية شغلت بال مؤرخي الفوتوغراف والثقافة المعروفين بضمنهم "جون زاركوفسكي" و"وليم ستوت" و "ألان ترشتنبرغ" و"جان فرانسس شفرييه(2). كان إيفانز من أكثر الشخصيات الفوتوغرافية إثارة للحيرة في فترة الكساد إلا أن شخصيته ومنهجه في العمل جعلته بعيداً عن معاصريه، إذ أن موهبته وذوقه هما نتاج العرف الأدبي بدلاً من البصري. نشر كتابان عن حياة "إيفانز" وعمله. الأول  هي "ووكر إيفانز: سيرة" لمؤرخة الفوتوغراف بليندا راثبون وهي أول سيرة شاملة عن إيفانز تنبش الأوجه الخاصة لحياة الفنان في محاولة لفهم عمله. وتصف الصعوبة التي واجهها كتاب السيرة السابقون في الوصول إلى ممتلكات إيفانز السابقة غير المحسوم أمرها – وقد حسم أمرها أخيراً وحالياً هي موجودة في متحف المتروبوليتان للفن في مدينة نيويورك - يستفيد كتاب راثبورن من جملة من الوثائق الشخصية. وكانت ابنة بيري راثبورن هي المديرة السابقة لمتحف الفنون الجميلة في بوسطن فكانت المؤلفة محظوظة في معرفة إيفانز. واعتمدت على الانطباعات المبكرة للفنان الذي ميزته المؤلفة كونه شخصاً غريب الأطوار لا يعترف بالتقاليد- فإنها قضت خمس سنوات وهي تتبع وتجمع الذكريات الشخثية من أكثر من 100 صديق قريب لإيفانز وزميل له. وكانت هذه الشهادات تشكل القاعدة لفهم شخصية إيفانز.  أما الكتاب الثاني فهو كتالوك يتكون من 400 صفحة بعنوان:" ووكر إيفانز: مجموعة متحف ج.ب. جتي" كتبته وصنفته "جوديث كلر" وهي راعية الفوتوغراف للمتحف إذ يتيح تحليلا شاملا لمقتيات إيفانز في المتحف. والمجموعة واسعة في موضوعاتها ومقترب كللر يعتبر الصور الفوتوغرافية ضمن الخطابات السوسيو - ثقافية والجمالية التي تغطي صنعة إيفانز لخمسين سنة. وأغلب أعماله جاء من جامع الصور الفوتوغرافية "أرنولد كرين" الذي اشترى أكثر من 1000 مادة أرشيفية من إيفانز في الستينات والسبعينات وهو الحدث الذي وثقته راثبورن. نظمت كللر المجموعة زمنياً إلى 10 فصول وتتتبع مهمات إيفانز الفوتوغرافية الرئيسة وكل مقطع غني بالمغزى الثقافي والتحليل الجمالي. يكشف بحث كلر الاستمرارية في العمل: فخلال مهنته اتّبع إيفانز موضوعاً خاصاً "العلامة وأشياء أخرى مكتشفة، صور شخصية وعمارة" (3). ( على الرغم من أن ذلك لم يكن الموضوع الذي صوره حصرياً). وبتأسيس تحليلها على الفوتوغراف تتيح كلر للصور أن تملي شخصية الدراسة. وعلى الرغم من أن حياة إيفانز تجري مناقشتها قليلاً إلا أن كلر تصف ممارسة إيفانز ضمن المشهد الاجتماعي المتغير.  كل مؤلف يتناول إيفانز بطريقة مختلفة – من الذكريات الحميمة في "راذبورن" إلى الدليل التاريخي في "كلر". فراذبورن عازمة على استعمال سلوك إيفانز الشخصي لتنوير أعماله الفنية. فهي تكتب:" كانت فرصة لسيرة شاملة لرؤية الرجل بأكمله بالعلاقة مع صيغة حياته وميزان أصدقائه وسلوكه في العمل، والأشياء التي اعجب بها وجمعها وأشباحه ومواطنه- باختصار المجال الكامل لترافقاته"(4). الافتراض المركزي لكتاب "ووكر إيفانز: سيرة" هو أن الفنان كان "موهبة" وبالحفر بإحكام في تفاصيل حياته يستطيع المرء أن يفهم ما الذي جعل من إيفا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram