سلام خياط بشرتنا الأخبار المتواترة الواردة من مديرية الرعاية الاجتماعية في محافظة بابل، عن استعادة نحو ملياري دينار، واستبعاد اكثر من 900 عاطل مستفيد من شبكة الحماية الاجتماعية، كونهم غير مستحقين.. قال مدير قسم الرعاية محمد كمر عبد الكاظم خلال مؤتمر صحفي حضرته "المدى": إن القسم وبالتعاون مع مكتب المفتش العام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولجنة الرعاية في مجلس المحافظة تمكنوا من استعادة اكثر من ملياري دينار من المستفيدين (صحيفة المدى بتاريخ 15 تموز الجاري).
تبذل الدول الديمقراطية – بريطانيا مثلا – مبالغ طائلة لمستحقي الرعاية الاجتماعية وتتحفظ مليا عند التدقيق بالطلبات. وقد لا يدعي عاقل بعدم وجود تجاوزات وأخطاء – دون مظنة الفساد – عند اتخاذ قرارات منح الراتب، لكن الإجراءات منضبطة، والعقوبات زاجرة بحق المخالف، قد تتضمن عقوبة الحبس بحق المدلس والمتجاوز، لذا يتحسب طالب المعونة مليا قبل التورط بتقديم الطلب، الذي يتضمن هامشه تحذيرا:أقر أنا الموقع أدناه، إن المعلومات التي تضمنها الطلب صحيحة، وأنا مسؤول عما جاء بها من بيانات.لعبة الأرقام قد لا تستهوي العامة، ولكن حين يتجاوز عدد الأصفار تسعة، يغدو الرقم عندذاك غابة شوك تخز عيون وأفئدة وضمائر من يتجرأ ويمعن النظر. بداية.. لا بد من إزجاء الشكر للحريصين على أموال الدولة، بالتقصي والمراقبة، شكرا لمن حجب المعونة عمن لا يستحقها ومنحها لمن يحتاجها ((افتراضا بتوخي العدالة و عدم وقوع ظلم أو غبن أو تجنٍ عند عملية حجب الراتب)). لكن السؤال المشاكس الذي يطل علينا من شبابيك الشك: كيف تمت استعادة المبلغ ذي التسعة أصفار؟ – وهو باهظ بكل الحسابات – هل كانت المبالغ مخبأة تحت الأسرة أو دولاب الملابس، فحررتها اللجنة من مكامنها؟ هل مورست ضغوط وتهديدات؟ هل أضطر المتجاوزون لرهن بيوتهم ومقتنياتهم لتسديد مبلغ استلموه تدليسا ودون وجه حق؟ والمبالغ حين استعيدت، أين استقرت؟ في المصرف؟ أي مصرف؟ بأي اسم وتحت أي رقم حساب؟ هل وضعت المبالغ الطائلة في صندوق كبير؟ أو وزعت على صناديق صغيرة؟ هل الصندوق أو الصناديق في مأمن من السرقة؟هل الصندوق مقفل تحسبا من تطاول أيادي أولاد الح...لال. من يحتفظ بالمفاتيح ومن له حق فتح أقفالها وإقفالها؟ ما هو مصير المبلغ المستعاد؟ هل سيستغل لفتح ورشة عمل لتأهيل وتعليم من لا عمل له ولا دراية لديه، هل سيعاد المبلغ المستقطع لخزينة الدولة لتصير نهبا حلالا بعد ان تتجاوز صرر النقود عتبة المبنى؟
السطور الأخيرة:ملياران؟ ش.ي.ع.د.ه.ا
نشر في: 15 يوليو, 2012: 08:42 م