TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المرأة والإعلام

المرأة والإعلام

نشر في: 9 يوليو, 2012: 07:49 م

د. إرادة الجبوري تزودنا وسائل الاتصال الجماهيري والإنتاج الثقافي  بسيل مستمر من التصورات والمعلومات، ولم يعد تأثيرها على الفرد أو المجتمعات موضع جدل أو نقاش منذ عقود مضت. إذ أصبح الجدل والنقاش يدور حول كمية هذا التأثير ونوعه وهل هو نحو الأحسن أو نحو الأسوأ وعما تقوم به من صياغة لأعراف المجتمع وعاداته وتحديد المقبول أو المرفوض من أنماط السلوك الاجتماعي.
علاقة المرأة بالإعلام من القضايا التي تقدم بوصفها أساسية في المجتمعات التي تشهد تحولات نحو الحداثة، خاصة إذا ما أقررنا أن الإعلام شريك في عملية التنمية  وليس وسيطا  بين المجتمع و الأنظمة القائمة بمعناها السياسي الثقافي وهو ما يجعل مهامه  مستمرة متجددة وليست مؤقتة . وتنضوي تحت هذه العلاقة  فئتان رئيستان  هما: أولا - مضامين الإعلام والإنتاج الثقافي بشكل عام التي تتفرع عنها قضيتان: 1-مدى حضور قضايا المرأة على وفق حاجات المجتمع وضرورات التنمية الإنسانية وليس على وفق الخطاب السياسي والثقافي السائد.2- صورة المرأة في وسائل الإنتاج الثقافي عموما والإعلامي خصوصا .ثانيا -   العاملون والعاملات في الإعلام تتفرع عنها فئتان فرعيتان هما:1-  الإدارات الإعلامية والإعلاميون والإعلاميات ومدى الوعي بقضايا المرأة وتبنيها.2- المرأة   الإعلامية : المعوقات والتحديات والأدوار فضلا عن إدماج المرأة في الإعلام . إن تحديد هاتين الفئتين الرئيستين ينبغي ألا يؤخذ بمعزل عن الاتجاهات السياسية والتشريعية والبناء الثقافي الاجتماعي السائد  في ما يتعلق بحقوق الإنسان وقضايا المرأة، إذ أن السياسات الإعلامية جزء من تلك الاتجاهات وذلك البناء أو الخطاب الاجتماعي السياسي الثقافي  .أين نحن ؟ المضامين تكشف القراءة  الأولية لمضامين وسائل الاتصال المتعلقة بالمرأة عن وجود إشكالية على الصعيدين  الاجتماعي والإنساني وعن ذكورية  وسائل الإنتاج الثقافي في تمثيلاتها الاجتماعية التي إن لم تكن مزيفة فإنها تقتات على أكثر القوى المحافظة في المجتمع ،ممارسة بذلك دورا "تعزيزيا" بدلا من قيامها بدور "تحويلي" في الثقافة. متجاهلة بذلك الاتجاهات الجديدة في المجتمع على صعيد ظهور أدوار جديدة للمرأة العراقية خارج أدوارها التقليدية منذ عدة عقود مضت . وإذا كانت وسائل الإعلام العراقية  قد حاولت في فترات ما ولأغراض سياسية محددة تقديم صور جديدة غير نمطية للمرأة  " صور وأفكار وتصورات إيجابية عن دور المرأة في المجال العام خارج قوالب الفضاء الخاص المقترن بالنوع الاجتماعي  " فإن ذلك كان بمثابة الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.وبالرغم من  تنوع وسائل الإعلام العراقية من حيث الملكية ومصادر التمويل بعد 2003  غير أن أغلبها اشترك في عدم النظر إلى قضايا  المرأة العراقية  بوصفها قضايا  اجتماعية ثقافية سياسية يجب التصدي لمعالجتها وخلق وعي اجتماعي حول خطورة إهمالها ، وإذا ما تعاطت مع تلك القضايا فإن ذلك يتم بطريقة خبرية تقريرية و إنشائية .يقترن طرح قضايا المرأة في وسائل الإعلام بما يطرحه أهل السياسة من رجال ونساء ،لذا فإن غياب القضايا الأساسية التي تخص المرأة العراقية لم يعد أمرا استثنائيا.  فمن النادر تناول الوسائل الأمية المتفشية بين الإناث وتسرب الفتيات من التعليم وهيمنة منظورات تروج لتعليم أساسي للإناث وتزويجهن بسن مبكر وانتشار ظاهرة زواج الأنثى الطفلة ليس في الريف فقط بل في المدن أيضا خارج مؤسسات الضبط القانوني( المحاكم) وما يترتب على ذلك من مشاكل وأعباء صحية على صحة الأم الطفلة نتيجة الحمل المبكر وفقدان المرأة ضمانات قانونية تحفظ لها حقوقها الزوجية وحقوق أطفالها في حال الانفصال عن الرجل. فضلا عن العادات العشائرية المهينة للمرأة  "كالنهوة والفصلية  ", ناهيك عن معاناة المرأة العاملة والتحديات التي تواجهها داخل المنزل وفي بيئة العمل ،ومعاناة المرأة المعيلة والأرامل اللائي صارت نسبتهن لا يمكن إغفالها أو تجاهلها. يوازي هذا الغياب حضور لمضامين أخرى خاصة في المرئي والمسموع  تختصر المرأة في صورة لا تخرج عن الجسد ألا وهي : الأنثى   المشتهاة المعدة  للإثارة والجنس  والأنثى المعدة للحمل والولادة  . فهي   وعاء للمتعة لاهمّ لها  غير الإيقاع بالرجل والتآمر والكيد والخيانة أو وعاء للحمل والولادة مستسلمة  وضعيفة غير قادرة على اتخاذ القرار  .إن تجاهل قضايا المرأة الأساسية وقولبتها في صور نمطية سمة للرسائل الاتصالية الثقافية  " الكتب ، و مناهج تعليم والأمثال الشعبية والمسرحيات والدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية و اللوحات الفنية  .. الخ والتي تقوم وسائل الإعلام بإعادة إنتاجها عبر ثقافة العاملين في الوسائل أو عبر البناء المؤسساتي للوسائل .أما القائم بالاتصال من إدارات وعاملين وعاملات فإن نسبة ليست بقليلة منهم لا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram