بغداد/ المدىرحلة البحث عن فرصة عمل ،رحلة شاقة ونتائجها تكاد تكون صفرا‏..‏ الشباب يتكبد مشقة كبيرة ويعاني معاناة مضنية ويطرق العديد من الأبواب التي في الغالب الأعم تصيبه بالإحباط‏..إما لأنها لا تناسب كفاءته أو قدراته أو لأن راتبها لا يساعده على مواجهة أبسط متطلبات الحياة، وهي المأكل والمسكن دون أدنى رفاهية، ويضطر في النهاية لأن يعيش في بيت أهله وينتظر أن يساعدوه حتى في أدنى ضروريات الحياة.
ناجي حليم تخرج قبل سنوات من احد المعاهد التقنية والدراسة فيه لمدة عامين بعد الإعدادية يقول.. بعد تخرجي تقدمت لكثير من الشركات والمصانع، لكن لم أوفق فيها لأن معظمها كان يريد شهادات أخرى غير التي أحملها، أو أنها تطلب تدريبا قبل العمل، وهذا التدريب قد يستغرق سنة أو أكثر من دون راتب طبعا، والمصانع عادة ما تكون في أماكن بعيدة.. أي تحتاج إلى قدر من المال للوصول إليها، وكان علي كثير من المسؤوليات لا يصلح معها أن أستمر بلا دخل مادي شهريا، فبدأت بعمل مشروعات حرة في مجال التجارة، ولم أوفق فيها إلى أن استقر بي الحال لأن أعمل كسائق تاكسي حتى أستطيع أن أوفر احتياجات الحياة.. الشباب يريد أن يعمل وجهات العمل تريد شبابا، لكن لا توجد حلقة الوصل التي تربط بين الطرفين، لذا لا بد أن تكون هناك خريطة باحتياجات سوق العمل تساعد الشباب.محمد علي خريج إحدى الكليات الأهلية في تخصص نظم المعلومات..يقول: تقدمت للعمل في وظيفة إدارية بعدة شركات عن طريق إعلانات الجرائد، وبالفعل التحقت بإحدى الشركات بعمل إداري، وبعد شهر واحد طلبوا مني أن أنزل للعمل كمندوب مبيعات أبحث عن مشترين في الشوارع بمرتب أدنى والباقي أجمعه من عمولة المبيعات أنا وشطارتي.. كما قالوا لي.. فتركت الشركة وتوجهت إلى أخرى أعلنت عن حاجتها لمتخصص شبكات كمبيوتر، واشترطوا أن أحصل على دورات تدريبية في البداية بمبلغ عالٍ، وبالفعل حضرت أول محاضرة، وجدت المحاضر يلقي علينا أساسيات العمل على الكمبيوتر الذي حصلت فيه على شهادة بعد 4 سنوات من الدراسة، ومن ثم بدأ المحاضر يعتذر عن الحصص فطالبت باسترداد نقودي دون جدوى، بل طلبوا مني أن أسدد ما تبقى من تكلفة الدورة التدريبية، وتعرضت لمشكلة كبيرة. وتقدمت لإحدى شركات الالكترونيات ونجحت في اختبارات التقديم وأنتظر منذ عامين ونصف العام العمل أن أعمل بها دون أي نتيجة، وعندما سألت في الشركة قالوا لي الورق ضاع!عملت لمدة عامين في شركة أخرى، وكانت مواعيد العمل من السادسة صباحا حتى الثامنة مساء وأحيانا أضطر للمبيت في العمل، وهذا دون أي مقابل مادي للوقت الإضافي وبالطبع لا يوجد وقت للعمل في مكان آخر لزيادة دخلي ولم يعد يكفيني فتركت الشركة، وأقترح عليّ أحد أصدقائي.. أن أعمل سائق تاكسي حتى أدخر نقودا تساعدني في الزواج وتكوين أسرة.منير الرفاعي سائق تاكسي.. سألته عن تعليمه أجاب بأنه حاصل على بكالوريوس آداب .. ويبلغ من العمر 24 سنة ولم يتزوج حتى الآن لضيق ذات اليد وهو لم يتوقع أبداً أنه سيضطر للعمل كسائق، ولكن الظروف أجبرته على ذلك بعد رحلة فاشلة في البحث عن فرصة عمل والتي يرويها قائلا: طرقت أبواب جهات العمل أغلقت جميعها في وجهي، وقد لجأت إلى جهات كثيرة، وبمجرد تخرجي عملت في إحدى المحال التجارية براتب 200 ألف شهريا ، وهذا بالطبع لا يصلح لفتح بيت، فتركت العمل وبحثت عن آخر وتقدمت لإحدى الشركات لأعمل مندوب مبيعات الشركة، وبالتالي قل دخلي بدرجة كبيرة، ثم عملت في معرض سيراميك ووجدت فرصة عمل وسعدت بها جدا، لكن في واقع الحال أن الفرحة لم تتم لأن أصحاب العمل لا يقدمون وجبات غذائية للعمال رغم أن ساعات العمل به تبدأ من الساعة العاشرة صباحا حتى الحادية عشرة مساء، فضاع المرتب في شراء الطعام، وأيضا المواصلات، وكنت عندما أفكر في شراء بنطلونا وقميصا.. لا بد أن اجتهد لادخار ثمنهما، توجهت لعديد من المحال والشركات ، لكن كل منها كان يشترط وجود شهادات خبرة، وهذه غير متوفرة لدي.هذه نماذج محدودة من الشباب، تكاد تكون حالتهم أفضل من كثير، نعرضها على من يهمه الأمر..
خريجون: مشوار البحث عن عمل ينتهي بنا لسائقي "تاكسي"
نشر في: 14 يوليو, 2012: 07:21 م