كربلاء /أمجد علي عدّ أدباء وصحفيون وكتاب وسجناء سياسيون أن من الضروري دراسة أدب السجون في الكليات والمعاهد العراقية بهدف التذكير بمرحلة الدكتاتورية وعدم السماح بإنتاجها من جديد، مؤكدين في أمسية أقامها نادي الكتاب احتفاء بالكاتب مهدي العكيلي احد السجناء السياسيين بمناسبة صدور كتابه ( سجين 63).
بداية الأمسية قال مقدمها رئيس جامعة أهل البيت الدكتور عبود جودي الحلي: إن أدب السجون أدب عالمي وهو ينقل صورة لواقع اجتماعي وسياسي، وان أدب السجون لا يعني من زُج لأسباب جنائية بل ما يعني هو من اعتقل لأسباب سياسية وحوكم على أفكاره كونها تعرض السلطة.. وأضاف ان الكاتب العكيلي سجن سبع سنوات وتنقل بين أسوار السجون العراقية وتعرض للتعذيب ورأى كيف يعذب الساخرون فكان الإفراج عنه انه حفظ عن ظهر قلب كل ما دار لينتج لنا كتابه الأول عن أدب السجون.وقال مهدي العكيلي: إن السجون لا تعني أنها مكان بين جدران بل هي حياة أخرى قد تكون سوداء ولكنها تعاند الإنسانية في كونها تريد الموت البطيء للإنسان في كينونته .. مذكرا بأن السجون تختلف باختلاف السجان التابع للسجان الأكبر وهو السلطة لذلك فان سجون الاستخبارات تختلف عن السجون الأخرى. وأشار الى أن هناك غرفا تعرف بالغرف الحمر وكنا نرى ما لم يره حتى السجانون لان الحياة السادسة كانت تعمل لكي تبقى على قيد الحياة..مبينا ان في السجون قصصا كثيرة عن المعتقلين وهم ينتمون إلى شرائح مختلفة قد لا يجمعهم جامع فما بين ضابط في الجيش إلى أستاذ جامعي إلى نجار والى رجل أمي الجميع متهمون بأنهم يقفون ضد النظام حتى لو لم يكونوا كذلك.. مبينا ان الكتاب تناول أنواع التعذيب الذي يلاقيه السجين والذي جعلني أقول إنني سأكون مجرما لو خرجت من السجن لان العذاب يمكن يقدر عليه إنسان لو كان في الخراج لكننا تمكنا من البقاء على قيد الحياة على الأقل.وتداخل الدكتور علي الفتال بقوله إن السجون واحدة في الأنظمة الدكتاتورية فهي ذاتها في العهد الملكي والعهد الجمهوري كون السلطة في واد والشعب في واد آخر.. موضحا ان في النظام الملكي سجنا لأننا كنا نهتف ضد سارقي قوت الشعب وفي العهد الجمهوري كذلك وفي عهد النظام السابق وربما الآن لا نريد أن نهتف ضد سارقي الشعب لأننا نريد حياة أجمل.. الكاتب خليل الشافعي قال إن موضوعة السجون ليست جديدة فهي أيضا موضوعة أثيرة للأدباء.. خاصة اذا ما عرفنا أن أدب السجون يظهر في أزمنة الطواغيت لذلك علينا أن نعمل من اجل الخلاص مما كان، والتخلص من مرحلة الأدلجة للآخرين واللون الواحد من خلال فهمنا للعلاقة بين السلطة والمواطن التي يراد لها أن ترتبط بالعقيدة التي لدى السلطة"، وأفاد "الحل يكمن دائما لدى الشعوب المتحررة إذا ما كانت دولة مدنية".. وتساءل الكاتب ستار الكركوشي.. هل استفدنا من هذه التجارب لصنع الحياة التي تغيرت لان السجناء كانوا كثيرين في زمن النظام السابق؟.. وأضاف ألم يتحول السجناء إلى جلادين ألم يتحول من أصبح في السلطة إلى سجانين .. موضحا انه علينا أن نرسم صورة ألا نسمح بزمن جديد يمحو الإنسانية من داخل الإنسان وان يكون الفكر متاحا.. وعبر الروائي والناقد علي لفتة سعيد عن قدرة المؤلف على الغور في أعماق الآخرين، فضلا عن تذكر ما مر به، إلا انه تساءل هل اعتمد على السرد لكي يوصل الوقائع فتأخذه المخيلة إلى سرد صور مبالغ فيها عن السجون أم إن السرد كان عينا لنقل الواقع؟ وأضاف المشكلة أن الكتب التي نقلت لنا واقع السجون اختلفت بين كتابها حتى بتنا نقول إنهم أدباء اقرب منهم إلى موثقي واقع وهذا لا يصب في صالح ما يتم توثيقه للمستقبل.
أدب السجون في أمسية لنادي الكتّاب بكربلاء
نشر في: 13 يوليو, 2012: 05:47 م