TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الشيوعي العراقي.. وبعض المنفعلين!

الشيوعي العراقي.. وبعض المنفعلين!

نشر في: 15 يوليو, 2012: 08:02 م

ياسر السالمثمة خطاب منفعل، عالي الصوت، أحاط بلقاء قيادة الحزب الشيوعي العراقي مع رئيس الوزراء نوري المالكي الأخير، وهو ليس الأول من نوعه.حقاً، لا أستطيع أن أخفي دهشتي، إزاء موقف بعض العلمانيين والليبراليين الديمقراطيين، الذين انساقوا وراء مشاعرهم المخاصمة للمالكي، إلى الحد الذي جعلهم يقفون تلقائيا، بقصد أو بغير قصد، في صف المناكدين للحزب!
لقد جاء بيان الحزب عن اللقاء، واضحاً وصريحاً، فضلاً عن تصريحات صحفية لقادة في الحزب، كانت كافية لتوضيح الصورة أمام الجميع.لكن ما حصل، أن هذه الحقائق تغاضى عنها البعض، وربما لم يطلع عليها، وراح يتساءل: لماذا ذهبوا إلى المالكي؟بل وجدنا من تعمد قلب الأمور رأسا على عقب، فقرأنا لمن "ضحك" على القول ادعاءً "بأن المالكي يريد بناء دولة مدنية"، رغم أن هذا القول، لم يرد على لسان أحد من أعضاء الحزب!وذهب آخرون في التدليس، إلى حد التحليل، بأن اللقاء، إعلان غير مباشر عن تحالف مستقبلي بين الشيوعيين وحزب رئيس الوزراء! لست في معرض الرد على تلك الكتابات. فأنا أتفهم جيداً حق المتابعين والمراقبين والمهتمين لأمر الحزب والعملية السياسية في البلاد، أن ينتقدوا أي شيء يرونه مخالفاً لتصوراتهم وقناعاتهم.لكن في المقابل، أزعم أن ذلك الخطاب النقدي ذو حدين. خاصة، وأن بعض المطبلين له، ربما يستغلونه لمآربهم الخبيثة.الحزب الشيوعي العراقي مؤسسة حزبية ديمقراطية، لها برنامج، ومواقف سياسية عامة، يقرها المؤتمر العام للحزب، وتسير وفقها قيادة وأعضاء الحزب، الذين يشتركون في وضع ذلك البرنامج، ورسم تلك السياسة.وسيكون من السطحية بمكان، أن ينظر للحزب كما ينظر لمواقف الأفراد، الذين ربما تتغلب عندهم النزعة العاطفية على الواقع الموضوعي.فالمالكي هو رئيس السلطة التنفيذية في البلد، ولقاء الشيوعيين به جاء على هذا الأساس. شأنه في ذلك شأن لقائهم برئيس الجمهورية جلال طالباني، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي. ولعل لقاء حميد مجيد موسى سكرتير الحزب برئيس الإقليم مسعود بارزاني، يوم الأحد الماضي، خير مثال على ما أقول.كما أن الشيوعيين لا يقبلون لأنفسهم أن يتخذوا مواقف شخصية من هذا الطرف أو ذاك، رغم كل ما جرى أو سيجري. وهم أكبر من أن يضعوا أنفسهم في موضع التقاطع مع قوى سياسية مشتركة في العملية السياسية، وترك الباب مسدوداً أمام التلاقي، لتكريس الاستقطاب السلبي.ولمن لا يعي حقيقة الواقع، فإنه يصعب في بلد كالعراق، أن يكون هناك حزب - أي حزب - خارج منظومة العلاقات السياسية. وإذا كان خيار المقاطعة مقبولاً عند بعض الأفراد، فإن السياسة تعتبره، في غالب الأحيان، فخاً يجب الحذر من الوقوع فيه.ولمن يجد في تحركات الشيوعيين غاية لبلوغ السلطة وتحقيق بعض المكاسب، فهو مخطئ، وعليه أن يطلع جيداً، كي يعرف أن هدف الحزب هو تبني مشروع لا يستهدف الوصول إلى السلطة، بقدر ما يستهدف الدفاع عن مصالح الناس وقضايا الوطن العادلة. لأنهم ببساطة أصحاب فكر يستهدف تغيير المجتمع، ويتجاوز كثيرا حدود السلطة.الشيوعيون يدركون أن النوايا الصادقة لا تكفي لتحقيق الهدف، لكن إذا كانت مع المبادرة والعمل، فستكون كفيلة بتحقيق نجاح مؤكد. رغم أن طريقهم ليس مفروشا بالصعاب فقط، ولكنه مليء بالألغام أيضا.وربما من الجيد أن نذكر البعض المتناسي، أن لدى الحزب الشيوعي العراقي مواقف معلنة ومنشورة في إعلامه، والأيام القادمة ستثبت إن كان سيتراجع عن شعاراته أم لا. فاصلةإنّ النقد البنّاء والهادف من مصلحة الجميع، لكن ما رأيته، كان بعضه أقرب إلى الجعجعة الفارغة. مع احترامي للآراء التي انتقدت، من موقع حرصها على وجهة الحزب السياسية.وهذا ليس معناه أن الحزب الشيوعي العراقي فوق النقد. فقد كنت (أنا المنتمي إليه) أحد الذين مارسوا النقد في وقته، وسأمارسه لاحقاً، عندما أجد ضرورة لذلك.لكني أسجل تحفظي على أمرين، أحدهما استخدام النقد سبيلا إلى التجريح والإساءة، والآخر، هو المغالاة في تحليل الحدث، وتحميله أكثر مما ينبغي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram