اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فلوبير بين الواقعية والرومانسية في سيرته الجديدة

فلوبير بين الواقعية والرومانسية في سيرته الجديدة

نشر في: 13 يوليو, 2012: 05:47 م

ترجمة : عدوية الهلالي كان فاشلا في دراسته وكسولا، وكان ذكاؤه دون المتوسط ما جعله يتأخر في دراسته ..هذا اقل ما يمكن أن يقال عن بداية حياة الروائي الشهير غوستاف فلوبير التي لم يتكهن لها احد بالتحول إلى ما آلت إليه ..لكن فلوبير (1821-1880) صار واحدا من اكبر الكتاب الفرنسيين بعد ان أدرك ان نجاحه الحقيقي لم يكن في دراسة القانون بل في تكريس نفسه للكتابة التي يعشقها الى درجة المرض ..في كتاب جديد ، يقتفي المؤلف بيرنار فوكونييه آثار فلوبير الذي بلغ حد الوسواس المرضي
 المجنون بالكتابة متتبعا كل كلمة، وكل خطوة وكل لقاء اذ لم ينجح لا الحب ولا وفاة احبائه في ابعاده عن عشقه الحقيقي لدرجة ان فوكونييه اطلق على حالة فلوبير تسمية (الهذيان الادبي) ...ويشير فوكونييه الى نقطة مهمة إذ أن ابتعاد فلوبير عن الآخرين والاستغراق في عالمه الخاص مع أوراقه لا يعنيان بالضرورة اتسامه بالغطرسة والكبرياء ، ذلك أن الكتابة بالنسبة له ليست مجرد نشاط او مهنة ..انها الحياة ذاتها ، ويستعير فوكونييه كلمات فلوبير الذي يقول "انها طريقة خاصة للحياة" ، وهذه الكلمات ذاتها استخدمها بيير مارك دي بياسي كعنوان جميل لكتاب سيرة ألفه من قبل عن فلوبير ..من جانبه ، كان للكاتب بيرنار فوكونييه روايته الأولى الرائعة ( الوجود والعملاق ) والتي تخيل فيها لقاءً بين جان بول سارتر والجنرال ديغول ...ويعد فوكونييه من اهم مؤلفي الروايات الخيالية ومن بينها ( حريق سانت فكتوار ) و( ارواح العائلة ) ..كما كتب سيرتين واحدة عن الرسام العالمي سيزان والتي حاز عنها جائزة افضل كتاب سيرة وواحدة عن بتهوفن ..ويعتبر فوكونييه استاذا في هذا الصنف الادبي اذ يبرع دائما في تقديم سير ناجحة لقرائه عن شخصيات شهيرة لدرجة ان بعض اعماله يجري تدريسها في الجامعة ..وفي ما يخص فلوبير فقد خصص فصولا كاملة من كتابه عنه لرواياته ( التربية العاطفية ) و( سالامبو ) و( مدام بوفاري ) ..واعتمد في كتابه على مراسلات مدهشة ونادرة تبلغ اكثر من 5000 رسالة بين فلوبير وكتاب عصره ومعارفه ايضا ..ونعود الى فلوبير الذي امتلأ دماغه في صغره بالقصص التي كانت الخادمة ترويها له ما جعله شغوفا بقصص التاريخ في المدرسة ..وحين بدأ يكتب مسرحيات وقصصا لم يكن والده الطبيب يعلم بذلك لأنه اراده جراحا مثله وحين صارحه بذلك، ارسله الى باريس ليدرس القانون لكنه لم ما لبث ان تركه لينكب على الكتابة مصمما على احترافها وعاش في عزلة في ضيعته منقطعا للكتابة ومتواصلا مع الآخرين عبر رسائله اليهم ...كانت تنتاب فلوبير نوبات صرع غامض لازمته طوال حياته ما جعله يعزف عن الزواج ولكنه احب اكثر من مرة وكانت اولى حبيباته فتاة انكليزية تدعى " هنرييت كولييه " وكان ابوها ملحقا بحريا لبلاده في فرنسا ، ثم احب السيدة ( اليزا شلي سنجر ) التي كانت تكبره بتسع سنوات اضافة الى الشاعرة ( لويز كوليه ) التي حظيت بمكانة مرموقة في الاوساط الادبية لجمالها وليس لموهبتها الادبية وكانت قد طلبت منه الزواج فاعتذر لتتركه نهائيا ..واخيرا حبيبته جولييت دروييه التي احبها طوال حياته ورسم ملامحها على شخصية ( ايما ) بطلة روايته ( مدام بوفاري ) ..وينتمي فلوبير الى المدرسة الواقعية في الادب وعادة ما ينظر الى روايته ( مدام بوفاري ) باعتبارها اول رواية واقعية رغم ميله بعدها الى المدرسة الرومانسية ضمن روايات (غواية القديس انطونيوس ) و( التربية العاطفية ) ...يحمل الكتاب الجديد الذي يتناول سيرته الحياتية والادبية عنوان ( فلوبير ) للمؤلف بيرنار فوكونييه ..ويقع في 294 صفحة وقد صدر مؤخرا ضمن منشورات دار فوليو للنشر ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram