TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل:متى يتفتح الفن غناءً في جنائن بغداد؟

قناديل:متى يتفتح الفن غناءً في جنائن بغداد؟

نشر في: 14 يوليو, 2012: 08:12 م

 لطفية الدليمي استعدت أغاني  الشيخ إمام عراب الغناء  السياسي وأغنيته الشهيرة: صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر بمناسبة الذكرى الـ95 لميلاد الشيخ إمام وسنحت الفرصة لمحبي فنه لاستعادة روح الأغنية الشعبية السياسية حين قدمت فضائية مصرية احتفالية غنائية أحيتها فرقة(حبايبنا) التي تضم شبابا من مطربي الثورة مع عازف العود أستاذ الصوت في  معهد الموسيقى ويشاركهم منشد شعبي فطري هو شعبان عيسى ابن أخ الشيخ إمام.
 وتساءلت لماذا لا تنتج ثقافتنا  فرقا  غنائية  ملتزمة بقضايا الإنسان والحب  والحرية؟ ولماذا لا تلد هذه الحشود العراقية المقموعة فنا شعبيا يشيع الأمل والفرح؟ بينما يتكاثر مئات الشعراء ولا تصل قصائدهم  إلى  الجماهير بسبب ابتعادهم عن شجون الحياة اليومية وأوجاعها وأحلامها؟ ألا يوجد لدينا فنانون شباب  يضاهون مطربي ميدان التحرير التلقائيين الذين وثـَقوا أحداث الثورة بأصواتهم وكتب لهم كلمات أغانيهم الراقية شعراء شباب لا يعنيهم أمر إرضاء السلطة ولا الشهرة الزائلة بل يهمهم الوصول إلى الناس، بينما نجد معظم شعرائنا الشباب منشغلين بالسجالات والتعالي والمناكفات  وكتابة الشعر المغلق الذي لا يبلغ  أسماع الأمهات المكلومات والبنات المحرومات من  أنفاس الحرية  ولا يخاطب الجماهير لأنه  شعر ذهني  متعالِ، بينما  يبتعد  شعراء شعبيون  كبار عن الساحة  ممن اشتهروا  بعذوبة كلماتهم وسطوع معانيهم  فأين هم وأين فنانونا الشباب وفرقهم الغنائية التي تقدم فعالياتها العفوية في شارع المتنبي والمقاهي وحدائق أبي نؤاس وتحيي حفلاتها في ساحة التحرير كما فعلت الفرقة السيمفونية العراقية؟   لقد تصدى فنانو الثورة المصرية الشباب لتخليد شهداء ميدان التحرير  ووثقوا تضحياتهم بأغنيات كثيرة منها أغنية (فلان الفلاني) التي جسدها  طلبة أكاديمية الفنون  بتخطيطات لوجوه شهداء سقطوا في مواجهة  رصاص قوات النظام خلال أيام الثورة الدموية قبل سقوط مبارك ويسعى هؤلاء الشباب  لإقامة متحف خاص للوحاتهم وموسيقاهم إكراما لشهداء الحرية الذين سُرقت ثورتهم المضمخة بدمائهم وأحلامهم.تتحدث الأغنية بلغة صافية بسيطة عن شهيد مجهول الاسم كتبها شاعر عاش التجربة الحية في ميدان التحرير وشهد استشهاد زميل له من الثوار يجهل اسمه وكان الشهيد قد أسعف رفيقه وطهر جرحه بكوفية مبلولة بالخلَ، وشاركه لقمته، تقول الأغنية العذبة :   فلان الفلاني اللي كان يومها جنبي ساعة      لما بدأوا بضرب  الرصاص فلان الفلاني اللي ماعرفش اسمه         فدايما  بأقول  يا ابن عمي وخلاصفلان  اللي ساب لي بقية ساندويتشهُ    ليلة  لما شافني با أغني وجوعانفلان الي ماطلعش جوة البرامج     وكان بس صوته في قلب الهتاف    فلان اللي ضايع  في  وسط الالاف .......فلان اللي غرَّق بخَـلَ الكوفيَه     وشالني ساعة  لما جت طلقة فيـَـهفلان اللي مات وما تِلزَم له ديـّة -  مين ابن الفلاني اللي كَل لحمه حاف؟ فلان الفلاني اللي ماعرفش اسمه  فدايما بأقول يابن عمي وخلاص .ألا يستحق شهداء الحرية في بلادنا  أن نحيي  ذكراهم  بأغان  تتخطى   نمط الغناء التجاري المكرور  وتوقظ في أرواح  الجموع المحبطة  والمحرومة ذكرى الحرية التي سطعت يوما في ساحة التحرير وتحت نصب  الحرية؟  ألا تستحق جموع الشباب الذين اعتقلوا في التظاهرات  وعذبوا وأهينوا أن ننشد لهم أناشيد تترنم بالحياة والحرية التي  عشقوها وتعرضوا جرّاءها إلى ضيم الاعتقال والتهديدات؟  ألا يمكن أن تتبنى مؤسسة المدى فريقا شبابيا يعبر عن هموم شعبنا وأحلامه بأغان بسيطة مرحة وساخرة ومتفائلة تعكس أشجان وأحلام الروح العراقية ليتفتح الورد في جنائن بغداد؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram