عدنان حسين أثار عمود أمس حول الفرق ما بين الفاسدين في العاصمة والمحافظات العربية ونظرائهم في إقليم كردستان ردود فعل متباينة كالعادة، لكن بعضها كان مميزاً فأحببت أن أشرك القراء في الإطلاع على هذا البعض. في الصباح الباكر وصلتني رسالة الكترونية من صديقة توجد الآن خارج البلاد تضمنت نكتة في صيغة حوار مُفترض بين رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الأميركي باراك أوباما.
تقول النكتة (أرجو ألا يزعل عليّ بسببها الطاقم المساعد للسيد المالكي، فإذا شطح بهم الخيال وتلبستهم نظرية المؤامرة ورأوا في النكتة كفراً في حق السيد المالكي فان القاعدة الذهبية تقول: ناقل الكفر ليس بكافر): ((دار الحوار التالي بين رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الأميركي باراك أوباما: المالكي: يا فخامة الرئيس أوباما... كم متوسط راتب الموظف الأميركي في الشهر؟ أوباما: حوالي 5,000 دولار.المالكي: وكم يصرف شهرياً؟ أوباما: حوالي 2,800 دولار.المالكي: يعني يبقى وياه 2,200 دولار، وشيسوي بالمبلغ الباقي عنده؟أوباما: في الحقيقة لأننا دولة ديمقراطية، ممنوع نسأله. أوباما: وانتم يا دولة رئيس الوزراء كم متوسط راتب الموظف عندكم؟المالكي: حوالي 400 دولار.أوباما: أووووو!!! ... وكم يصرف؟المالكي : حوالي 2,000 دولار.. أوباما: ومنين يجيب الفرق الكبير هذا؟؟؟!!!!المالكي: في الحقيقة لأننا دولة ديمقراطية مثلكم ممنوع نسأل الموظف منين يجيب الباقي)). المعنى واضح، فالصديقة تؤيد أن الفساد المالي والإداري في دولتنا لا نظير له، وانه يحظى برعاية سامية في الغالب، وهذا ما تشهد عليه آلاف الوقائع ومنها أن كل الوزراء والنواب السابقين وكبار المسؤولين المدانين بالفساد يتمتعون الآن بكامل الحرية وبنعيم الثروة الحرام في أرقى عواصم العالم، فيما يحتفظ رئيس الوزراء وسواه بملفات الفاسدين من الوزراء والنواب الحاليين لغرض في نفس يعقوب.أحد الأصدقاء الكرد اتصل تلفونياً ليعلن انه لا يتفق معي في الرأي بان الفاسدين الكرد يستثمرون معظم ما يسرقون في الإقليم. قال إن فاسدي الإقليم لا يختلفون عن أقرانهم في العاصمة والبصرة والموصل وكركوك والرمادي وسواها، فهم أيضاً يهرّبون الأموال إلى الخارج. وأضاف: المولات والفنادق والمنشآت السياحية والمعامل المشار إليها على أنها من استثمارات الفاسدين الكرد في الإقليم إنما هي لرجال أعمال محليين لكنّ الفاسدين في سلطات الإقليم والأحزاب الحاكمة فرضوا عليهم أن يمنحوهم من دون وجه حق حصصاً فيها مقابل تيسير أمر إقامة هذه المنشآت.شكرا جزيلا للصديق عن هذه المعلومات المفيدة، لكن مع ذلك يبقى ثمة فرق، فالفاسدون الكرد يأخذون حصصاً من منشآت تُقام على أرض الإقليم، أما فاسدونا الذين في بغداد والموصل والبصرة وكربلاء والحلة والرمادي وسواها فيأخذون الجمل بما حَمل، وهذا ما يفسر أن مدن الإقليم وقراه تزدهر فيما مدننا وقُرانا تزداد خراباً. أحدهم اختار أن يبعث إليّ برسالة تلفونية "أس أم أس" قال فيها: ((مقالكم اليوم في المدى يثبت محاباتكم للقادة الكرد لأن الفساد المالي والإداري هو نتيجة لأعظم فساد ألا وهو الفساد السياسي. يعني أن القيادة الكردية بروليتارية؟ ذبحت مئات الشيوعيين في حين أن المالكي قتل فقط 13 مواطناً اثر مظاهرات شباط)). رطانة لا تستحق الرد، وبخاصة الاستهانة بأرواح 13 مواطناً.
شناشيل:في ظلال الفساد
نشر في: 8 يوليو, 2012: 08:49 م