TOP

جريدة المدى > سينما > تاريخ بريطانيا سينمائياً/ anonymous 2011

تاريخ بريطانيا سينمائياً/ anonymous 2011

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:03 م

عبد الكريم يحيى الزيباري                                      السينما تعيد كتابة التاريخ، هذا الفيلم عرض في تشرين الثاني 2011، وأثار موجةً من الغضب لدى الشعب البريطاني، لأنَّ شكسبيرهم ظهر كسافل حقير، جاهل، لا يقرأ ولا يكتب، مبتز، ووضعَ إدوارد دي فير، في قالب عبقري منذ نشأتهِ، حيث توفرت له العلوم والكتب والمعارف، والتي لم تكن تتوفر لشخص فقير كوليام شكسبير في عصر لم تكن فيه الثقافة متاحة للجميع، والده صانع قفازات سكير، ويشير الفيلم بصورة غير مباشرة الى أنَّ شكسبير بعدما كتبَ 37 مسرحية و154 سوناتة وقصائد سردية أخرى،
توقف فجأةً عن الكتابة، لأنَّ إدوارد دي فير مات، وبالتالي لم يعد لديه أمل في الحصول على مسرحيات جديدة، ويظهر الفيلم أجواء التشدد وسيطرة رجال الكنيسة على البلاط، بدسائسهم، كما وأنَّ إدوارد دي فير تزوجَ من ابنة الكاردينال مجبراً بعد تهديدهِ بالإعدام، يتناول الفيلم حكاية فرعية عن مؤامرة يقودها إيرل إسكس ضد الملكة إليزابيث، يشجِّعهم إدوارد دي فير ويعدهم بدعم الجماهير والغوغاء التي يأمل إثارتها بمسرحية (ريتشارد الثالث) تنتهي المؤامرة بمذبحة ينجو منها الابن غير الشرعي للملكة إليزابيث الشاب ريتشاردسون، نتيجة ليلة بينها وبين إدوارد دي فير، وهناك المؤامرات التي يحيكها وليام سيسيل وابنه من بعده روبرت سيسيل، الفيلم يبدأ بأداء رائع للممثل البريطاني ديريك جاكوبي على خشبة مسرح يضجُّ بجمهورٍ كبير (روح العصر، شكسبيرنا هو كل شيء بالنسبة لنا... وماذا بعد، ولا مخطوطة واحدة، من أيِّ نوع، لم يتم العثور أبداً على ورقة مكتوبة بخطِّ يد شكسبير، لقد استمر البحث لأربعمئة عام، ولم يعثروا على شيء، كان والده صانع قفازات، ذهب إلى لندن ليتعلم القراءة والكتابة، حيث تذهب القصة، مات عن عمرٍ يناهز الـ52 سنة تاركاً وراءه زوجة وابنتين لا تجيدان القراءة ولا الكتابة، مثل والدهما، هذا الرجل الذي ترك ثاني أكبر ثروة لأرملته، شكسبيرنا شفرة، شبح، لذا اسمحوا لي بأنْ أقدِّم لكم قصة مختلفة، قاتمة سوداء، من ريش الكتابة والسيوف، السلطة والخيانة، حروب تهدد بخسارة العرش) ثم يبدأ مشهد الكاتب المسرحي الشاب جونسون يهرب من الجنود حاملاً مذكرات إدوارد دي فير، يدخل مسرحاً قديماً، يحرقه الجنود، يخرج يقبضون عليه يعذبونه، تتداعى الذكريات التي تنتهي في اللحظة التي يسلمه إدوارد دي فير مخطوطاته الأخيرة، وتنتهي 130 دقيقة زمن عرض الفيلم، تاركاً للمشاهد عدة أسئلة: كيف يترك شكسبير عاشق القلم ابنتيه فريسةً للجهل؟ وفي السنوات الأخيرة من عمرهِ، غادرَ شكسبير لندن إلى مسقط رأسهِ في القرية، وعمل في ما تبقى من عمره تاجراً للمواشي، لأنَّ إدوارد دي فير مات، ولم يعد لديه أمل في الحصول على نصٍّ جديد. تمَّ تصوير المشاهد في برلين، استطاع المخرج باستخدام تكنولوجيا عالية وبرامج حديثة إظهار ملامح لندن في القرن السادس عشر داخل الاستوديو، يقول شكسبير (الطفل والد الرجل) ولكن شكسبير الطفل لا يدعمُ العبقري أعظم كاتب بالإنكليزية، ومرسي دعائمها، فاللغة الإنجليزية القديمة استمرت حتى 1150م، وهي لغة غير مفهومة، بالكاد يفهمها الإنجليز أنفسهم، وهنا مصدرُ سؤالٍ أرَّق العلماء والمؤرخين: مَنْ كتب هذه الدراما التي لم يستطع العقل البشري الإتيان بمثلها طيلة قرون؟ إدوارد دي فير(1550- 1604) كان قد مات منذ ست سنوات، عندما كتب شكسبير(1564- 1616) (قصة الشتاء/ 1610) و"العاصفة/ 1611) السينما تفرط في إقحام الخيانات الزوجية، فالملكة إليزابيث واقعت ابنها غير الشرعي إدوارد دي فير، وأنجبت ابناً آخر هو الذي اشترك في مؤامرة ضدها، وكادت أن تقتله، لكنها أفرجت عنه، بعدما أخبرها دي فير بأنَّه ابنها، هذه التشويهات السينمائية للتاريخ ليس لها ما يؤكدها، ولو ظنا، إلا أنَّ حادثة مسجلة تاريخيا في 23 يوليو 1567 قتل إدوارد دي فير خادماً  للطهي في منزل سيسيل، أثناء مبارزة، مارس وليان سيسيل ضغوطا على المحكمة باعتبارها دفاعاً عن النفس وأنَّ الخادم كان مخموراً.يتساءل ول ديورانت (كيف تسنى لشخص لم يتلق من العلم إلا أقله أن يخرج على الناس بروايات تعددت وتنوعت فيها ألوان المعرفة المكتسبة بالاطلاع والدرس؟ ولكنها لم تكن حقاً معرفة على هذا النحو. ولم تكن شاملة أو واسعة في أي من حقولها اللهم إلا في علم النفس) طرح السؤال لكنه دافع عنهُ، ونفى أنْ يكون فرانسيس بيكون هو الذي كتب، لأنَّ شكسبير (وقع في أخطاء صغيرة، ما كان بيكون مثلاً ليقع فيها، من ذلك أنه قال عن تيسيوس بأنه "دوق" وجعل هيكتور من القرن الحادي عشر قبل الميلاد.. وأجاز لأحد أشخاص رواية كوريولانوس من القرن الخامس ق.م. أن يقتبس من كاتو من القرن الأول.. ولم يقدر للزلات التاريخية أية أهمية.. فوضع ساعة الحائط في روما على عهد قيصر.. ومن ناحية الإيجاز والعرض العام نجد أن مسرحياته التاريخية الإنجليزية صحيحة من وجهة نظرنا السائدة، أما من حيث التفصيل فهي غير جديرة بالثقة، وهي تصطبغ، من وجهة نظرنا، بصبغة وطنية - فان جان دارك في رأي شكسبير ساحرة داعرة) قصة الحضارة - بداية عصر العقل - ابتهاج غامر في إنجلترا - وليم شكسبير - براعة شكسبير الفنية- ج 26. صفحة رقم : 9472.شكسبير ليس مؤلفاً مسرحياً أو شاعراً فحسب، إنَّه التراث الإنكليزي، تشرشل يقول (قد تتخلى بريطانيا عن جميع مستعمراتها، لكنها لن تتخلى عن شكسبير)، ولهذا أثيرت حول شخصيته شكوك وجدت ما يغذيها، ظهرت عدة نظريات تقول بأنَّ شكسبير لم يكتب حرفاً

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram