علاء حسن احد أبناء إحدى قرى محافظة ذي قار، اقسم أمام مسؤوله الحزبي منتصف أربعينات القرن الماضي، أنه سيطلق على ابنه البكر اسم ستالين تعبيرا عن إعجابه بالزعيم "السوفيتي" وقتذاك وشجاعته وانتصاره على النازية ، أوفى الفلاح بوعده وحمل ابنه اسم ستالين ، لكن امه كانت تتعرض لسيل من الاسئلة ، والاستفسارات حول تسمية ابنها البكر بهذا الاسم الغريب ، الخاضع للتحريف على الدوام ، ولأنها ما عادت تطيق تعليقات النساء وجعلها مادة للتندر ، بمخاطبتها بأم "ستالين" طلبت من زوجها إنقاذها من هذه المحنة.
رفض الأب تغيير اسم ابنه لأنه مؤمن بأن العراق سيكون على موعد مع تحقيق النظام الاشتراكي في وقت قريب ، لكن مجريات الاحداث السياسية في البلاد ، أجبرته على تغيير اسم ستالين ، فتخلصت أم "ستالين " من الحرج، وخصوصا بعد ان عرفت ان زوجها ترك "رفاقه السابقين" وانشغل بممارسة عمله والانشغال بمسؤولية عياله ، واحتفظ بذكرى طيبة عن رفاقه لأنهم علموه القراءة والكتابة ، للاطلاع على تجارب الجمعيات التعاونية الفلاحية وكهربة الريف في دول المعسكر الاشتراكي، وخلال سنوات الصراع بين الأحزاب العراقية وبعد حصول طرف على السلطة ، بدأت عمليات الملاحقة ووصلت الى التصفية الجسدية ، لم يجد " ابو ستالين سابقا" غير التوجه الى العاصمة بغداد للتخلص من تهمة الانتماء لتنظيم سياسي ، فحصل على فرصة عمل بعنوان حارس ليلي يحمل صفارة وبندقية ، وكان واجبه في حي الوزيرية .أخبار أم "ستالين" وزوجها الذي غير اسم ابنه وجعله عبد الكريم، وعلى الرغم من مرور سنوات على السكن في العاصمة ، وصلت إلى قريتهم اخبار بأن الأسرة تقيم في حي يسكنه الوزراء ، وهذا يعني ان أمورها أصبحت عال العال فابتعدت عن الاتصال بواسطة" الطروش" بالأقرباء وأبناء العشيرة لدفع الحسد ، وفي زيارة مفاجئة الى تلك القرية لحضور مجلس عزاء احد الأقارب اضطر أبو عبد الكريم لتوضيح اللبس حول أوضاعه وأحواله وأكد أمام الحاضرين انه لا يمتلك دارا سكنية في حي الوزيرية ، والاسم لا يعني انه يضم منازل الوزراء ، وعلاقته بالحي لا تتعدى حراسته ، والحصول على عيديات من الأهالي في عيدي الفطر والاضحى ، وما ذكره الرجل انه لم يحصل على شيء من ستالين والزعيم عبد الكريم قاسم عندما أطلق اسم الأول على ابنه البكر ثم استبدله بالآخر ، واثناء استرساله بالحديث واستفساراته عن أوضاع الفلاحين تعرف على حجم معاناتهم ورغبتهم في ترك قراهم والتوجه إلى العاصمة ، وتردد في اتخاذ موقف الرفض أو الدعم لخيارهم لاعتقاده بأن "كهربة الريف" وتطويره وإلغاء الفروق مع المدينة ربما تتحقق في السنوات المقبلة ، نتيجة مواصلة نضال الطبقة العاملة بالتحالف مع الفلاحين في تحقيق النظام الاشتراكي . وفي المجلس النسائي بحضور السيدة "ام ستالين" شجعت النساء على التخلص من الريف والتوجه الى العاصمة ، فالأعمال كثيرة ، وبإمكان الأبناء التطوع بصفوف الجيش ، او استكمال دراستهم ، فضلا عن التمتع بنعمة الكهرباء ، وماء الإسالة ، وبعد مرور عشرات السنين على زيارة "ام ستالين" وزوجها لم تتحقق كهربة الريف و خضعت العاصمة لنظام القطع المبرمج .
نص ردن:أم ستـــــــالـــــين
نشر في: 13 يوليو, 2012: 05:20 م