طه كمر اليوم وعلى بركة الله أسود الرافدين على موعد مع الظهور الجديد لهم في ملعب حمد الكبير وهم يواجهون المارد العُماني الذي وحسب معطياته لم يعد بالمارد الذي كنا نعرفه من قبل بعد أن ظهر في مباراتيه السابقتين خلال منافسات الدور الحاسم بمستوى متواضع .
لا نروم من خلال كلامنا هذا التقليل من شأن منافسنا الذي يمتلك الحظوظ ذاتها التي يمتلكها منتخبنا الوطني إلا اننا نريد أن نعرج على حالة معينة مفادها ان منتخبنا ليس لديه سوى خيار الفوز الذي سيجعله في برج سعده كونه سيقلص الفارق بينه وبين متصدر المجموعة منتخب اليابان الذي أثبت للجميع فعلا انه اعتمد الكومبيوتر في لقاءيه السابقين خصوصا بعد أن أطاح بالنشامى وأمطر شباكهم بسداسية نظيفة .لو أعدنا شريط الذاكرة بضعة أيام الى الوراء لوجدنا انه كان بامكان الاسود أن يلتهموا النشامى في موقعة عمّان لو استغلت بعض الفرص بالصورة الصحيحة والتزم البعض من لاعبينا خصوصا في خط الدفاع بما ألزمهم به البرازيلي زيكو الذي نتج عن عدم الانصياع الى تنفيذ الخطة الحقيقية قبل دخول هدف التعادل بمرمانا والذي جعلنا نمارس لعبة الحسابات التي نتمنى من لاعبينا ألا يجعلونا نعتمدها اطلاقا طالما اننا في بداية المشوار ، فمنتخب الاردن أثبت للجميع أنه بعيد كل البعد عن مستوى منتخبنا من خلال الأداء المتواضع الذي قدّمه لاعبوه أمام منتخب اليابان بحيث ظهرت خطوطه مترهلة مفككة لا حول ولا قوة لها، فكيف اذن تمكنوا من مجاراة منتخبنا لولا ان منتخبنا كان سيئاً هو الآخر في لقائه معهم ؟اليوم نطمح ونتمنى من الأسود أن يبلغ زئيرهم عنان السماء وأن يعيدوا لنا ذلك الألق الذي كانوا عليه عام 2007 عندما سحبوا البساط من تحت أقدام اساتذة الكرة الآسيوية ولقنوهم أروع الدروس ، فلا نريد سوى أن نذكـّر السفاح وكتيبة الاسود انه آن الأوان لنفض غبار تراكمات الزمن خلال السنين التي أعقبت 2007 والتي تراجع منتخبنا أزاءها كثيراً على الصعيد العالمي ليعبر المئة في تسلسله ضمن تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلا انه ومع مرور الزمن تمكن من استعادة جزء من بريقه ليقف اليوم عند المركز 74 في آخر تصنيف قبل أيام ، وها نحن والملايين من العراقيين الذين توحدوا من شمال أرض الرافدين الى جنوبها لتصدح حناجرهم طوال التسعين دقيقة معبرة عن حبها للعراق الذي يرسم صورته اسود الرافدين معبّرين عن ولائهم وانتمائهم الحقيقي للعراق عبر تحقيقهم الفوز الذي لا نرضى بسواه .المعطيات تشير الى أن منتخبنا سيكون صاحب القدح المعلى في هذه الموقعة التي لا يمكن أن نراها سوى عراقية خالصة خُطـّت بأيدٍ أمينة ، لا ننكر أنها أخفقت في الوهلة الاولى لكن هذا ديدن العراقيين انهم سرعان ما ينتفضوا على الواقع ويتمكنوا من تصحيح الأخطاء مباشرة كما في كل مرة ، فربّ ضارة نافعة وأنا متأكد ان اسود الرافدين قد هضموا درس الاردن جيداً وسيكون التعويض اليوم قائما لا محال وتأريخنا يشهد على ذلك في أغلب المنافسات التي مرت ، كيف اعتلى الاسود منصات التتويج في الوقت الذي كانوا فيه خارج الحسابات بداية المشوار ، وهذا حصل قريبا عندما مُني منتخبنا بهزيمة قاسية أمام منتخب الاردن بهدفين نظيفين على ملعب فرانسو حريري وفي عقر دارنا إلا انهم وسرعان ما استفاقوا من سباتهم ليثأروا من المنتخب الاردني بثلاثة أهداف تصدّروا بها مجموعتهم.
بصمة الحقيقة :نريدها عراقية خالصة
نشر في: 9 يوليو, 2012: 06:34 م