TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أدوات المؤامرة بتمزيق الأمة

أدوات المؤامرة بتمزيق الأمة

نشر في: 13 يوليو, 2012: 05:13 م

د. سعد بن طفلة العجمي أكثر المؤمنين بالمؤامرة لتمزيق الأمة العربية والإسلامية وتفتيتها هم جماعات الدين السياسي، خطابهم السياسي تجاه ما يجري بسيط ومبسط: مؤامرة صهيونية صليبية يقودها الشيطان الأكبر "أمريكا" لتمزيق العالم الإسلامي- بما في ذلك العراق- والعربي- بما في ذلك سوريا، وإحراق المنطقة في أتون حروب طوائف وقوميات وأديان وقبائل وأعراق ومذاهب وغيرها.
قد لا يختلف المدنيون العرب- بمن في ذلك العراقيون- من أن هناك من يرى شرعية وجوده كدولة دينية- مثل إسرائيل- بوجود دول الطوائف: دولة سنية وأخرى شيعية ودرزية وكردية وعلوية وقبطية ...الخ. ويرون أن إيران تستخدم الدين الإسلامي بصيغته الشيعية مبررا للتدخل في الشأن العراقي والسوري واللبناني والبحريني وغيرها.  لكن السؤال الذي لا بد منه: من الذي يترجم وينفذ هذه المؤامرة بتمزيق الأمة؟ ما هي أدوات تنفيذ هذه المؤامرة؟ كيف تستطيع أن تمزق الأمة مذهبيا ما لم تكن لديك أدوات مذهبية؟ وكيف تحرقها طائفيا ما لم تمتلك أحزابا طائفية؟  وهنا تأتي الإجابة التي لا تحتاج لكثير من عناء التفكير: الحروب الطائفية يشعلها الطائفيون، والحروب العنصرية يوقد نارها العنصريون، والفتن المذهبية يقدح شرارها المتطرفون. لا طائفية بلا طائفيين، هذه هي الحقيقة، ولا عنصرية بلا عنصريين. فالطوائف والعناصر والقوميات واللغات والمذاهب والأديان سمة من سمات المجتمعات البشرية، فلا يكاد يخلو مجتمع في أي بلد على هذا الكوكب من هذه المكونات المختلفة، ولكن عامل الاستقرار بينها جميعا هو في التعايش وسيادة القانون بين كافة مواطنيها على حد سواء بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم أو فروقاتهم الموروثة. الأحزاب الدينية- شيعية كانت أم سنية- إخواناً كانوا أو دعوة، صدريين أو سلفيين هم أدوات المؤامرة لتمزيق الأمة وتفتيتها، وحرق أسس التعايش بين أفراد المجتمع. أحداث العام 2006 الطائفية الدامية بالعراق لم تقم بها طائفتا السنة والشيعة، بل أشعلها الطائفيون من طائفتي الشيعة والسنة، والأشباح التي ترتكب الأعمال الإرهابية بالعراق أو سوريا أو لبنان، ليسوا شيعة أو علويين، بل هم طائفيون بامتياز. ما يقوم به نظام بشار من مجازر ضد الشعب السوري، ليس بدافع علويته، فما ارتكبه صدام من جرائم ضد العراق أو إيران أو الكويت، لم يكن بدافع سنيته، وما اقترفه القذافي ضد شعبه لم يكن مبرره مذهبه السني، فالبطش لا يعرف دينا، والطغيان بلا مذهب أو طائفة، إنها السلطة المطلقة والعيش في كنف الدم منذ اللحظة الأولى لتسلمها. ما زال كثيرون يعوّلون على مدنية العراق، ولا يزال المدنيون العرب يرقبون المشهد العراقي بحسرة ضياع الفرص التاريخية لبناء مجتمع ديمقراطي متعدد متعايش، لكنّ الطائفيين يرفضون ذلك ثم يتصايحون:إنها المؤامرة!!   أكاديمي وكاتب كويتي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram