أبدى مثقفون مصريون في مؤتمر عن قضايا الحريات بالقاهرة خوفهم مما يرونه تهديدا لحرية الإبداع في ظل صعود تيارات إسلامية، حيث حصل الإسلاميون على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية، الشتاء الماضي، كما فاز محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين برئاسة الجمهورية الشهر الماضي.
وقال سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة في افتتاح مؤتمر (حقوق وحريات الفكر والإبداع.. تحديات الثورة والمستقبل) بدار الأوبرا بالقاهرة: إن العالم الديمقراطي "فرغ من مناقشة قضية الحرية... ولكننا (في مصر) نشعر بأننا خارج سياق حركة التاريخ الإنساني".ووصف الفترة التي تمر بها مصر حاليا بأنها فترة ارتداد قائلا: "إننا نمر بأسوأ فترة يمكن أن تمر بها الثورات" بعد الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت في عموم مصر يوم 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأدت بعد 18 يوما إلى خلع الرئيس السابق حسني مبارك.وقال توفيق إن "الثورة التي قامت من أجل الحرية تريد الآن أن تدافع عن حريتها".والمؤتمر الذي دعت إليه وتنظمه (اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع) يستمر يومين بمشاركة كتاب منهم الروائية سلوى بكر وأستاذا الفلسفة حسن حنفي وحسن طلب، ومن الحقوقيين أحمد سيف الإسلام وعصام الإسلامبولي والفنان التشكيلي عز الدين نجيب ومخرجو السينما مجدي أحمد علي ومحمد كامل القليوبي وسيد سعيد.وقال الشاعر سيد حجاب المنسق العام للجنة المنظمة للمؤتمر - وهي هيئة أهلية مستقلة - إن قضية المصريين حاليا هي "معركة الدستور... هناك أصوات ضالة ومضللة ونحن في طريق كتابة دستور" بعد الحكم ببطلان الجمعية التأسيسية الأولى لكتابة الدستور وتشكل جمعية ثانية يراها البعض غير ممثلة أيضا لتنوع الشعب المصري.وأضاف أن "أصوات الجلافة والبداوة التي تسعى للتضييق على الحريات" لا تعي طبيعة الشعب المصري الذي قال إنه توصل إلى التوحيد كما اخترع رموزا للجمال وللعدالة منها "رمز العدالة والصدق" وتحوي الذي ينسب إليه اختراع الكتابة قبل أكثر من ستة آلاف عام وتتخذه جامعة القاهرة رمزا لها.وقرأ الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان - وهو وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري- بيان مثقفي مصر (من أجل موقف وطني موحد لحماية الهوية الثقافية) والذي يسجل مرور مصر حاليا بفترة ملتبسة "تتعرض فيها الثقافة المصرية لمحاولات آثمة وغاشمة من التشويه والتمزيق والطمس باسم الدين والدين منها براء... والاستهانة بمدنية الدولة والمجتمع والحقوق والحريات العامة والخاصة" معتبرا استهداف الحرية جرس إنذار.وشدد البيان على رفض "أي شكل من أشكال الوصاية أو الرقابة على الفكر أو الإبداع سواء كان تحت ستار الدين أو بسياط الدولة المختلفة" وضرورة تمثيل المثقفين في الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور الذي وصفه بمعركة مصر حاليا "وهي معركة إذا هزمت فيها مصر ستكون أخطر كثيرا من أية هزيمة عسكرية لحقت بها".واستعرض وقائع اعتبرها جرس إنذار منها "التعدي" على أنشطة فنية وإبداعية في بعض الجامعات مثل جامعة عين شمس ورفع قضايا على فنانين منهم الممثل عادل إمام ومخرجون ومؤلفون لبعض أعماله بتهمة ازدراء الإسلام في بعض الأفلام والمسرحيات.
مثقفون مصريون يخشون على مستقبل الحريات بعد الثورة
نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:13 م