طه كمر يقال إن الفوز يمحو العيوب .. نعم هي نظرية معروفة ومعمول بها على مرّ المواسم وفي جميع الصعد لكنها للأسف غير منطقية بسبب أن مردودها في نهاية المطاف سيكون سلبياً لا محال.وإذا ما أردنا تحليل مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب لبنان في بطولة كأس العرب التي انتهت عراقية
بهدف يتيم سنرى أننا فوجئنا، بل وصعقنا بمنتخب بائس فقير لا حول ولا قوة له ،ابتدأ المباراة تائهاً لا يعرف لاعبوه واجباتهم التي أنيطت بهم من مدرب المنتخب زيكو الذي لا نعرف ما يبغيه هذا المدرب بالضبط جرّاء هذا التخبط الواضح والذي لا يوحي بأنه جاء من أجل فائدة الكرة العراقية ،فبعد أن أخفق بالأمس عندما تعادل مع منتخبي الأردن وعُمان بكامل نجوم المنتخب الوطني المحترفين وغيرهم من اللاعبين المحليين توقع الجميع انه سيصلح خطأه من خلال المشاركة في هذه البطولة التي تحدث جميع المعنيين بشؤون الكرة واصفينها أنها بمثابة البروفة الحقيقية التي من خلالها سنصلح الأخطاء ونستفيد منها بغية تحقيق أهدافنا في مشوارنا المونديالي المرتقب الذي تنتظرنا فيه مباريات مهمة أمام اليابان واستراليا، لكن فوجئ الجميع بقرار البرازيلي زيكو الذي منح اللاعبين الأساسيين إجازة للراحة لتجريب جيل جديد من اللاعبين الجدد الذين سيأخذون مكان الكبار، وبالتأكيد فهناك من رحب بهذه السابقة ومنهم من وصفها بالخطرة وأن تأثيرها سيكون سلبياً على مستقبل الكرة العراقية.ومن خلال متابعتنا مباراة أول أمس ظهر منتخبنا الوطني بصورة بائسة لا توحي أن هذا المنتخب جاء لينافس وأن مباريات مهمة تنتظره بمواجهة اليابان واستراليا ،فقد أفرزت هذه المباراة أن هناك لاعبين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرتدوا فانيلة المنتخب الوطني والدفاع عنه حيث ظهروا تائهين ضائعين في مربعات الملعب وتمكن إزاء هذا الإخفاق لاعبو منتخب لبنان من التوغل والاختراق من وسط الملعب وعمل عمق هجومي في منطقة دفاعنا فرضوا خلاله سيطرة مطلقة على مجريات اللعب في الشوط الأول وتمكنوا من تهديد مرمى الحارس نور صبري الذي وقف بالمرصاد لكل هجماتهم وتمكن من إحباطها.نتساءل : لماذا وصلت الأمور في منتخب أسود الرافدين إلى هذا الحال الذي لا يسر فإذا كانت نتيجة مباراتنا أمام منتخب لبنان الفوز بهدف يتيم جاء في الدقيقة 89 من زمن المباراة وبشق الأنفس فما بال الأسود عندما تواجه منتخبات إفريقيا كمصر والسودان خلال منافسات هذه البطولة فضلاً عن مواجهة الكومبيوتر الياباني والكنغر الاسترالي في المستقبل القريب.يجب إعادة النظر في العديد من الأسماء التي فرضها زيكو كونها لا تصلح سوى لتمثيل الفرق المحلية أو حتى تكون دكة البدلاء كفيلة باحتضانهم كونهم بعيدين كل البعد عن التمثيل الوطني.لا ننسى أن نذكر الفوضى التي عمّت أداء لاعبي منتخبنا الوطني من ناحية الاحتفاظ بالكرة واحتكارها من قبل جميع اللاعبين الذين لم يظهروا أي تعاون في ما بينهم فقد طغت الأنانية على أدائهم وظهر الجميع في محاولة لتسجيل الهدف ،وذلك لإرضاء مدرب الفريق وكسب وده لحجزهم مكانا في التشكيلة الأساسية للفريق.للأسف فشلت نظرية زيكو ونظرية كل من حاول الدفع بلاعبين جدد لزجهم بدل اللاعبين الكبار، فقد ظهر واضحاً مكان يونس محمود ونشأت أكرم ورحيمة وقصي منير وهوار ملا محمد الذين لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنهم ويجب الدفع بهم لمواصلة المشوار بنجاح لأن لاعبينا الجدد تكفلوا بحبس أنفاسنا لمدة 89 دقيقة حتى جاء الفرج.
بصمة الحقيقة :فوضى في منتخب بديل!
نشر في: 18 يوليو, 2012: 07:15 م