اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شقلاوة 1787 كم مربع من سحر السهول وترف الجبال

شقلاوة 1787 كم مربع من سحر السهول وترف الجبال

نشر في: 16 يوليو, 2012: 08:10 م

 أربيل/ يوسف المحمداوي "كل يوم.. بعدما يلمع في الكون السكون... بعدما يجتمع الصمت على همسة قيثار أخير.. هو يأتي كنبي سرمديُ.. يحمل الريح كتابا ، ووعودا... زائغ البهجة كالنجم الشريد ... ينزوي في حجرتي كالنظرات.. حاسر الرأس عنيدا.. نحتسي كأسا معا، ثم ثانياً، ثم كأسا.. ثم نمشي في بقايا بعضنا كالغيمتين.... كل يوم..."
 من ديوان أخاديد للشاعر حسين الهنداوي.نعم يا صديقي.. كل يوم يمشي ما تبقى من بعضي مع بقايا وطن، وطن كلما أوغلت في الهروب منه، وتحاشيت الحديث عنه، أوغلت فتنته بحبسي في زنازين الذهول، بالأمس كنت كالحصيري اذرع شوارع عاصمتي المنكوبة، مفتون بخمرة إرثها الذي قارب أن يضيع، قضيت مع سعدونها نهارات أعب ما تبقى من زيت جرار كهرمانته، أو اغتسل بماء القداسة من تمثال صاحبه الذي لم يخن ولم يسرق ولم يمت كميتة أحياء السياسة الآن. من الشوارع إلى قلادة سفيننعم تركت حياة شوارعي، السعدون ، الكفاح بمجده، طه وقصور فطاحل مضت، النهر بعرائسه وفضة زهرون المندائي، وسأعود حتما بعد أن استرد عافيتي التي أهدرتها وجعاً على أرصفتها، سأستردها اليوم من عبق مدينة اقل ما يقال عنها عطر أربيل وقلادة سفين.قضاء شقلاوة بنواحيه الخمس ومئات القرى التابعة له، يبعد عن مركز أربيل عاصمة إقليم كردستان 50كم، وقبل أن تبحر سفينة متعتنا باتجاه شقلاوة من العاصمة أربيل يجب أن نتوقف قليلا عند تاريخ عاصمة الإقليم هذه المدينة الموغلة بالقدم والجمال.أربيل  شهدت حروباً تاريخية عدة ،منها الحرب المعروفة باسم اربيلا بين آخر ملوك الفرس والاسكندر المقدوني، وسميت أربيل بهازمة هولاكو بعد فشله باجتياح قلعتها الشهيرة الماثلة للعيان اليوم، كشاهد حي على صمود ونضال شعبنا في كردستان.مدينة الآلهة الأربعةتبعد بحوالي 360كم شمال العاصمة بغداد، تحدها من الشرق السليمانية، ومحافظتا الموصل ودهوك من الغرب، وكركوك من الجنوب، ومن الشمال دولتا تركيا وإيران، عمرها يبلغ أكثر من 2000 عام قبل الميلاد، وهذا ما أعطاها أهمية السياحة الأثرية، وذكرت أربيل في مصادر تاريخية عدة ، ففي الكتابات السومرية كانت تسمى( باوربليم)، وفي بابل وآشور سميت (أربائيلو) وتعني الآلهة الأربعة، حباها الله بموقع جعل منها تتربع على سهل واسع وعريض يتألف من الجبال والتلال والسهول والهضاب، تغمرها فضلا عن مياه الأمطار والينابيع مياه نهري الزاب الكبير شمالا، والزاب الصغير جنوبا، بالإضافة الى مياه انهار وجداول موسمية، وهذا ما جعلها تمتاز بطبيعة خلابة تملاها الغابات والأحزمة الخضراء الطبيعية التي تقول لناظرها بكل زهو وكبرياء أنا جنتكم وفتنتكم على الأرض.أربيل يا قديسة السحر ساترك ضيافتك مغلوبا على أمري صوب ضلع من ضلوع حسنك البهي، بك تنبض وعليها سفين حارس لا ينام، وأي عين تغفو على صحوة شمس، صيحة ديك ، رقصة فراشات، عطر ورود، لعب غزلان، كف فلاحة يغري ضرع من تجود بالحليب في شقلاوة الثمر والمطر، وهودج عرسان اتعب السهر.في قمة أيام الدلاليقع مصيف شقلاوة شمال أربيل ويبعد عن مركزها بحوالي 50كم، ويقع هذا القضاء المتخم بآيات الحسن بين جبلين هما سفين وسورك، وتقع تماما على سفح جبل سفين الذي يرتفع عن سطح الأرض بحوالي 1475 مترا، فيجدها الناظر إليها كأنها أنثى جالسة عند قدمي تاج السلطان سفين.مع كل دورة لعجلات السيارة التي تقلنا باتجاهها كان هناك مشهد يعقبه مشهد آخر أكثر دهشة، يغري ضعيف القلب مثلي أن يكف عن الكتابة، لكن بياض الورق وشهوة اليراع ينادياني هل من مزيد؟ قطيع من الأبقار على الجانب الأيسر، خيام بدو او غجر لا ادري تنتشر هنا وهناك، ولا افهمه أن ماشيتهم في وسط تلك المروج تعيش في قمة أيام دلالها.ما تبقى من الطاغيةانقبض هذا القلب اللاهي بمتعة السرور وهو يشاهد هياكل دبابات ودروع تناثرت على الطريق، لكن سرعان ما زال ذلك الانقباض وانا اشاهد يعلو تلك الهياكل مجموعة اطفال يمارسون حركات براءتهم عليها، التفت الى صاحبي مستفسرا، فقال بهدوء وبساطة إنها بقايا الدكتاتوريا صاحبي ، إنها آثار الفرعون، نعم هذا ما تبقى من حكم الظلم وسلطة الدمار، اتمنى أن يمر عليه الحاكمون الآن، الظالمون الآن، السارقون الآن، ليروا كيف فعل ربهم بأصحاب الجور...وقفت عند قطعة كتِب عليها مجمع سفين السياحي، لا أظن أن عدسة كاميرتي ولا عدستي عينيّ تستوعب أو تستطيع أن تصف مشاهد فيلم أسطوري من بطولة الورد والشجر والثمار، وواد يقودك للجنة التي تريد، مظلة من غابات تنافست على تندية شعاع الشمس قبل أن يصل  الى سطوح(شقلاباذ).تعددت الأسماء والحسن واحد(شقلاباذ) هو الاسم المتداول في الكتب المسيحية لقضاء شقلاوة نسبة إلى كنيسة تحمل نفس الاسم، ووردت تحت اسم (شقاباد) في كتاب تاريخ الكرد، لكن ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان يسميها (شقلاباد)، فيما المؤرخ محمد امين زكي هو الأقرب للتسمية حين ذكرها (شاقلي آوا)، وتعد شقلاوة مع إيغالها بالسحر موغلة بالقدم، ففيها من الكنائس والأديرة من يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، ومثال ذلك (دير ربان بيا) أو (شيخ وسورحمن)، الذي يرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، وموقعه في أعلى جبل سفين والمسافة التي بينه وبين الشارع العام الذي نحن عليه الآن تقدر بستين دق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram