وائل نعمة في أيام الدراسة بجامعة بغداد في السنوات الأخيرة لحكم صدام كنا نقول دوما إن دراستنا لا تتخطى حدود العراق. فالرجل حكم البلاد وقاد كل شيء إلى الوراء ولم يستثن الجامعات حيث أصبح خريجوها مشكوك في أمرهم في دول العالم.
شعرت بالفخر كأحد خريجي جامعة بغداد حين سمعت مؤخرا بأنها دخلت ضمن التصنيف العالمي لأرقى الجامعات، ولكن سرعان ما أصابني الإحباط بعد أن قرأت أرقام التقييم ومعلومات أخرى حصلت عليها من متخصصين حول خفايا التصنيف. اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي، حصول جامعة بغداد على المرتبة الثالثة عربيا و601 في التصنيف العالمي للجامعات المعترف بها "نصرا علميا كبيرا يستحقه العراق". وفق ما أكدته جامعة بغداد عن حصول الجامعة في التصنيف العالمي من أعلى جهة تصنيف وهو "Qs " للجامعات بتسلسل 601 من مجموع 700 جامعة عالمية، وثالث جامعة عربية .لم أجد نصرا وراء هذا التقييم بل اعتقد انه "معيب" لان الجامعة وضعت في ذيل اضعف الجامعات وحصلت على درجة علمية متدنية جدا وفق المعايير التي تحددها المنظمات العالمية المعنية بتقييم الجامعات، كما أنها ليست الثالثة عربيا.قال لي احد المتخصصين في شؤون الجامعات وهو موظف في إحدى المنظمات العالمية بان جامعة بغداد وضعت ضمن الـ400 جامعة الأضعف في العالم، ولم تكن الثالثة على مستوى الجامعات العربية، وأشار الى أن التقييم العالمي اختار أفضل 300 جامعة عالمية من حيث معايير عدة، وكانت الأولى جامعة كامبردج، والأخيرة هي جامعة بكين، والجامعتان العربيتان الوحيدتان المذكورتان ضمن تصنيف أفضل 300 جامعة هي "الملك سعود" في المرتبة 200 والتي تفوقت على "السوربون" الفرنسية الشهيرة حيث وضعت الأخيرة في تصنيف 206، والجامعة العربية الثانية هي "فهد للبترول والتعدين" في المركز 221، كما أن "جامعة القاهرة ودمشق كانتا في المراكز ما بين 500-600، وهذا ما يؤكد أن بغداد ليست الثالثة عربيا".إن البحث في موقع منظمة Qs أو في موقع آخر متخصص وهو "موقع تصنيف الجامعات العالمية" عن مركز جامعة بغداد سيعطيك رقم "+601"، ويعني أن "بغداد ليس لها مركز محدد في التصنيف ووضعت في الجامعات الـ400 بعد أفضل 300 جامعة ويمكن أن يكون تصنيفها في المرتبة سبعمئة نظرا لوجود علامة "+"، ويوضح لي الرجل الأكاديمي المختص بشؤون الجامعات" أن المنظمتين العالمتين لم تعط لجامعة بغداد درجة علمية، فقد حصلت كامبردج الأولى على التصنيف على درجة 100% من التقييم وآخر جامعة في قائمة تصنيف أفضل 300 جامعة وهي "بكين" حصلت على 37%. فما بالكم بدرجة جامعة بغداد!كما أن الموقع الالكتروني لـ "تصنيف الجامعات العالمية" أعطى تقييما للجامعات العراقية وجاءت جامعة دهوك في المركز الأول و"بغداد" في المركز الخامس عراقيا وعالميا في المركز "7095"، والمستنصرية تصنيفها العالمي "15201 "، وآخر كلية في التصنيف هي كلية طب ذي قار بتصنيف عالمي رقم "20081".الغريب أن احد عمداء الكلية في جامعة بغداد قال لي وأنا اسأله عن موضوع التقييم " ليس المهم درجة التقييم أو أين وضعت الجامعة أو في أي مركز وإنما المهم الدخول في التصنيف العالمي". وهذا يذكرني بما يقوله الرياضيون بعد الخسارة في بطولة عالمية "ليس المهم الفوز وإنما المهم المشاركة".
من داخل العراق: أرقام قياسية
نشر في: 14 يوليو, 2012: 07:23 م