TOP

جريدة المدى > سينما > المصلوبون عبر التاريخ

المصلوبون عبر التاريخ

نشر في: 15 يوليو, 2012: 07:47 م

 بغداد/المدىعُرف القتل والتعذيب بالصلب في حضارتي بابل وآشور. وفي القرن السابع قبل الميلاد في أثينا كان القراصنة يُعدمون بهذه الوسيلة. كما مارس الفرس الصلب في القرن السادس قبل ميلاد المسيح، وعندما غزا (الإسكندر الأكبر) بلاد فارس في القرن الرابع قبل الميلاد جلب هذه العقوبة إلى دول شرق حوض البحر المتوسط. ولم يعرف الصلب في روما إلاّ في القرن الثالث قبل الميلاد عندما أدخله الفينيقيون، واعتبر الصلب عقوبة مخزية يعاقب بها العبيد والعصاة والقراصنة.
 وقد ألغى الإمبراطور قسطنطين هذه العقوبة في روما في نهاية حكمه. ذكر القرآن الكريم (الصلب) في آيات عدة ، وأقدم واقعة للصلب وثقها القرآن كانت عقوبة الصلب التي تنبأ بها سيدنا يوسف لأحد رفيقيه في السجن عندما أوّل حلم كل منهما: (يا صاحبي السجن أَما أحدكما فيسقي ربّه خمراً وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه، قضي الأمر الذي فيه تستفتيان). كما هدد فرعون السحرة الذين آمنوا بسيدنا موسى بالصلب: (ولأصَلّبنكم في جذوع النخل).ويمكن أن يستخدم في الصلب عمود منفرد بحيث تربط يدا المصلوب أو تدق بمسمار معاً فوق رأسه، أو يستخدم عمود قائم وآخر مستعرض (بشكل الصليب المعروف حالياً)، فتربط يدا المصلوب على العمود المستعرض بحيث يمتد الذراعان على مستوى الكتفين ويشكلان زاوية قائمة مع الجسم، أو تدق اليدان بمسمارين من خلال الكفين أو الرسغين، وتربط أو تدق القدمان على العمود الرأسي. ويموت الإنسان المصلوب في نهاية المطاف بسبب الجفاف والعطش والجوع. كما أن للألم الشديد دوراً في التسبب في الموت أو التعجيل به. وهناك من يعتقد أن المصلوب يعاني من صعوبة في التنفس خاصة في حالة الصلب على العمود المنفرد حيث أن وضع التعليق واليدان ممتدتان بشكل رأسي يجعلان تمدد الصدر الضروري للشهيق متعذراً.ويقطع القرآن الكريم بأن سيدنا عيسى- عليه السلام- لم يقتل ولم يُصلب، ولكن الذي صُلب شبيهه. والسائد في العقيدة المسيحية الراهنة أنه قُتل صلباً ثم تمكن أتباعه من إنزال جسده ونقله إلى مخبأ مؤقت لكي يدفن لاحقاً، وعندما رجعوا إليه كان الجسد قد اختفى ولم يجدوا إلاّ قطعة القماش المستطيلة «الكفن» التي لُف بها تمهيداً للدفن. يُدعى أن قطعة القماش المزعومة موجودة في مدينة «تورينو» الواقعة في شمال غرب إيطاليا، وقد كانت موضوع نقاش قديم وخلاف نظراً لوجود بقع حمراء اللون على القماش يُظن بأنها دم.صارت قطعة القماش المزعومة تدعى (كفن تورينو)، واهتمت الكنيسة الكاثوليكية بالتحقق من صحة ذلك الزعم عن طريق استشارة علماء في فروع الطب المختلفة. اختلف العلماء بين مؤيد ومعارض للرواية التي تكتنف قطعة القماش، وانساق بعضهم وراء حماسه لإثبات صحتها. أجرى العالم الكيميائي (ألان آدلر) تحاليل كيميائية وقرر أن تلك البقع دم. أما (جو نيكيل) فنفى أن تكون دماً، بل زعم أنه أجرى تحاليل كيميائية أثبتت أن تلك البقع عبارة عن مزيج من صبغ المغرة (أكسيد الحديديك) وصبغ الزنجفر (كبريتوز الزئبقيك).فحص الجراح الفرنسي (بيير باربى) صور قطعة القماش عام 1931 وكان شديد الحماس لإثبات صحة الرواية، إلى درجة أن استنتاجاته وتفسيراته حول البقع التي يظن أنها دم افتقرت إلى الأسلوب العلمي، بل كانت مجانبة للتحليل المنطقي أحياناً. في سعيه إلى إثبات صحة مزاعمه، تمكن (باربى) من الحصول على جسد، وقام بصلبه «تثبيته بمسامير على خشبتين متقاطعتين». في البداية ثبت اليدين على عارضة الصليب الأفقية بواسطة مسامير دقها خلال المسافة بين العظام المشطيّة بالكفين، ثم ما لبث أن اكتشف ضعف هذا الموضع بعد أن تمزقت الأنسجة تحت وطأة ثقل الجسم. استمر في تجاربه ولكنه لم يستخدم أجساداً كاملة، بل عمد إلى استخدام الأذرع المبتورة جراحياً بسبب المرض. كان يثبت الكف بمسمار معدني، ثم يعلق جسم ثقيل يزن مئة رطل بالذراع ليمثل نصف وزن رجل بالغ. تبين له أن موضع المسمار في الكف يتمدد تدريجياً وتتمزق الأنسجة والجلد وينفلت الذراع. أعاد الكرة اثنتي عشرة مرة باستخدام اثني عشر ذراعاً بترها من المرضى (ربما جعله حماسته للتجربة تستعجل البتر قبل محاولة العلاج!)، ثم قرر في النهاية أن الطريقة الصحيحة للصلب تتطلب دق مسماري اليدين خلال عظام الرسغين وليس الكفين. وظّف (باربى) نتائج تجاربه وحماسته ليثبت أن (كفن تورينو) حقيقة لا تقبل الشك، على الرغم من ضعف دلالاتها العلمية وعدم منطقيتها. وقام أحد الأطباء الشرعيين في الولايات المتحدة يدعى (زوجيبي) بتجارب ليتحقق من صحة قصة الكفن، وكلما تقدم في بحثه تهاوت نظريات (باربى). لم يستخدم (زوجيبي) أجساد الموتى في تجاربه؛ بل استخدم مئات من المتطوعين الأحياء، وبطبيعة الحال لم يكن يثبتهم بالمسامير بل كان يربطهم إلى الصليب بأحزمة من الجلد. لم يعان أي منهم من ضيق في التنفس أو اختناق بعد تعليقه لمدة تقارب الساعة؛ على عكس نظرية سلفه. الفرق بين الصلب على الخشبتين المتقاطعتين وبعض أنواع التعذيب التي يقيس عليها بعض الباحثين لإثبات نظرية الاختناق هو أن الذراعين تكونان فوق الرأس مباشرة في حالة التعذيب، بينما تكون أذرع المصلوبين على جانبي الكتفين. كما لم يتمكن أي من المتطوعين من رفع جسمه مستخدماً ذراعيه الممتدتين على عارضة الصليب، خلافاً لما تقوم عليه نظرية (باربى)، أما نظرية أثر الدم على مكان الذراعين في ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram