TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : خطأ تمنيت حدوثه

سلاما ياعراق : خطأ تمنيت حدوثه

نشر في: 17 يوليو, 2012: 07:47 م

 هاشم العقابيمن عادتي ان لا استعجل في الكتابة او التعليق حول اي خبر، قبل ان اتأكد منه. لذا وقبل كل شيء اعتذر عن استسلامي لعاطفتي التي سيطرت علي حين فتحت الايميل ففاجأني خبر مقتل شاعرنا الحي لبيد هاني الذي نعيته بعمود الأمس. ورغم اني بذلت جهدا ليس بالقليل للتأكد من صحة  الخبر لكني وجدت المواقع التي جاءتني روابطها كلها معطلة.
  لست هنا بصدد التبرير بل اني جئتكم معتذرا عن هذا الخطأ الذي كان يجب علي ان أتجنبه قبل ان يحدث. اعتذر للقراء وللجريدة مثلما اعتذرت بشكل مباشر للشاعر لبيد وذويه هاتفيا. اتمنى ان يكون شفيعي عند الجميع هو ان النية كانت صافية، وسبحان من لا يخطئ.حين نشرت العمود على الفيسبوك ما كدت اصدق عيني وانا اقرأ تعليق الصديق الشاعر حمزة الحلفي وهو يخبرني انه تحدث توا مع لبيد وهو سالم غانم. صحت وانا اكتب: بشرك الله بالف خير يا حمزة. لقد فرحت رغم ما شعرت به من حرج اعترف به. فرحت مرتين. الاولى لان لبيد الانسان والشاعر حي لم يمت.  والثانية لان الحكومة لم تقتل شاعرا انتقدها. فمثلما لا نتمنى ان تكون هناك عراقي قتيل لا نتمنى، ايضا، ان يكون لدينا قتلة. حصل خير يا جماعة الخير. فمثل هذه الأخطاء تحدث في كل زمان ومكان. والخطأ مهما كان قاسيا او مرا يتحول عند العاقل درسا وتجربة مضافة. فشكرا لحمزة الحلفي الذي كان اول من بشرني بعدم صحة الخبر. وبعد ان اكرر اعتذاري للجميع ومن كل قلبي، ولان النفس قد طابت قليلا بفعل هذا الخطأ "المفرِح"، دعوني انقل لكم هذه الحكاية الطريفة: يقال انه بعد ان عاد بعض الجنّازة من دفن قريب لهم كانوا قد ذهبوا به بسيارة "بيك آب" الى مقبرة النجف، جلس احد الاقرباء في الخلف مع التابوت الفارغ بينما جلس الاخرون  بجنب السائق. وفجأة  هطل المطر فاختبأ صاحبنا، الذي في خلف السيارة، بالتابوت. شعر هناك بالدفء فنام. وفي الطريق اشرّ بعض المارة للسائق فأركبهم في الخلف فشكلوا دائرة جلوس حول التابوت. وبعد أن شبع النائم نوما رفع غطاء التابوت لينهض من نومته. وما ان رآه الراكبون حتى قفزوا من السيارة المسرعة ظنا منهم ان الميت قد نهض. والله وحده يعلم ماذا حل بهم.لا اخفيكم انني فرحت حين رد لبيد على الهاتف عندما اتصلت به، لكني ارتجفت قليلا متخيلا صديقا قد مات وعاد حيا. ومثلما عزيتكم بلبيد أمس، أهنئ نفسي وأهنئكم بسلامته متمنيا لشاعرنا ولكم طول العمر. والعذر، عند كرام الناس، مقبول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram