TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: لا عزاء لمنتخب الطوارىء!

مصارحة حرة: لا عزاء لمنتخب الطوارىء!

نشر في: 8 يوليو, 2012: 06:56 م

 إياد الصالحيلم تكن الكلمة التي اطلقها المدير الفني للمنتخب الوطني زيكو بـ(حل) التشكيلة التي اختارها بنفسه لتمثيل العراق في بطولة كأس العرب الاخيرة تحمل المعنى نفسه الذي وظفه المرافق الصحفي للمنتخب في رسالته الختامية التي درجنا على فهمها منذ ايام القرارات العشوائية في زمن الاتحاد قبل عام 2003 وما خلفته من صدمات نفسية للاعبين شباب لم تتح لهم الفرصة الكافية لارتداء فانيلة الوطن إلا في مباريات محدودة الطموح وكأنهم اليوم خائبون في نظر زيكو والاعلام والشعب ولم يكونوا بمستوى الامانة الثقيلة التي حملوها!
نعم كان مقصد زيكو واضحاً في ضرورة التوقف عند مشاركة الكرة العراقية في جدة بشقيها (الفني والستراتيجي) اللذين أجبراه على دعوة الاتحاد العراقي لكرة القدم لعقد جلسة مطلع آب المقبل لدراسة واقع استعداد المنتخب الوطني لمشواره الصعب في تصفيات كأس العالم 2014 ، وهو يعلم أكثر من غيره بأن الحل إجراء لا ينسجم مع طبيعة التشكيلة ونوعية لاعبيها ، وكان من الاجدى ان تتضمن تصريحات زيكو تأكيدات شفافة بان المنتخب الذي قرر المغامرة به في جدة يُعد منتخب طوارىء لإختبار اللاعبين الشباب وجسّ نبض المؤهلين منهم للبقاء في التشكيلة الرسمية حاله حال نظيره الهولندي رايكارد الذي لم يتردد في اغلب مؤتمراته الصحفية من الاعلان بانه ماض لبناء منتخب جديد للسعودية بدءاَ من هذه البطولة بالرغم من اضفاء عناصر الخبرة عليها في بعض المراكز المهمة.من حق زيكو ان يدلي برأيه الفني أزاء عدد من اللاعبين بعد ان منحهم الفرصة ليكشفوا عن مكامن قوتهم ومدى جاهزيتهم كبدلاء في المباريات المقبلة ، إلا ان عملية التجريب هذه التي يزعم الاستمرار بها حتى بعد لقاء الاتحاد المرتقب للبحث عن لاعبين جدد تعد مضيعة للوقت حقاً وهدراً للجهود التي نتمنى ان يكرّسها في كيفية تطوير خططه وايجاد سقف مقنع بلا مبالغة لرغبته في صناعة انجاز لنفسه يحمي لاعبي المنتخب من الافراط بالتفاؤل لامكانية التأهل الى مونديال البرازيل وبين سنده اتحاد الكرة الذي لم يجد حتى الان الذريعة الواقية لصد هجوم الاعلاميين الرياضيين ممن تهمهم مصلحة العراق أولاً لمعرفة اسباب غياب زيكو بين جولة وآخرى من محطات التنافس في التصفيات القارية بصورة تتناغم مع دوره كـ(زائر ليل) باحث عن حضور خافت بلا ضجيج ثم يهرب من دون مساءلة!ربما زيكو لا يعلم أو هناك تقصير في نقل الحقيقة اليه انه محظوظ بدرجة كبيرة من بين المدربين المتنافسين معه في تصفيات كأس العالم من حيث استمرار مباريات دوري النخبة حتى الآن وبروز أكثر من لاعب بمواصفات النجم الدولي (في الفورمة) لم يتسن لزيكو مشاهدتهم بسبب عدم تفرغه الكامل للمنتخب ، وعليه ان يؤمن بمبدأ العدالة في النقد، أي أنه مطالب بتقديم ما يدعم صواب اختيار الاتحاد العراقي لملفه بين خمسة مدربين نافسوه في المفاضلة ، وصراحة مع تقديرنا لتاريخه اللامع لما تزل ضبابية عمله مع لاعبينا سواء في المعسكرات التي وفرها الاتحاد له او المباريات الرسمية تعمي حقائق كثيرة عن أفكاره التدريبية ، وإلا هل من المعقول ان نجد في كل مباراة خيارات جديدة واسلوباً غريباً يفتضح أمره بعد ربع ساعة من المباراة وندفع الثمن باختبار لاعبين يمثلون اندية خارجية ضعيفة أو عاطلين بلا ناد أو نفدت مدة صلاحيتهم حتى قبل تسنمه المهمة بفترة طويلة؟!  إن المرحلة المقبلة للمنتخب محفوفة بكثير من المفاجآت التي لا يتمناها زيكو لنفسه ما لم يستدرك خطأ ستراتيجيته في توظيف خبرته التي نتفاخر بها مع أجندة قيادة أسود الرافدين مثلما يعتز بهم وتحدى العرب والقارة بأنهم سيعودون الى مجد تألقهم وذلك لن يتحقق عبر امتطاء الوعود والانطلاق على أجنحة المشاعر، وما أحوج زيكو الى المشورة الخالصة ممن نثق بهم وبباعهم الطويل مع الكرة العراقية فهم الساعد الثاني بعد الاتحاد يمكنـّه من تخطي المصاعب والعبور الى مسافات طوال في التصفيات من دون ان تسقطه الحلول المتسرعة وخيارات الانانية فقد يعود خائباً الى بلاده ليحضرعرس المونديال ضيفاً شرفياً وليس قائداً لمنتخب يُحتفى به !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram