TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حتمية فوز الإسلاميين.. حتمية خسارتهم

حتمية فوز الإسلاميين.. حتمية خسارتهم

نشر في: 19 يوليو, 2012: 06:15 م

 علاء مشذوب أغلب الدول العربية حصلت على استقلالها الحقيقي أو الشكلي، بعد النصف الثاني من القرن المنصرم، سواء أكان ذلك الاستقلال عن طريق الاتفاق أو الانقلاب، ولكن الذي رشح عنه، هو صعود رجال إلى سدة الحكم هم ما بين العسكر والعلمانيين، وحاولوا قدر إمكانهم أن يصنعوا حكومة ويهذبوا شعباً،
وفي الوقت نفسه أن يديموا أمد حكمهم إلى أطول فترة ممكنة تحت عنوان البناء والإعمار، وكذلك الاحتلال الإسرائيلي وقضية فلسطين المحورية.وفي المقابل ظلت أدبيات البعض من الذين يطمحون إلى سدة الحكم أسوة بالكثير من النخب يعتقدون أن الأصلح لقيادة الدولة والشعب هو المنهج الإسلامي، لكونه يحمل نهجا كاملا بما فيه الدستور (القرآن الكريم) وأكيد أن مثل هذه الرغبة محترمة ومحل تقدير الكثير من النخب والشعب، مثلما كانت هي محل شبه في الجانب الآخر من الذين يعتقدون أن دخول الدين في السياسة هو مفسدة، ودخول السياسة في الدين هي مفسدة أكبر.ولكن بقاء تلك النظرية أي (الحكم الإسلامي) نظرية دون تحويلها إلى أمر واقع، وحلم ظل يراود الكثير من الذين يحملون هذه الفكرة، ولاسيما في بلد مثل مصر الذي تجاوزت نفوسه التسعين مليون شخص، كانت بوادر نشوء حزب (الإخوان المسلمين) فيه منذ ثلاثينات القرن الماضي وهو من أوائل الأحزاب الإسلامية في البلاد العربية، أمر لابد أن يفضي في النهاية إلى حقيقة وصوله إلى سدة الحكم، أسوة بكل الأحزاب الدينية الأخرى من البلدان العربية، ولتسكن تلك اللجة التي ظل ينهج بها متّبعو تلك الأحزاب وإدعاؤهم الذي يقول أن بوصولهم إلى سدة الحكم فإنهم سينشئون مجتمعا إسلاميا متكامل الأركان لا فقير فيه، العدل ميزانه في الحكم، ومخافة الله رأسُ ماله، وبالتالي سيكون المجتمع الذي هم على سدة حكمه مجتمعا نموذجيا. وما تبع ذلك بعد أن مسك العسكر زمام الحكم من اعتقالات لهم، وتغييبهم في المعتقلات والسجون، كل ذلك وغيره من المضايقات الأخرى جعل عموم الشعب يطرح سؤالا هو مثل ماذا يمكن أن يحصل لو مسك الإسلاميون الحكم؟ لماذا لا نمنحهم فرصة ولو لمرة واحدة؟ولكون أن أي بلد عربي هو في النتيجة جزء من النظام العالمي، فإن الحقيقة الأخرى هي في وجود مخاوف عالمية قبل أن تكون هناك مخاوف إقليمية، ومن ثم الصورة التي كان ينقلها من تمثل في سدة الحكم للآخر، في أن وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم سيشيع التعصب والتطرف تجاه الآخر، ولكون أن أغلب المجتمعات العربية هي خليط من قوميات وطوائف، فإن مثل تلك الأنظمة المتطرفة، ستجعل الأقليات في حالة عصيبة، وربما تؤدي بالنتيجة إلى هجرتهم من بلدانهم نحو الغرب، والنقطة الثانية والمهمة التي يهتم بها العالم الغربي، هي وجود دولة اسمها إسرائيل، تقع في قلب الوطن العربي، وأن أي خلخلة في الأنظمة القديمة التي ربطتها بمعاهدات واتفاقيات قد تجعل هذا البلد (إسرائيل) في خطر مستمر، رغم أن الأخير يمتلك من الإمكانات العسكرية والإعلامية...الخ، ما يعادل البلدان العربية مجتمعة وربما أكثر.وخير مثال على محاربة النظام الغربي للأنظمة الوليدة، هو ما حصل في الانتخابات الماضية في الجزائر قبل ولادة الربيع العربي عندما فاز الإسلاميون، بل اكتسحوا الساحة السياسية، مما أعطى إشعارا للدول الغربية أن الخطر قادم ولابد من إيجاد حل لهذا الإشكال الكبير، ما أدى إلى إلغائها، وإعادة الانتخابات من جديد..والذي أفرز بقاء الحكم العلماني القديم على حاله.ولكن الربيع العربي، وربما الخريف العربي في اعتقاد البعض الآخر، وضمن نظام الفوضى الخلاقة الجديدة، جعل الأمور تتداخل مع بعضها، وتفرز نتائج قد تكون غير متوقعة للبعض وتثير مخاوفهم، وقد تكون متوقعة تثير طمأنينة البعض الآخر، كل هذا وغيره من الأمور غير المنظورة للباحث الثقافي والسياسي، جعله يشير إلى أمر هو في حقيقته الحتمية  فوز التيارات الإسلامية ووصولها إلى سدة الحكم، ربما من الواقع المتردي الذي يعيشه الإنسان العربي وهو يدرس منذ نعومة أظفاره (دار..دور..داران)،ولكنه يحيى ويموت في العشوائيات، وربما هو يسمع ويرى من خلال الفضائيات الآن عن الرعاية الصحية، وأولاده يموتون بالأمراض الطارئة والمفاجئة، أو يسمع بالضمان الاجتماعي وتوفير فرص العيش الأدنى أو راتب الرعاية الاجتماعية وينام والجوع ساكن في معدته ويصبح والجوع مرافقا له.كل تلك الأوضاع المتردية وغياب الخدمات العامة، جعل حتمية وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم أمر ضروري لامناص منه، عسى أن يحققوا مطالب الشعب ضمن الأزمات العالمية والتركة الثقيلة التي خلفها الذين سبقوهم، وأكيد أن ذلك يفرح الجميع، وأن خلق مجتمع يسوده الوئام والأمان لهو غاية المنى، وفي المقابل فإن فشلها، سيعود بالكارثة على الجميع، إذ أن فشل النظرية العلمانية البسيطة وتطبيقها على أغلب المجتمعات العربية، ربما يعلل الخلل بالشخوص أو النظام أو النظرية وربما في بعض أوجهها في الشعب الذي يريد أن يعيش في ظل نظام مدني حضري ولكن بفكر قبلي عشائري، يريد أن يعيش في ظل دولة توفر الخدمات والراتب، في ظل فكر يميل إلى التخريب وعدم الإيمان بالمواطنة والقانون واحترام الآخر... ولكن فشل الإسلاميين يعني وجود خلل كبير في الأشخاص الذين عجزوا عن تطبيق النظرية التي ظلوا ين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram