يوسف فعلأن تبقى تتعثر في خطواتك ولا تصل الى مبتغاك فان عملك كمن يحرث في البحر لا جدوى منه، وهذا الحال ينطبق على اتحاد الكرة باصراره الغريب على إناطة مهمة تدريب المنتخبين الوطني والاولمبي للمدربين المحليين الذين مهروا تجاربهم السابقة بالفشل والممزوجة بالهزائم التي ولـّدت الخيبة لدى الوسط الرياضي الذي يتطلع بشغف دائم الى الاحساس بنشوة تحقيق الانتصارات في المحافل الدولية.
وما حصل لمنتخبي الاولمبي والشباب في بطولة العرب من الانتكاسات والمواجع ازاحت الستار عن ضرورة ابدال نظرية الاستعانة بالمدربين المحليين للاشراف على تدريب المنتخبات الوطنية باختيارات اكثر واقعية وحكمة تستند الى ارقام وترتكز على حصيلة نتائج لا تقبل التسويف والمماطلة في الانتقال الى مرحلة التفكير بجدية لمغادرة البيت التدريبي المحلي وطرق ابواب المدربين الاجانب من اهل الخبرة والدارية بفنون اللعبة واسرارها في خطوة للمحافظة على المواهب الكروية من الاندثار والضمور خشية القضاء على اجيال كاملة بسكين باشطة لذبح مواهب فذة جاءت من ولادات قيصرية صعبة.والمدربون الوطنيون مازلوا بحاجة الى تجديد خلايا فكرهم التدريبي لتجديد مساحات ابداعاتهم مع المنتخبات الوطنية والفرق المحلية بعدما كشفت المهام التدريبية التي اُنيطت بهم منذ فترات طوال عن تجارب مليئة بالهزائم والحزن وحتى النجاحات كانت محدودة وعلى اصابع اليــد الواحدة لا تتناسب مع جدول الاخفاقات المتكررة، وقد انتقل الفشل التدريبي الى الاندية المحلية.. ومَن يشاهد مباريات الدوري يجدها عبارة عن فوضى تنظيمية في طرق اللعب برغم وجود طاقات واعدة من اللاعبين.وفق تلك المعطيات ان كرتنا تمرّ بمنعطف مصيري يتمثل بوجود جيل موهوب بدا يستنشق رياحين الشهرة يشرف على تدريبه حاليا مدربون تنقصهم الخبرة والشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة لفرض النظام الداخلي والانضباط ، وقد يتعكز اتحاد الكرة على مشكلة توفير الاموال للتعاقد مع المدربين المحترفين ، ومن الحلول للخروج من المأزق المالي عقد جلسة مكاشفة بين الاتحاد مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية بشأن تكليف اللجنة الاولمبية الوطنية مهمة اختيار مدرب المنتخب الاولمبي المقبل لتقليل النفقات، ووزارة الشباب والرياضة تناط على عاتقها آلية اختيار مدرب منتخب الشباب مع ضرورة تواجد الملاكات التدريبية المحلية معها وفيها نكون قد وضعنا قدماً في رحلة الالف ميل لعبور شواطىء النجاح.لم تتلمس دول الخليج العربي ومصر وتونس والمغرب طريق الابداع بالاماني وانما جاءت النجاحات من خلال الاستعانة بخيرة المدربين المحترفين للاشراف على تدريب منتخباتهم الوطنية وتوفير سُبل النجاح لهم ، وتعدت عدوى الاستعانة بالمدربين الاجانب الى القارة الاوروبية مهد اللعبة ومنها منتخب انكلترا مع الايطالي كابيللو وروسيا مع الهولندي أدفوكات وغيرهما ، وأحدث ذلك نقلة نوعية في اساليب اللعب وفنونه وأصبحت اكثر متعة وجمالية.إن انهاء ملف تعاقد المدربين المحليين مع المنتخبات الوطنية يُعد نقطة تحوّل في مسار اللعبة وفتح آفاق واسعة نحو الانجازات لان كرتنا تمتلك المواهب الفذة التي بامكانها تسهيل مهمة المدربين المحترفين لقطف ثمار الفوز ، لذلك على اتحاد الكرة دراسة فكرة الجلسة الثلاثية مع الشباب والاولمبية لإكمال مهمة التعاقد مع المدربيين الأجانب لاختيار الأفضل منهم للاشراف على نجوم الجيل الحالي من الشباب.
نبض الصراحة: عثرة المدربين الوطنيين
نشر في: 15 يوليو, 2012: 08:21 م