TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حقيقة الوعي ونخبوية الثقافة في نادي الكتّاب بكربلاء

حقيقة الوعي ونخبوية الثقافة في نادي الكتّاب بكربلاء

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:05 م

كربلاء/ أمجد عليالوعي غير الثقافة في حراكها وعلينا أن نميز بين الوعي السائد اجتماعيا والثقافة المتمثلة في نشاط أو خطاب كون الوعي الاجتماعي له حراك تاريخي يتوافق مع النظام الاجتماعي السائد، في حين تعد الثقافة خطابا نخبويا وتعبيرا مركزا لوعي حقبة تاريخية.
بهذه الكلمات بدأ الباحث والكاتب خليل الشافعي محاضرته في نادي الكتاب، التي تحدث فيها عن (حتمية الوعي ونخبوية الثقافة) والتي بدأها مقدم الأمسية عامر الشباني من أن جدلية الوعي والثقافة تحدث عنها الفلاسفة عبر العصور وكانت هناك نقاشات ربما لم تصل إلى نتيجة أيهما أولا الوعي أم الثقافة وأيهما المؤثر في الحراك المتغير نحو الأفضل وهل الحراك الواعي ينتج ثقافة واعية وهل الثقافة الواعية تنتج وعيا اجتماعيا.. ربما هذه الجدلية هي ما أثارت الشافعي ليغوص في البحث للوصول إلى نتيجة أو حل لما تحدث عنه الأولون.وقال الشافعي: إن الوعي غير الثقافة في حراكها لذا علينا قبل كل شيء التميز بين الوعي السائد اجتماعيا والذي يمثل أداء الكل الاجتماعي أفرادا وجماعات وبمستوى واحد من دون تمييز أو تفاوت، والثقافة المتمثلة في نشاط أو خطاب مجموعة معينة من مثقفين أو سياسيين يتباينون في الرؤى والأفكار ويتفاوتون في الأداء.. ويضيف الشافعي ان الوعي الاجتماعي ذات حراك تاريخي يتوافق بالضرورة مع النظام الاجتماعي السياسي القائم في مرحلة معينة من مراحل التطور الاجتماعي ويتحرك بعفوية، وهو نتاج تراكمات معرفية تحققت عبر الزمن، في حين الثقافة بحسب المحاضر هي خطاب نخبي وتعبير مركز لوعي حقبة تاريخية معينة ويتعامل مع الواقع الذي تتداخل فيه المقولات القديمة والجديدة بانتقائية فإن كان الخطاب الثقافي طموحا ويعمل من اجل تحقيق نقلة نوعية في وعي الناس باتجاه المستقبل فانه يركز على الجانب الحداثوي في وعيهم محاولا تفعيل ما هو جديد من المقولات والسلوكيات الاجتماعية.. ويشير إلى أن الخطابات الثقافية على اختلاف مضامينها وتوجهاتها هي رسالة نقد للواقع وغالبا ما تكون ارادوية الأداء وتحاول فرض أفكارها أو معتقداتها على الواقع دون الأخذ بنظر الاعتبار عامل الزمن ومدى قدرة الواقع على استيعابها. ويوضح أن الخطاب الثقافي يتأثر بطبيعة الاصطفافات الاجتماعية إن كان الاصطفاف وفق تقسم العمل والفعاليات الاقتصادية وان كان الاصطفاف الاجتماعي وفق أسس ماضوية قومية أو عشائرية أو دينية طائفية، فتكون العلاقة هشة لا تربطهم أية رابطة مصيرية  بحسب قوله.. ويضيف أن المؤسستين الدينية والقومية هما المتنفذتان في المجتمعات التي تتصف بتخلف قوى الإنتاج وضعف الأداء الاقتصادي وهما المنتجتان للخطابات الثقافية اليقينية التي تنسجم مع مصالحها المتمثلة في الاستحواذ على السلطة وخطابها السلفي يمجد الأجداد والأولياء الصالحين معارضا لا بل مقاتلا لكل ما هو جديد.. ويمضي الشافعي بقوله إن الخطابات الثقافية التي تبرر استحواذ الأقلية على حقوق الأغلبية غالبا ما تتمظهر بلبوس ديني أو قومي لغرض تحقيق مقاربة مع الغالبية، أما الخطابات الثقافية المدافعة عن حقوق الغالبية العظمى وعن حقوق الإنسان فهي لا تحتاج  للمخاتلة أو التستر بالعقائدية كونها تمتلك المقاربة الحقيقة مع الناس.. يخلص إلى القول إن جدل المتغيرات في الثقافة يخضع لجدل المتغيرات في الواقع المتمثل في الأساس الاقتصادي للمجتمع بعد أن شخص بأن العراق شهد بعد سقوط النظام تمظهرا للثقافة العراقية في عدد من الخطابات المتباينة في الرؤى والغايات والتي تؤثر وتتأثر بجدلية العلاقة بين الثقافة والوعي السائد اجتماعيا، ويؤثر على صياغة القانون العام الذي يحكم المجتمع وهو الدستور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram