اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > قراءة الشاهنامة..في قطار عبادان

قراءة الشاهنامة..في قطار عبادان

نشر في: 14 يوليو, 2012: 08:14 م

ياسين طه حافظ وأنا أُضيع الروحَ في "شهنامة" الدنيا التي وهنتْ صحائفُها وأثقلها ملوكٌ أو دهاقينٌ وأخبارٌ تغطّيها وتكشفها السطورْ. كالجوهري ارتابَ في أصْـلٍ اقلّبْها وأسالُ علّني أجدُ الحقيقةَ في مكانْ فيُضِلّني اللمعُ الذي يهدي وارجع اقرأ
الصفحات ثانيةًحتى كأن زمانَهم غَيْرُ الزمان وناسُهغير الذين رأيتهم في المرة الأولى(القطار يصيحُ لا يدري بمن يأتون في عرباتِهِ أو ينزلونْ)هذا زرداشت الذي يوماً قرأت، اختارَمجلسه جواري. ثم رحنا نستعيدْأحزانَ من ركبوا القطار ليهجروا الدنيافظل يدورُ فيهم لا حياة ولا وصولْ"كل المحطات ابتداء في مغادرةٍ – نزول"أوشكتُ أسألهُ ليكشف فاستهانَبصبوتي، وأشار لي هذا وذاك وظل بعدهما المكانْ.أدركتُ انه قال لي:"حين الولوج إلى الظلام، توقَّ، (يطلق صيحةً هذا القطار)،وإذا رأيتَ محطةً ترضاكَ، انزلْ...، إن فاطمةَ التي أحبَبْتَ، هامَ بها سواكَ فذي وتلك، محطة ومحطة، تبقى الحقيقةُ مثلما كانت،ويغلبها ويغلبك الرهانْ. أنا لا ألومكَ اعرف الحبَّ الذي أضناكَ،أعرفها وأعرف نجمةً خطفت على سود الحقولْما فات فاتَ وليس ما تلقى بديلْ..".وصلتُ الآن عبادان، صحراءُ الزمان مضَتْوهاتيك الرمالْأخبارها فيها وقتلاها، القطار الآن يزفر من تَعبْوأنا وحيدٌ ليس غير حقيبتي خَفََّتْ وليس سوى شهنامة المنفيّ في التاريخِ،مقفلةٍ على معنى يضيعُ إذا فَتَحتْفإذا أدرتُ الوجهَ يندهني مُلِحاًأن أعودْ،وأعودُ لكن لا أرى!هي محنةٌ أكلت حياتي، لو تجيء الآن فاطمةٌ وتمنحني ابتسامتَها !ذاك القطارُ ارتاحَأطفأ ضوءَهُوالناس يرفضّونَ أفراداً، جماعاتٍأنا وحدي، كأنْ جئتُ من التاريخِ للدنيا،كأني واحدٌ بين الألوف انسلَّ منفلتاًمن الشهنامة المسدودة الأبواب،حيث الناس يُحْتَجزونَ من زمنٍ...أمشي على وهَنٍ وتبتعد المحطةُ،والقطار الآن افرغَ دونما أسفٍحمولتَهُ وظل هناك وسْطَ الريحِ وافترق البَشرْ.وأنا بلا هَدْيٍ، أجرُّ الخطوَ،شيخاً هُدَّ من تعبٍوشيخا جُنَّ آخرَ عمرِهِ يصبولحبٍ ضاع:"علَّ الروح تلقاها ،سأبكي عندها وجعاً على ما فاتَ،فاطمةُ التي التمعت بطهرانَاستعادتْ وعدَها منيوغابت في ظلام الكون فاطمةٌ!"فأنا أدورُ الآن في خانات عبادانَهذي حجرة من غير نافذةٍ، سأدخلهاواترك للرياح حقيبتيفيها رغيف لم أذقْهُوهذه الشهنامةُ المحزونةُ الأوراقأتركها ورائي، ربّمايوما سيأتي آخر مثلي ويقرؤها ويدور في خانات عبادان،يدخل غرفة من غير نافذةٍويترك للرياح  ....من ديوان جديد للشاعر بعنوان "ديوان فاطمة" يصدر قريباً

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram