TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : برلماني يقرأ الطالع

سلاما ياعراق : برلماني يقرأ الطالع

نشر في: 15 يوليو, 2012: 07:11 م

 هاشم العقابيالعمل السياسي قد يبيح لصاحبه أخلاقيات لا يحترمها المجتمع من باب أن الضرورات تبيح المحظورات. فالسياسي ممكن أن يكذب. وان يلف ويدور. وأن يقول شيئا ويتراجع عنه. وهذه الأمور من الناحية الاجتماعية مرفوضة لكنها، بشكل أو بآخر، مباحة للسياسيين.
مع هذا هناك خطوط حمر، تفرضها المجتمعات الديمقراطية الحقيقية على الساسة، خاصة ممن هم في البرلمان أو في السلطة التنفيذية. فالسياسي يعاقب أشد من المواطن العادي إذا سرق من مال الدولة، أو زور وثيقة أو شهادة، أو مارس علاقات جنسية "مشبوهة" بصيغة مؤقتة أو دائمة.لا أظن أني بحاجة للقول إن هذه الخطوط الحمر تحولت عندنا، في عراق اليوم، إلى خضر، ومن يتجاوزها سيفوز بمنزلة "فرست كلاس" بالمنطقة الخضراء. بلد العجائب المتجددة دوما أنت يا عراق.وإن كنا قد رأينا العجب العجاب من أعضاء برلماننا، حتى صرت شخصيا أتوقع منهم ما لا يمكن أن أتوقع حدوثه من أي عضو برلمان في أي دولة مهما كان شكل نظامها، إلا أن أحد برلمانيينا فاجأني حقا بـ "فيكة" ما خطرت على بالي من قبل. من حق السياسي أن يتنبأ بما يحدث. لا بل إن التنبؤ السليم بالأحداث هو ما يميز السياسي الناجح عن غيره. لكن التنبؤ شيء وقراءة الطالع، أو ضرب "التختة رمل"، شيء آخر. وهذا هو الذي لم يمر ببال عبد الله إلى أن قرأ الخبر التالي:"قال النائب عن دولة القانون المنضوية في التحالف الوطني هيثم الجبوري في تصريح لوكالة الصحافة المستقلة (ايبا) إن جلسة مجلس النواب ليوم السبت ستكون جلسة اعتيادية , متوقعاً أن يشهدها بعض السجال بين الأطراف السياسية التي كانت تطالب بسحب الثقة عن رئيس الوزراء والأخرى التي كانت تقف ضد هذا التوجه , لافتاً إلى أنها قد تكون نقاط نظام أو نقاشات أو مشادات كلامية بسيطة , لكن لن تصل إلى حد الصراع أو التقاطع".ما كنت قبل ذلك قد فكرت، وهذا قصور في فهمي اعترف به، ان هناك من هو متخصص بقراء برج البرلمان وكشف الحجاب عما يدور بجلساته المقبلة بهكذا دقة وعمق. واني أمام هذه القدرة "الفتاح فالية" الهائلة، أقف مذهولا وعاجزا عن التعليق. مع هذا خطر ببالي أن أتقدم بطلب لرئيس البرلمان السيد النجيفي بعد أن تنتهي جلسة السبت التي توقع أحداثها النائب الجبوري. طلبي مصحوبا بأمنية أن يجيد السيد النجيفي أداء طور المحمدواي ويغني للجبوري هذا الموال باسم العراق:ايـــــــــــــــــــــــــــــــه.. ايــــــــــــــــــــــــــه.. ايـــــــــــــــــهضعن الولف شال عن امتيمه او نوحهوالكـلب حزنان يلعي او ما بطل نوحهراح الذي بيه چنه اعله المها نوحهحيرت اهل النجم والياخذون الفالكل يوم اكـولن يفل حزني ولا هو فالكطان آنه طحت ما بين عچلة فالواحد للاخر يكـله هو ولك نوحه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram