سلام خياط الأخبار المتواترة التي تلاقفتها الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية بخصوص انتحال شابين، اسم و شخصية نائبين في البرلمان لأداء الامتحان (بالاستعاضة) – ليست فبركة صحفية لغرض الإثارة، ولا من نسج خيال كاتب جامح الخيال،، فالواقعة مثبتة، وأسماء المتورطين بالفضيحة أعلنت عبر وسائل الإعلام..
بالصدفة المحضة، وعلى أديم موقع إلكتروني – أزوره لماما – أعثر على مقالة يستفزني عنوانها (اعتراف)، المعلومات فيها – إن صحت – تعلن عن فضيحة مماثلة، تقشعر لها الأبدان.يسرد الكاتب – ولا شك باسم مستعار—إنه كان عنصرا فاعلا فيما هو أدهى وأمر من هذا الذي شاع.. صفة الانتحال على بشاعتها عملية غبية شديدة الغباء، ثمة محاولة أخرى لتحقيق النجاح، أكثر شطارة ومهارة وأقل نسبة من الافتضاح،:: تجري على قدم وساق...لكي يضمن الثري المسؤول _ هل ثمة مسؤول لم يصب ثروة؟؟!_ النجاح لولده الكسول الخائب، كيف؟؟ يوطد الثري علاقته بلجنة تصحيح الدفاتر _ والأصح – بمدير الهيئة ويغريه بمال أو بمنصب، أو يجري ترويعه بتهمة كيدية. و... وهكذا وجدت نفسي – أذعن لابتلاع الطعم، تحت وطأة الحاجة والضنك الذي يلف طبقة المعلمين والمدرسين، رضيت بتولي المهمة – الخسيسة --. كنت أتولى مهمة رئيس لجنة تصحيح الدفاتر الامتحانية لطلاب الباكالوريا الثانوية. في قطاع (...) وكنت أحتفظ بمفاتيح الغرفة والخزانات التي تودع فيها الدفاتر. وكنت عندما ينصرف المصلحون – بتشديد اللام –أعود لغرفة التصحيح ,أفتح الخزانات لأبحث عن اسم المحروس الذي ملأ والده جيبي بالمال، وأغرقني بالوعود،كما أبحث عن دفتر مرقوم أعلاه بمعدل عال، وبخفة بالغة وحذر شديد أنزع دبوس الغلاف من الدفتر الأول، ُثم أنزع غلاف الدفتر الثاني، وأبادل الغلافين. ثم – وبنفس الحذر – أعيد الدبابيس لأماكنها، وأهمس لنفسي أواسيها: من ذا ينتبه لدبوس في دفتر امتحاني؟؟ بعدها.. استمرأت العملية.. كنت أنا المبادر لتشجيع أولياء الطلبة لاقتراف تلك الجرائم. لينجح من لا يستحق، ويسقط من سهر طول الليل يذاكر على فانوس، أو على إنارة مصباح شارع... ويخسر فرصة العمر وضياع المستقبل.جمعت مبلغا لا بأس به يكفي لبناء غرفة في الطابق العلوي، سقط من سياجها - غير المكتمل - صغيري وفلذة كبدي، وقضى نحبه قبل وصوله للمستشفى. بعد شهر شخصت زوجتي بالإصابة بسرطان الرحم ما استدعى استئصاله، وبذا عاقبني القدر وحرمني من الولد، كما حرمت الطالب المجد المجتهد أن يجني ثمرة كده المضني...تائب أنا.. فهل تقبل مني توبة؟؟ ونادم أنا.. وهل ينفع الند م؟؟.. ## السطور أعلاه مجتزأة من مقال طويل، أثبته بأكثر تفاصيله بشاعة، وألتمس ممن لا يخاف الناس، أن يخشى الله ولا يجاري ظالما،و.....ويتقي دعوة المظلوم. فاجتثاث الفساد يبدأ من هنا.
السطور الأخيرة:من يسمع الهمسة في سوق الهرج؟
نشر في: 16 يوليو, 2012: 07:16 م