بغداد/المدى كان المشهد غريبا ومثيرا في شوارع السليمانية ليلا ... فتاة جميلة تقود سيارة وهي منهارة تماما ... وخلفها جثة شاب ترقد في المقعد الخلفي ... الفتاة تبكي بحرقة وهي حائرة أين تذهب بالجثة ؟ لكن الذي لا يعرفه احد أن الفتاة كانت مخمورة ومع هذا اتجهت في لحظات فاصلة إلى احد المستشفيات ... ربما كان القتيل ما زال على قيد الحياة !
القتيل كان منذ لحظات يعانقها ويمطرها بالقبلات ! وربما تجاوز ما بعد القبلات ... وخلال لحظات خاطفة كانت هي الأخطر في حياة العاشقين دفع طالب الكلية حياته بطلقة واحدة ... من جناة .. هرب الجناة وبقيت الفتاة وسط الجبال بعد أن نجت من الاغتصاب على يد الجناة ! داخل المستشفى الأهلي في السليمانية انكشف المستور ... لم تخف الفتاة أسرار اللحظات الأخيرة التي تحولت فيها السيارة إلى غرفة نوم ... لكن الذي حير الشرطة هو تأكيدها على أن مكان الحادث كان بالقرب من ممر ضيق بين الجبال ... أي جبال وأي طريق ... كانت تبكي وتقول ... لا اعرف المنطقة لأني جئت قبل أشهر من بغداد وسكنت مع عائلتي في السليمانية .. كانت النشوة والحب أقوى من ان اعرف أين أنا؟ .. القصة لها بداية .. ونهاية وملفات الشرطة وإفادات الفتاة تحكي لنا أسرار الجريمة التي كان يمكن أن تمر لولا ذكاء ضابط التحقيق ... ولكن كيف كانت البداية؟ مساء احد الأيام ... انطلق (ع) الطالب في إحدى الكليات بسيارته في شارع سالم، رائحة الخمر تفوح من فمه بعد سهرة قضاها مع أصدقائه داخل احد البارات الملحقة بفندق وبجواره تجلس صديقته الموظفة في إحدى الشركات التركية ... قاد (ع) سيارته إلى طريق أربيل .. استيقظت (ن) من نومها لتجد نفسها وسط الجبال وفي طريق فرعي مؤد إلى منحدر ... واخبرها صديقها بأنه فقد الطريق ولا يعلم أين هما ... نظر الاثنان حولهما فلم يجدا أي شخص ... نفس الأفكار دارت في رأسهما في هذا الوقت ... لماذا لا يستغلان هذا الموقف ويختلسان لحظات من الحب المحموم والنشوة المحرمة ؟ وبالفعل نفذا ما جاء في رأسيهما ... وتجاوز الأمر مجرد قبلات ساخنة إلى مضاجعة بعد أن جردها من ملابسها حيث تحولت سيارة الشاب (ع) إلى غرفة نوم ! دقائق مرت وهما على الوضع نفسه ... وفجأة ظهر ثلاثة أشخاص كانوا يراقبون ما يحدث داخل السيارة ... قرروا في هذه اللحظة اغتصاب الفتاة ... دوي صوت ارتطام شديد على السيارة في الخارج جعل (ع) والفتاة ينتبهان إلى ما يحدث ... بسرعة تدارك (ع) الأمر .. انتفض إلى المقعد الأمامي وبسرعة أدار المحرك وقام بتشغيله ... لكن الأحجار والأتربة الكثيفة جعلت إطارات السيارة تغوص في داخل الأرض الموحلة بالطين والمياه وتظل مكانها ... احد الأشخاص الثلاثة اخذ يضرب زجاج السيارة بحصى كبيرة ... لم يكن أمام (ع) مفرا من الدفاع عن نفسه وعن صديقته نزل من السيارة ودخل في عراك عنيف مع اثنين منهما ... أما الثالث فقد تفرغ للفتاة التي كانت عارية يحاول اغتصابها ... ووسط كل هذا العنف والشجار اخرج احدهما مسدسا من بين طيات ملابسه وبلا تردد صوب رصاصة إلى رأس (ع) أودت بحياته في الحال ... على اثر صوت الاطلاقة ارتعدت فرائص الشبان الثلاثة عندما تأكدوا من موت الشاب ... اخذوا ملابس الشاب (ع) ومحفظته وهواتف المحمول وقاموا بدفع السيارة إلى الإمام حيث خلصوها من الطين وطلبوا من الفتاة التحرك بسرعة وإيصال جثة صديقها الى المستشفى وعدم العودة مرة أخرى الى هذا المكان ... انطلقت الفتاة بالسيارة لا تعرف إلى اين تذهب ... ظنته ما يزال على قيد الحياة دون أن تعلم ان صديقها ينام في المقعد الخلفي للسيارة جثة هامدة ! ظلت الفتاة تسير بالسيارة إلى ان وصلت الى اقرب مستشفى وهناك تأكدت من موت صديقها ... قام المستشفى بإبلاغ الشرطة بالحادث ... وعلى الفور حضرت الشرطة الى المستشفى الأهلي لأخذ أقوال الفتاة ... المشكلة الأساسية التي قابلت رجال الشرطة هي تحديد مسرح الجريمة ... فكل المعلومات التي توجد لديهم إنها منطقة جبلية ... وما أكثر المناطق الجبلية المحيطة بريف السليمانية ... لكن اليأس لم يدب لحظة في قلوب الشرطة ... فبالرغم من اتساع مناطق البحث بداية من مدخل مدينة السليمانية واقضيتها والطرق المؤدية إلى المحافظات الأخرى ... إلا أن تحديد منطقة البحث هو نصف الطريق ... عزز رجال الشرطة دورياتهم يمسحون أطراف ومداخل المدينة ليل نهار بمساعدة الفتاة (ن) لكنها في النهاية عجزت عن الوصول إلى مكان الجريمة ... فعدم معرفتها بشوارع السليمانية بالإضافة الى كونها في حالة سكر وقت الحادث وقف عائقا أمام رجال الشرطة ... واصل رجال الشرطة الليل بالنهار حتى وصلت إلى الشرطة معلومة من احد مصادرهم السرية بوجود ثلاثة أشخاص يبيعون أجهزة موبايل حديثة في السوق الشعبي ... بسرعة تحركت مفرزة من الشرطة إلى السوق وفي احد الأمكنة تمكن رجال المفرزة من إلقاء القبض على الرجال الثلاثة ... وبمناقشتهم حول عائدية هذه الأجهزة الحديثة وبتضييق الخناق عليهم اعترفوا بارتكابهم الجريمة وأخذهم أجهزة الموبايل من الفتى الذي قتلوه وأرادوا اغتصاب الفتاة، والمثير أن المتهمين ارشدوا رجال الشرطة إلى مكان حدوث الجريمة وارشدوا أيضا إلى ملابس وأحذية المجني عليه وصديقته والتي دفنوها بالقرب من مكان الحادث ... تم تصديق أقوال المتهمين قضائيا وأحي
هرب الجناه وبقيت الفتاة
نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:34 م