رعد العراقي لا يختلف أحد ان منتخبنا الشبابي يضم مجموعة رائعة من اللاعبين اصحاب المهارات العالية والقوة الجسمانية المتميزة التي تشكل اضافة ضرورية لقوة اي منتخب، ويحسب للمدرب الوطني حكيم شاكر جهوده في البحث عن المواهب وتشكيل تلك التوليفة الرائعة وفق رؤية فنية خالصة اعتمد فيها على دقة الاختيار واستحقاق التواجد لمن هو اكثر كفاءة بعيداً عن التأثيرات وآفة المحسوبية.
تلك المجموعة ظهرت عليها مؤشرات التألق والانسجام ورغبة التطور في الاداء الحديث لكرة القدم بعد ان اثبتت كفاءة عالية في التمرير السريع والقصير ومغادرة الاسلوب الروتيني بارسال الكرات الطوال مما يشكل انتقالة مذهلة نتمنى ان تستمر طويلا من دون ان يتم وئدها كما حصل في محاولات سابقة عندما نجح منتخبنا الشبابي عام 1989 بتطبيق الاسلوب الهولندي في لعب الكرة الشاملة وحقق فيها نجاحات كبيرة سرعان ما انتهت بعد خروجه من الدور الثاني لنهائيات كأس العالم التي اُقيمت في السعودية.وبرغم ما اشرنا اليه من مميزات يمكن ان تجعل من منتخبنا الشاب قوة ضاربة وهيبة بطل حقيقي لكن من يتابع أداءه داخل المستطيل الأخضر سيصاب بالدهشة حينما يكتشف ان الأداء الفني السلس يخفي وراءه ثغرات قاتلة لا تظهر إلا عندما يخرج الفريق الخصم من حالة الارتباك والرهبة ويجاريه في الهجوم فتفتح المسالك وينكشف الخط الدفاعي وتكثر الاخطاء الساذجة ، لذلك تراه يتلقى الاهداف بسهولة بعد ان تشعر بانهيار الخطوط الدفاعية ومن خلفها حارس المرمى الذي يشكل مستواه الف علامة استفهام!ربما يتصور البعض ان تحليل أداء منتخبنا الشبابي استند الى فشله في اجتياز الدور الاول من بطولة كأس العرب للشباب لكن الحقيقة ان تلك الملاحظات سبق وأن أشرنا اليها بعد انتهاء التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا التي اُقيمت في بنغلاديش على الرغم من تصدر مجموعته وانتقاله الى النهائيات وفي حينها أكدنا ان مستوى أداء لاعبينا أصابه الضعف وواجه صعوبة كبيرة عند لقائه بالمنتخب السعودي ما دعانا الى المطالبة في البحث عن حلول تضمن الارتقاء بالأداء وجعله اكثر توازنا من دون ان تأخذنا فرحة التأهل الى حيث اهمال نقاط الضعف التي ظهرت على أداء المنتخب ، ثم تكررت الاخطاء مرة اخرى خلال تصفيات كأس آسيا للمنتخبات الاولمبية حينما اجتاز المنتخبات التي لا تمتلك الجرأة الهجومية بكل سهولة ، ثم تراجع مستواه واصابه الضعف عندما اصطدم بالفريقين العُماني والاماراتي واكتفى بالتعادل .إذاً.. نحن نمتلك لاعبين مميزين لكننا لا نمتلك منتخباً متكاملاً من ناحية الاداء الفني المتوازن وهو ملاحظة بالغة الخطورة تسجل على الملاك التدريبي بقيادة الكابتن حكيم شاكر الذي لم يتمكن من استغلال قدرته على كشف واختيار المواهب وبين امكانيته في توظيف أدواته وتنظيم الفريق بالشكل الذي يحدث توازنا بين خطوطه في حالات الدفاع والهجوم اضافة الى افتقاره لقدرة التنويع في الأداء الخططي وايجاد الحلول السريعة لمعالجة اي ظرف طارىء داخل الملعب.إن حديثنا لا يُشكل انتقاصاً من قدرة الكابتن حكيم بقدر ما هو تأكيد على ان هناك فرقاً بين النجاح النظري وبين التطبيق العملي داخل الميدان وهو ما يفسر نجاحه في اختيار وتجميع اللاعبين وبين فشله في خلق منتخب متماسك قادر على تطبيق خطة اللعب الحديث الذي لا يعتمد على الاستعراض المهاري الجمعي والتمرير السريع فقط وانما بقوة الارتداد الدفاعي وتماسك الخطوط والتوظيف الصحيح داخل الملعب.أقول: شكراً للكابتن حكيم شاكر على جهوده ونثمن قدرته على اكتشاف المواهب وهي خاصية يمكن ان تُستغل من قبل اتحاد كرة القدم في منحه دورا كبيرا بهذا الاتجاه ، اما المنتخب الشبابي فان امامه فرصة كبيرة في ان يكون منتخباً لا يُستهان به متى ما توفر له ملاك تدريبي على مستوى عالٍ وخبيرٍ في استثمار ما نملكه من جواهر كي تُضيء في سماء النجومية!
باختصار ديمقراطي:شكـــراً شـــاكر!
نشر في: 14 يوليو, 2012: 08:24 م