علاء حسن المقربون من رئيس الحكومة سواء من المسؤولين او النواب وكذلك من نخبة المستشارين اعتادوا على وصف العملية السياسية بانها اشبه بالسفينة ، ويجب ان تصل الى بر الامان بسلام ، محذرين من تعرضها لهجمات من" القراصنة " اعداء التجربة الديمقراطية ، وحينذاك سيغرق الجميع ، ولن تنفع وسائل الانقاذ الاقليمية والدولية .
"مركب هوانا من البصرة جانه " اغنية طالما اثارت اعجاب العراقيين ، ومنحتهم الشعور بالفرح والانشراح ، وفي دقائق سماعها لم تكن تنتابهم المخاوف من غرق المركب ، لانه يسير بقيادة ملاح ماهر معروف باخلاصه لمهنته ويحترم فريق عمله ، ولم يلجأ الى اثارة مخاوف الركاب من احتمال الغرق والتعرض لهجمات من القراصنة والطناطلة ، ومهمته إيصال المركب من دون ضجة او تظاهرات تأييد المنتظرين على ضفاف النهر.الحديث عن غرق سفينة العملية السياسية المتكرر على مدار الساعة ، اثار قلق السامعين ، ونتيجة ذلك ربما سيضطرون لشراء نجادات الانقاذ و"الجوابة " على اختلاف أنواعها واحجامها لاستخدامها في حال غرق السفينة ، والبعض ربما سيفكر في صنع "الكلك" ليكون خير وسيلة للوصول الى بر الامان ، والكلك هو اشبه بطوافة تستخدم لنقل الرقي من الموصل الى اسواق بغداد قبل استخدام المراكب والشاحنات .إثارة المخاوف من الغرق يندرج وبحسب الناشطين المدنيين ضمن جرائم انتهاك حقوق الانسان ، فالمسؤول سواء كان نائبا او عضوا في مجلس المحافظات او مستشارا لشؤون العشائر ، و"الباجة والكراعين" ليس من حقه ان يبعث برسائل خاطئة للمواطنين تتضمن أن إبعاد الزعيم عن السلطة سيؤدي الى اضطرابات امنية ، ثم غرق السفينة ، و"نيالك ياصاحب الجوب " لانك اتخذت التدابير الاحترازية المناسبة لتجاوز اللحظة الحاسمة وانقذت حياتك من الغرق ، ووصلت الى الجرف بمفردك لتدخل في دوامة البحث عن افراد اسرتك الاخرين من دون التوصل الى معرفة مصيرهم ان كانوا ضمن الضحايا او الناجين . الاشارة الى اضطراب الاوضاع الامنية والسياسية في العراق بعد تنفيذ خيار سحب الثقة اصبحت مثل الكارت الاحمر لدى حكم مباراة كرة القدم ، واستخدامه من قبل المسؤولين وخاصة المستشارين هو الخيار النهائي من دون انذار سابق ، للحفاظ على امن وسلامة وصول السفينة ، ولذلك صدرت تصريحات تفيد بان التوجه نحو حكومة اغلبية سياسية هو السبيل الوحيد لاستقبال "مركب هوانا" بالهلاهل والزغاريد ورفع صور الزعيم .في ظل الازمة السياسية الراهنة مع توقعات بصعوبة التوصل الى اتفاق لعقد المؤتمر الوطني لبحث امكانية تسوية الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة ، تتطلب الاوضاع الراهنة ولغرض تبديد المخاوف من غرق السفينة استحداث وزارة دولة لشؤون الانقاذ من الغرق ، على ان يتولى المنصب الوزاري المستحدث رئيس كتلة نيابية تضم ثلاثة من اعضاء مجلس النواب تقديرا لجهوده في احباط "مؤامرة سحب الثقة" ودوره في الدفاع عن كرامة الشعب العراقي ، وانقاذ ابنائه من الغرق ، بتوفير 30 مليون "جوب" مستورد وزعت بموجب نظام البطاقة التموينية ، و"مركب هوانا من البصرة جانا".
نص ردن:مركب هوانا
نشر في: 13 يوليو, 2012: 06:07 م