اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الموبايل قنبلة موقوتة فـي أيدي الأطفال

الموبايل قنبلة موقوتة فـي أيدي الأطفال

نشر في: 16 يوليو, 2012: 07:09 م

 كتب/ فرات إبراهيم ما حدث لزوجة فاضلة ومحترمة هو أنها كانت في خلوة مع زوجها تتبادل معه الحديث والمزاح على فراش الزوجية ودون علمهما كان الابن الصغير يصور في الموبايل ما يدور من علاقة زوجية نبيلة، تعطل موبايل الطفل فذهب به إلى مصلح الموبايل وكعادة الكثيرين منهم ومع توفر برامج استعادة المعلومات بعد الفورمات،
 وجد صاحب المحل تصويرا لعلاقة زوجية في غرفة النوم فاستغل الأمر باعثا بالمادة إلى مواقع تنشر مثل تلك المشاهد وبالصدفة شاهد احد أقارب الزوجين ذلك فثارت ثائرته وحصلت مشاكل عشائرية أودت في نهاية المطاف الى طلاق الزوجين في حادثة عفوية كان بطلها طفل صغير صور والديه خلسة، وهو بذلك دمر عائلته بسلاح تفوق قوة فعله كل أسلحة الأرض. مع أو ضد موبايل الطفلآراء متباينة ومتضاربة حول امتلاك الطفل لهذه التكنولوجيا، فالكثير ممن تحدثنا معهم عبروا عن امتعاضهم من هذا الجهاز ومشاكله بينما يراه البعض وسيلة عصرية لمواكبة التقدم العلمي الذي حرم من مزاياه العراقيون لسنوات طويلة .محمد نعيم (موظف) يقول: أنا مع امتلاك الطفل للموبايل لأننا في الظرف الحالي وسيلتنا الوحيدة لمعرفة أخبار وتحركات عوائلنا هي الهاتف الخلوي ،وبرر موقفه لكون الأوضاع الأمنية غير مستقرة وأنا اريد ان اطمئن على طفلي، أين هو، ومع من، حين  يتأخر او يتعرض لحادث معين في الشارع لا سمح الله، نحن مجبرون على هذه الطريقة على الرغم من محاذيرها الكثيرة والخطرة على تربية ونشأة الطفل ولكن وكما يقولون (ما باليد حيلة). أبو سجاد اختلف كليا مع ما ذهب إليه محمد نعيم فهو يرى أن تواجد الموبايل بيد الأطفال فيه خطورة اكثر من فائدته بسبب تقنياته الحديثة ، فالطفل وبحسن نية قد يستخدم الموبايل لطرق غير مشروعة فهو قد يصور عائلته وأخواته في البيت وبعد أيام يذهب لتصليحه فتكون كل تلك المعلومات والمشاهد مخزونة فيه، ويمكن استرجاعها بسهولة ويسر وهنا تحدث المشكلة إذ أن البعض يمارس أعمالا قذرة من خلال بث تلك التسجيلات عبر النت، فيقع صاحب العائلة في مشكلة التشهير بعائلته، وهذا أمر يفوق فائدة الموبايل لغرض السؤال عن الطفل إذا ما غاب عن البيت او تأخر لان المشكلة هنا ستكون مشكلة شرف ،ولدينا أعراف وتقاليد من الصعوبة التعامل معها بحسن نية .السلبيات أكثـرمن الايجابياتالطبيبة سحر جابر وهي ناشطة اجتماعية تقول : من المؤكد أن نواكب العصر والتكنولوجيا الحديثة وخاصة بعد التغيير الذي حصل في العراق على مستوى البنية السياسية والاجتماعية والثقافية، واستطيع أن أقول أن انقلابا واضحا حصل في كل مفاصل الحياة، حيث دخلت التكنولوجيا لنا من أوسع الأبواب، والعراقي كان يسمع ويشاهد في الإعلام ما يجري في العالم دون أن يستطيع امتلاك الجزء اليسير من هذه التكنولوجيا التي تمتعت بها كل الدول المحيطة بالعراق، من أجهزة الستلايت وأجهزة الموبايل وهذا الانقلاب الوضعي الذي حدث له مساوئ وله محاسن، ولكنني - والكلام للطبيبة - أرى أن المساوئ أكثر من المحاسن وذلك بسبب أن المجتمع العراقي لم يطلع على تلك الثقافة التي سبقتنا دول في الحصول عليها ولكن ما ينقصنا أننا افتقدنا حماية أو توضيح مساوئ تلك الأجهزة ومخاطرها على الجيل الناشئ، وتضيف جابر قائلة: ربما ساهمت بعض الصحف والقنوات بالإشارة إلى هذا الموضوع وهذا شيء جيد إلا انه جاء متأخرا، لان التكنولوجيا المتوفرة في الأسواق لم تعد تنتظر فهي تواكب كل رغبات الفرد وبالتالي تحقق ثراء للتاجر المستورد ولشركات الهاتف النقال، التي يكون همها الوحيد الربح السريع، والمشكلة في كل هذا كما تبين جابر أن دراسات عالمية توصلت إلى ان الفرد العراقي من أكثر الشعوب استخداما للموبايل ويصل الأمر بالشخص الواحد إلى شراء أكثر من (سيم كارد) وهذا أمر غير وارد في الدول الأوروبية. المتسولون والموبايلوأوردت الطبيبة حادثة طريفة شاهدتها أثناء تنقلها في السيارة حيث تقول : شاهدت امرأة متسكعة تجوب الطرق بحثا عن الفئات النقدية من خلال استجدائها إلا أن ما أثار انتباهي هو رؤيتي لها تتصل من خلف العباءة عبر الموبايل، وأتساءل إذا كانت هذه المرأة لا تملك قوت عيالها وتستجدي الأموال فمن أين لها هذا الموبايل والشريحة والكارت؟! أقول - والكلام للطبيبة - إن الموبايل صار متاحا للكل والسيطرة على سلبياته شيء من الخيال أمام كل هذا التراخي في الرقابة العائلية والحكومية ، ورفضت جابر دعوة بعض الآباء إلى عدم اعتراضهم على حصول أبنائهم على الموبايل بحجة الاطمئنان عليهم وقالت: يمكنه الاتصال بمدير المدرسة أو يمكنه الاتصال بالسائق الذي يوصلهم وغير صحيح الاتصال بأصدقائهم لأنهم في هذه الحالة يطلبون أن يكون لديهم ما لدى أصدقائهم ..ليس بعيدا وبالقرب مني جدا جرت هذه المشادة الكلامية بين ابن اخي وأخي بسبب رفض الابن الذهاب الى المدرسة لعدة ايام ورغم أن أخي استخدم كل الطرق في ثني ابنه عن هذا القرار ومن ضمنها (العصا الغليظة) إلا أن الابن أصر على شراء جهاز موبايل متطور له لكي يذهب إلى المدرسة، وأمام شد وجذب تدخل طرف ثالث في المسألة وتعهد أخي لابنه بأنه سيشتري له الموبايل إن وعده بالدوام في المدرسة .الاختياربين الدراسة أو الجهازاستمر ابن أخي في دوامه ومتابعة دروسه بعد أن حصل على

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram