إياد الصالحيتأخذ بعض مسؤولي الرياضة العراقية في الوقت الراهن العزة بالإثم وعدم التنازل عن الموقف حتى لو كان يشعره بالإدانة امام نفسه والمحيط الذي يعمل فيه والإعلام والجمهور الى الدرجة التي بلغت رياضتنا مستويات من التخلف والتقهقر والعجز في مناسبات كثيرة بسبب وجود ثلة ممن نعنيهم هنا تمسكوا بمناصبهم رغماً عن أنوف الجميع وما زالوا يسرحون ويمرحون بالمال العام ولم يرعووا صوت الحق ويدينوا انفسهم ويمنحوا الفرصة لغيرهم
كي يصلحوا ما أفسدته أهواء سلفهم وملذاتهم وما ارتكبوه من أخطاء يستحقون عليها الحساب بعدما أفسدوا ذممهم ولم يتركوا عملاً طيباً تستذكرهم به الرياضة من دون ان تلعنهم.ومن نافلة القول هذه ، نشير الى أمر خطير فعلاً كشفه الامين المالي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية سمير الموسوي اثناء ضيافته في برنامج ( الصندوق الاسود) للقناة العراقية الاربعاء الماضي بعد ان وجّهت للاولمبية اتهامات عدة تصب في عدم توظيف الميزانية المخصصة للاتحادات المركزية مقابل استحالة ظهور بطل واحد يمكن ان ينتزع بطاقة المشاركة في احدى الدورات الاولمبية التي صار حضورنا فيها مرهوناً بعدد البطاقات البيض التي تمنح عادة لبلدان تعاني من ظروف عصيبة تحول دون اعداد الرياضيين بشكل يؤهلهم للمنافسة في التصفيات ، حيث قالها الموسوي بشجاعة يُحسد عليها " ان عدداً كبيراً من الاتحادات لا تصرف المال في البطولات الجيدة، بل هناك هدر واضح وموثق في تقارير لدى المكتب التنفيذي يؤكد ان بعض البطولات ضعيفة المستوى ومتفق سلفاً على عدد المشاركين فيها بحكم العلاقات الثنائية التي تربط رؤساء الاتحاد مع نظرائهم عربياً واقليماً "!وليت أمر الاعتراف الشجاع من فم مسؤول في قمة الهرم الاولمبي ينتهي عند هذه المعلومة المهمة ، بل زاد عليها معلومة أخرى تضع الجميع تحت طائلة التحقيق حتى تتكشف حقيقة الأمر ، بقوله : سبق ان اقترحت في اجتماع المكتب التنفيذي بعد عودة الوفود من الدورة الرياضية العربية التي جرت بالدوحة كانون الثاني 2011 بضرورة ايجاد لجنة رقابية تبدأ مهمتها حال عودة اي وفد من الايفاد سواء أكان في بطولة رسمية ذات الفرق المعدودة أو في تجمع كبير مثل الدورتين العربية والآسيوية ، وتقف مباشرة على حيثيات الايفاد ونوع المشاركة والنتائج المتحققة ، هل كانت توازي الجهد المبذول مع الميزانية المحددة لها ؟! واذا تبين ان هناك اسرافاً وهدراً في المال تمنع المشاركة مستقبلاً ، إلا ان الجميع رفضوا المقترح وقالوا بالحرف الواحد ليس من حق أحد ان يتدخل ونحن احرار في مالنا !لا يسعنا أمام التصريح الشجاع الذي أدلى به الامين المالي إلا ان نُثني عليه ونشكره لما يمثله من حرص كبير على سمعة الرياضة العراقية مع إقراره انه يمتثل لأوامر اصدار الموافقات على الايفادات من قبل الامانة العامة للاولمبية ولو كان الامر بيده لأوقفها استناداً لسوء النتائج مثلما اصدر توجيهاً لاتحاده المركزي للجودو تضمن ايقافاً قسرياً لجميع المنتخبات بعد المشاركة في البطولات الخارجية لهذا العام والاستفادة من التخصيصات لإعداد الرياضيين في معسكرات نموذجية تعود بالنفع عليهم وعلى الاتحاد.إن وقفة تأملية منصفة أزاء الميزانية التي وفرتها الاولمبية لإعداد رياضيينا للدورة العربية بصرفها مبلغ 6 مليارات دينار مع النتائج المتواضعة التي خرجت بها اتحاداتنا تدعونا حقاً لرسم علامة استفهام كبيرة أجاب على جزء منها الموسوي بشفافية استثنائية قد تضعه امام جبهة انتقاد عنيفة ممن طاب لهم العمل والإقامة في فيافي الاتحاد بلا رقيب او عقاب ، لكننا وبحكم رسالتنا الاعلامية الوطنية لن نتخلى عن كل عراقي مخلص وسندعم موقفه ونطالب ان يشدّ رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي واعضاء المكتب التنفيذي على يده لتنظيف رياضتنا من فساد ينمو كطفل بريء ويتمرد على الضوابط حتى يغدو غولاً يبتلع آخر ما تبقى لرياضتنا في أفق أحلامها وما أكثرها!
مصارحة حرة: من فمك أدين لك بالشكر
نشر في: 15 يوليو, 2012: 07:33 م