اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > 35 % مـــــن العــــــراقيـــــين يــــعانــون الاكتــــئاب

35 % مـــــن العــــــراقيـــــين يــــعانــون الاكتــــئاب

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:43 م

 بغداد/ نادية بشيريشكل الطب والدعم النفسي جانبين حيويين ومهمين لدى المجتمعات المتقدمة لما ينطويان عليه من دور كبير في المحافظة على صحة الإنسان من مخاطر الوقوع في اضطرابات نفسية وعصبية، ورغم النظرة المغلوطة التي تولدت في مجتمعنا تجاه أي فرد يقصد عيادة الطبيب أو الباحث النفساني إلا أن هناك تحسناً واضحاً لدى المواطنين في استيعاب أهمية اللجوء إلى المتخصصين النفسيين في حالات معينة.
35 % مـــــن العــــــراقيـــــين يــــعانــون الاكتــــئابصحيفة المدى تفتح اليوم ملف الأمراض والحالات النفسية التي باتت منتشرة في العراق في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الاجتماعية والأمنية غير المستقرة التي تشهدها البلاد. المحطة الأولى لنا كانت مركز الإسناد النفسي والاجتماعي في مستشفى اليرموك، حيث التقينا الدكتور علي عباس مدير المركز الذي حدثنا عن الأساليب المتبعة في معالجة الحالات الواردة للمركز بالقول :"تنقسم طرق معالجة الأمراض النفسية إلى فرعين رئيسين: الأول علاج بالجلسات والإرشاد فقط بأيدي كادر طبي من ذوي الاختصاص في الصحة النفسية وهم حصراً طبيب اخصائي نفسي وباحث نفسي وباحث اجتماعي وممرض نفسي، حيث يتم زج كادر التمريض في دورات تؤهلهم للعمل في مجال الصحة النفسية ، أما الفرع الثاني فهو علاج الامراض النفسية بواسطة الادوية فقط مثل امراض الذهان وداء الهوس، لان المريض في هذه الحالة يعاني خللا عقليا ومن الصعب علاجه بالكلام والارشاد، كما ان هناك امراضاً تحتاج الى جلسات بالاضافة الى العلاج الدوائي".rnالتوعية المجتمعية لضرورة العلاجويؤكد الدكتور علي ان المرضى الذين يلتزمون بتعاطي الادوية ولديهم وعي صحي سوف يتقبلون العلاج ويبقون على اتصال بمركز الاسناد النفسي رغم ما قد يعانونه مما يُعرف بـ(الوصمة) التي تلحقهم جراء ذلك نتيجة جهل المجتمع العراقي بأهمية العلاج النفسي، مضيفا ان المركز أقام عدة دورات في المراكز الصحية والمدارس الغرض منها زيادة التوعية المجتمعية في هذا الجانب.ويواصل حديثه بالقول :"اساس نجاح عملنا هو التعاون المشترك بين الاطباء النفسانيين والمرشدين، وهدفنا واحد، رغم وجود فوارق في العمل فالباحث النفسي (خريج آداب علم النفس ) يركز في عمله على علاقة الانسان بكل ما في داخله وفي نفسه اي معاناته الداخلية، اما الباحث الاجتماعي (خريج آداب علم الاجتماع) يركز على علاقة الفرد بالمحيطين به اي مجتمعه، والان قد ارتبطا معاً بعلم واحد هو علم النفس الاجتماعي".وتطرق الدكتور علي إلى إحدى الحالات التي تتم معالجتها في المستشفى، وهي مريض عمره 40 سنة يشكو اضطرابات بالنوم بسبب إدمانه تعاطي الكحول وكانت لديه محاولات انتحار مستمرة وكذلك حالات عصبية متكررة في البيت، أي ضرب افراد العائلة ولكن بعد ان استطاع احد أفراد الاسرة الحديث معه، اقتنع باللجوء الى الأطباء النفسانيين لانه قد وصل حالة الانهيار التام لعدم مقدرته مؤخرا على القيام بالأعمال اليومية وأهمل نفسه وترك عمله.يتحدث الطبيب عن الحالة بالقول:" في أول مقابلة أوضح ان لديه إرادة لترك الشرب لذلك أدخلناه المستشفى ليكون تحت العناية بالإضافة الى عمل استشارات له في شعبة الباطنية والعصبية فقد أجرينا له فحصا شاملا اثبت انه لا يعاني اي خلل عضوي ولكن حالته نفسية فقط . وبعد دخوله المستشفى بعشرة أيام تغيرت حاله فقد كانت كورسات العلاج قوية، والإشراف من قبل الباحثين متواصل وبذلك خفت حالات الاكتئاب التي لديه وعادت البسمة إلى وجهه شيئا فشيئا ، ولكن هنا تبرز مسألة في غاية الأهمية وهي انه سيحتاج إلى علاج قد يصل لمدة من 6 أشهر إلى سنة، لأنه بمجرد عودته لممارسة حياته سيواجه بكل تأكيد أصدقاء السوء، الأمر الذي قد يوقعه في انتكاسة اكبر. وهنا الدعم العائلي يكون ضروريا جدا لكن الأهم ان يختلط بأشخاص يكونون سنداً له هذا بالإضافة الى أهمية العلاج الدوائي الذي يستخدم في مثل هكذا حالات للتقليل من الأعراض الانسحابية للإدمان أي معنى ذلك انه بعد أن يترك المريض الشرب وكذلك يترك العلاج تحصل عنده هذه الأعراض أي رجفة ونوبات السقوط والهذيان فيكون من الضروري إعطاؤه علاجاً يقلل من هذه الأمور، وهي عبارة عن ادوية وليست مجرد مهدئات فالحالات الانسحابية قد تصل مرحلة الهذيان والهلوسة".rnدور الباحث النفسي في العلاجيقول الباحث النفسي أسامة مجيد حميد في مستشفى اليرموك: ان الجلسة النفسية تستغرق ساعة كاملة يبدأ خلالها المريض يُحس بان هناك من يهتم به ويسمعه ويريد مساعدته ويبدأ التحسن تدريجيا، هذا بالإضافة الى اعطائه الأدوية التي  تحسن المزاج وتزيد من طاقته وتكون بإشراف الطبيب المتخصص، وبعد عشرة أيام أو أسبوعين حسب ظروف المريض يكون موعد الجلسة الثانية وهكذا بالتدريج والأمر يتبع حالة كل مريض والظروف المحيطة به أي ان يكون العامل المحفز للمشكلة ما يزال قائماً حيث تتم تهيئة المريض لان يعيش في حالة يتجاوز معها المشكلة المحيطة به نوعاً ما ولا يتأثر بها أي أن يتكيف معها .ويؤكد أن الاشخاص الذين يستجيبون للعلاج أكثر من غيرهم ويتقبلونه هم ذووالمراحل الوسطى للأعمار اي ما بين 20 - 50 سنة لان المراهقين تكون تصرفاتهم عشوائية ويصعب التواصل معهم والالتزام بالعلاج وكذلك الحال مع الكبار الذين قد يتعرضون لنسيان في العلاج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram