TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > سطوة الميديا

سطوة الميديا

نشر في: 15 يوليو, 2012: 08:03 م

عباس مزهر السلاميقبل أيام ، في الأول من يوليو/ تموز/2012 وبالتحديد في العاصمة الأوكرانية كييف أسدلت أوروبا الستار على بطولة كأس أممها ، بفوز صريح  للإسبان(برباعية نظيفة) على الطليان، فاز أبناء الأمة الإسبانية ، أبناء قرطبة وأشبيلية، وغرناطة،  تلك الحواضر الإسلامية التي  صال فيها المسلمون وجالوا لثمانية قرون خلت من فترة الإسلام الذهبية !، وخرجوا منها  خاسرين بالركلات!
نهض الإسبان وكأنهم ينفضون عنهم غبار قرون ثمانية، فمثلما اكتسح (أبناؤنا  القدامى ) أبناء الأمة الإسبانية، أبناء الأمة الطليانية، على مرأى ومسمع العالم، ليؤكدوا جدارتهم بالفوز، وليصنعوا تاريخاً جديدا بكرة القدم وهم يفوزون بالثلاثية( يورو 2008 ، ومونديال 2010، ويورو 2012)،اكتسح الإسبان المسيحي من قبل المسلمين الفاتحين ، لتعود رايات الفتح  الإسلامي منكّسة، ولتتوقف بذلك والى الأبد حركة الإسلام بأي اتجاه ، وتخفت سطوته ، وتتحول شوكته  في ما بعد إلى وخز في الضمير الإسلامي إلى يومنا هذا ،ولتستمر حالة التراجع لتشي بالبؤس والظلام  والجوع التي يعيشها مسلمو العرب، ،لتنتعش إسبانيا  وأخواتها في المقابل وكأنها  خلعت عنها الرداء الإسلامي الذي ما أكسبها سوى التخلف  والظلام !!، ولو عدت لأي إسباني اليوم وذكّرتهُ بتلك الفترة، لابتسم ساخراً في وجهك وانفضَّ عنك بأدب. لستُ حزيناً على حواضرنا القديمة التي عادت لحضنها الحقيقي، ولا أنا بصدد التشكيك برايات الفتح التي أوصلت الإسلام إلى إسبانيا في الغرب، مارة بالقوقاز قلب أوروبا، حتى عبرت به سور الصين العظيم، ولا  أريد الدفاع عن إسبانيا المسيحية ،على حساب  العرب  بصنفيها العاربة والمستعربة. العرب التي تملكت النفط مصدر الثراء ،النفط الذي كان من المفترض أن تجعل منه مصدر قوتها وتقدمها ووسيلة هناء ، وإسعاد، وتطور علمي  لشعوبها،  لكن تلك الشعوب المستضعفة الخانعة بإرادتها،  لم تجن من النفط سوى المهانة ، ،والمجاعة، والتشرذم ، والحروب، لا لكون الغرب هم الأسياد بالفطرة،  بل لكون العرب هم الأذلاء -لا بالفطرة - بل بالفعل والممارسة، لكنني حزين على هذا الكم الهائل من القنوات ،والتي لم نحظ َبواحدة منها لنشاهد ونمارس حقنا الطبيعي في المشاهدة التي تعودت عليها  أنا  شخصياً،منذ أن فتحت عيني بوعي المشاهدة على هذه البطولة بنسختها الخامسة  عام 1976 التي أقيمت في يوغسلافيا (تيتو) الموحدة! والتي فازت بها ألمانيا بشطرها الغربي بركلات الترجيح على  حساب التشيك والسلوفاك الموحدين آنذاك تحت اسم تشيكوسلوفاكيا. حزين أنا، جدُ حزين ومنكسر ، لأن أوروبا  وتحت وطأة أزمتها المالية افترشت  قاطبة الأرض تحت شاشات عملاقة لتشاهد وتتابع بعشق خرافي  فرقها الوطنية وهي تتبارى متناسية بذلك أزمتها الخانقة!!!، بينما الملايين من العراقيين  يقبعون في الظلام ، تحت وطأة الحر القاهر ، وتحت  شراسة البعوض الذي بدا وخزه كوخز الساسة وقساوتهم . حزين لأني لو عدت للوراء  وقلت إن الملايين  من العراقيين كانت بقناتين اثنتين (7و9) فقط تشاهد  المباريات مباشرة وتستمتع  بالبرامج والأفلام الهادفة،وتتلذذ بالغناء العذب الرصين، بلا مقابل مادي ، لجرّموني وقالوا  لقد صبئ هذا وخرج عن الملّه، واليوم ونحن  تحت سطوة هذه الميديا الموجهة إلينا ، وماديتها الظالمة، بكل فروعها(صحافة، إذاعة، تلفزيون ) وتحديدا هنا  التلفزيون أحد فروعها، الذي يعتبر أكثرها خطورة، فالتلفاز هو الوسيلة الرئيسة للسيل المرعب من القنوات الفضائية،  التي لا تهدف قطعاً لإمتاعنا، بل تهدف للربح.وجرجرة المشاهد لغاياتها الخفية والمعلنة. ربما لا أبالغ إن قلت جازماً بأن متعة تلفزيون العراق  بقناتيه سابقاً ، تفوق متعة قنوات  الميديا قاطبة بكل توجهاتها، لا أسقط اللوم على ذلك الكارتل الإعلامي  المادي المسيطر على حجوزات ، وحقوق البث التلفزيوني ، بل أسقط اللوم كله، على كل من تابع أو روّج أو ابتاع مفاتيح شفرات تلك القنوات، أما كان الأولى بالعراقيين أن يعلنوا عن استنكارهم ومقاطعتهم تلك القنوات، ويعربوا ولو بأضعف الإيمان عمن سبب في دمارهم ، وقتل أعزاءهم ، وساهم وتآمر على خراب وتخريب مدنهم، أما كان  الأجدر بالإعلام  المادي هذا المتركّز في بلدان النفط والغاز ، أن لا يمارس الدكتاتورية، على الشعوب  المقموعة بأيدي سلطاتها المستبدة، ببراجميته المقيته، ويحذو حذو أوروبا التي تسعى لإسعاد أفرادها  بشتى الوسائل ،حتى لو كانت تلك الوسائل هي استمالة الشعوب العربية  واستنهاضها  زوراً لا من أجل حثها على  كسب حقوقها في العيش الكريم  بثرواتها، بل من أجل الخروج على ثوابتها ، وبث الاحتراب مابين مكوناتها،وإشاعة روح العدائية للوطن، على اعتبار أن أوطاننا لم تكن جديرة بنا ،وإلا ماكانت لتلفظنا للمنافي البعيدة!. وسؤالي هل يُعقَل أن يسعى الغرب لتوعية العرب؟ ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram