خليل جليلتركت المشاركة الاخيرة لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في النسخة الثامنة لبطولة كأس العرب التي اُسدل عليها الستار أمس الجمعة في المملكة العربية السعودية، انطباعات مختلفة وأثارت تساؤلات عدة بشأن هذه المشاركة وما تشكله من امتداد لمهمة المنتخب في الجولات المقبلة من التصفيات المؤدية الى مونديال البرازيل 2012.
ولعل الاهتزاز الذي رافق مستوى ظهور المنتخب من مباراة لأخرى وعدم استقراره، استندت عليه تلك الانطباعات كانت لدى البعض من المهتمين بشأن المنتخب مخاوف على مستقبله في صراع التأهل الى نهائيات كأس العالم في البرازيل عندما تبرز الحسابات التنافسية في مجموعتنا المثيرة بوجود اليابان واستراليا وكذلك الاردن وعُمان، في واجهة التقييم المستقبلي لمهمة المنتخب الذي يشهد مرحلة تحول حساسة وخطيرة في شكلية وهيكيلية صفوفه بعد ان عمد الجهاز التدريبي للاستفادة من هذه البطولة للكشف عن بدلاء حقيقيين ليأخذوا دورهم في المستقبل وعلى وجه التحديد الجولات المقبلة من التصفيات المونديالية.نعم هناك اكثر من علامة استفهام وتخوف أفرزتها المشاركة الاخيرة للمنتخب المفتقد لثلاثة من عناصره البارزة فقط ، واكثر من مؤشر يحيط بمصير المنتخب وكيفية استعادة توازنه مجدداً بعد الظهور الذي لا يمكن ان نسميه إلا ظهوراً متواضعاً غير منسجم مع ما يوضع على عاتقه من المآل للوصول الى المونديال للمرة الثانية بعد تجربة المشاركة الاولى في المكسيك عام 1986.ومما رفع من مستوى المخاوف تلك التهديدات التي اطلقها المدير الفني زيكو بابعاد عدد من اللاعبين الذين لا يستحقون فرصاً جديدة لتمثيل المنتخب حسب ما أفاد هو وهذا يعني ان المنتخب اصبح ازاء حقيقة واضحة مفادها لا وجود لشيء اسمه ايجاد البدلاء ، بل مواصلة الاعتماد على من كان يعتمد عليهم.اذن هل يجد منتخبنا الوطني في الفترة المتبقية على انطلاق الجولة الرابعة من تصفيات آسيا المؤدية الى المونديال وقتاً كافياً لتعديل مساره وتحسين صورته واستعادة ملامحه الحقيقية والتمسك بها من دون ان يسمح بتشويه تفاصيلها؟! نعتقد بان هناك ما يسمح للجهاز التدريبي ان يقوم بذلك اذا ما توفرت عوامل تصحيح المسار والعودة الى السكة الحقيقية التي يسير عليها دائما منتخبنا ،وطبعا في مقدمة تلك العوامل والدواعي هو كيفية ان يضع الجهاز التدريبي منتخبه في حال مستمر من الإعداد الصحيح ولنعـد المشاركة الاخيرة في بطولة كأس العرب مثمرة ومهمة على صعيد ما أفرزته من مؤشرات على الاتحاد العراقي لكرة القدم والجهاز الفني واللاعبين ان يضع تلك المعطيات مادة للمراجعة والتوقف عندها وتأمل جوانبها.
وجهة نظر: تجربة كأس العرب
نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:22 م