أ.د.قاسم حسين صالح تتحدّد مشكلة الدراسة بالإجابة عن هذا السؤال:  هل ينبغي أن يكون للأطباء النفسيين وأساتذة علم النفس دور،من منظور اختصاصاتهم، في تحليل الثورات العربية التي بدأت من تونس ،أم ينبغي أن يبتعدوا عنها وينصرفوا إلى عملهم المهني والأكاديمي؟
فإن الدراسة الحالية تسعى إلى تحقيق الآتي:1.الكشف عن موقف الأطباء النفسيين والاختصاصيين بعلم النفس من الأحداث التي شهدتها تونس ومصر والبلدان العربية الأخرى، فيما إذا كان ينبغي أن يكون لهم دور في تحليلها بقراءات سيكولوجية ،أم النأي بعيداً عنها والانصراف إلى اختصاصهم المهني والأكاديمي.2.معرفة رأي المفكرين والمثقفين بِشأن دور الأخصائيين النفسيين في تحليل ثورات العرب في تونس ومصر والبلدان الأخرى من منظور العلوم النفسية.3. المقارنة بين مواقف الفئات الثلاث: الأطباء النفسيين، وخبراء علم النفس، والمفكرين والمثقفين.إجراءات الـدراسةالأداة :تم تصميم استبانة من (25) فقرة بين إيجابية وسلبية ،أخذت أفكارها من (استطلاع رأي) قدّم  لأطباء وأخصائيين نفسيين،ومن كتابات تمثل مواقف متنوعة بخصوص الموضوع،روعي في صياغتها أن تكون بصيغة المتكلم وقابلة لتفسير واحد  .عيّنة الدراسة:  تألفت عيّنة الدراسة من (27)طبيبا نفسيا و(46)خبيرا بعلم النفس و(30)مفكرا ومثقفا،من 15 دولة عربية وست أجنبية(أمريكا،بريطانيا،هولندا،الدنمارك،ألمانيا ) يقيم فيها أخصائيون نفسيون عرب.نتائــج الـدراســـةفي ما يأتي أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة على وفق أهدافها :أولاً:تحدد الهدف الأول بالكشف عن موقف الأطباء النفسيين والاختصاصيين بعلم النفس من ثورات ربيع العرب. ولغرض تقديم أوضح صورة لهذا الموقف فقد تم أولاً فرز الفقرات الإيجابية ،التي تعني موافقتهم على أن يكون للطبيب النفسي والمتخصص بعلم النفس دور في ثورات العرب بتقديم دراسات وقراءات تحليلية نفسية ،فكانت النتائج كالآتي:إن الاتجاه العام لكل من الأطباء النفسيين وأساتذة علم النفس هو إيجابي عال يؤيد أن يكون للمتخصصين في العلوم النفسية دور في ثورات ربيع العرب.إن هذا الاتجاه أعلى لدى أساتذة علم النفس مقارنة بالأطباء النفسيين،إذ بلغت النسبتان العامتان بحدود ( 88% ) و (  76%  ) على التوالي.أعلى نسب اتفاق بين الفريقين (تراوحت بين 82و94%) كانت بشأن الآتي: أ. الأحداث التي شهدتها الساحة العربية لها أبعاد نفسية واجتماعية. ب. من اختصاص عالم النفس تحليل سيكولوجيا الشعوب عند قيامها بثورات وانتفاضات.          ت. مطلوب أن يسهم الأخصائيون النفسيون في البلدان العربية بتوعية المجتمع  بعوامل التغيير وإرشاد عمليات التغيير.                            ث. مشاكل السياسة من صميم الاهتمامات السيكولوجية لأنها تخص هموم  الإنسان وانشغالاته اليومية.     ج. الطبيب النفسي/ عالم النفس قادر على تحليل ما يجري بموضوعية من منطلقي الطب النفسي وعلم النفس.اتفق الفريقان بنسبتين متقاربتين (76%) و(80%) بخصوص أن الطبيب النفسي مؤهل لتشخيص (الخلل أو الاضطراب العقلي) لدى الحاكم العربي.مع أن الفريقين اتفقا على قيام الطبيب النفسي /عالم النفس بتحليل ما يجري من انتفاضات وثورات عربية..بعدّها مسؤولية وطنية،إلا أن النسبتين كانتا 53% لدى الأطباء و71% لدى أساتذة علم النفس.كانت أوطأ نسبة اتفاق،وجاءت متطابقة (59%)لدي كليهما، بخصوص أن يكون للأخصائي النفسي (طبيب ، خبير )الحق بتوظيف اختصاصه في السياسة على وفق قناعاته الشخصية.ولغرض اكتمال الصورة فقد تم ،ثانيا،فرز الفقرات السلبية التي تعني أن يبتعد الطبيب النفسي وعالم النفس عما يجري من أحداث في العالم العربي وينصرف كلّ منهما لممارسة عمله المهني والأكاديمي ،فكان الاتجاه العام لدى الأطباء النفسيين وأساتذة علم النفس الذين يفضلون أن ينأوا بأنفسهم عما يجري من أحداث في العالم العربي  ضعيفا،ترواحت نسبته بين 6% إلى 27%.*  ثانيا: تحدد الهدف الثاني بمعرفة رأي المفكرين والمثقفين بِشأن دور الأطباء والأخصائيين النفسيين العرب في تحليل ثورات العرب في تونس ومصر والبلدان الأخرى من منظور العلوم النفسية. حصلت أربع فقرات على موافقة 92% من المفكرين والمثقفين ،هي:من واجب عالم النفس أن يحلل للناس الأبعاد النفسية والاجتماعية للأحداث السياسية.الأحداث التي شهدتها الساحة العربية لها أبعاد نفسية واجتماعية.من اختصاص عالم النفس تحليل سيكولوجيا الشعوب عند قيامها بانتفاضات وثورات.الطبيب النفسي/ عالم النفس قادر على تحليل ما يجري بموضوعية من منطلقي الطب النفسي وعلم النفس.تلتها في الأهمية ثلاث فقرات  حصلت على موا