TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس:"الفساد" مفتاح الفرج!

قرطاس:"الفساد" مفتاح الفرج!

نشر في: 19 يوليو, 2012: 06:33 م

 أحمد عبد الحسين يشعر السيّد رئيس الوزراء ومجموعته هذين اليومين بزهو الانتصار بعد ليال وأيام مضنية صرفوا فيها من مشاعر القلق والخوف ما لم يصرفوه في حياتهم اللهم إلا في ليلة 25 شباط 2011 . يحقّ لهم الآن أن يأخذوا نفساً عميقاً يعودون بعده إلى عوائدهم السابقة من كلام كثير ولقلقة لسان وتهديدات للآخرين وجعجة بلا طحن، فقد استوسقت لهم الأمور أو كادت.
لا أحد يغامر بالظنّ أن المالكي ورهطه سيراجعون أنفسهم، سيصححون مسارهم، سيهتمون للمواطن أكثر، حاشاهم، لن يفعلوا ذلك، فقد درجوا على نهجٍ عملٍ أثبت نجاحه لحدّ الآن بدليل بقاء صاحبهم على سدة الحكم رغم كثرة السواد عليه ورغم مخالفاتهم العديدة للدستور وللقانون الذي تحمل كتلتهم اسمه ورسمه دون روحه.لن يراجعوا أنفسهم، سيبقى دأبهم حيازة ملفات ضدّ الآخرين يلوّحون بها كلما اقترب سيف النقد من رقبة صاحب الجلالة، ملفات فوق ملفات، يراكمها رئيس الوزراء بعضها فوق بعض، فيها لصوص المال العامّ، وساسة إرهابيون، وآخرون داعمون للإرهاب، لكنه يؤجل كلّ ذلك ليوم أسود، ليوم يتهدد فيه كرسيّه.ملفات المالكيّ المركونة في غرفة نومه تسمح للدم العراقيّ أن يستمر في جريانه، وللمال العراقيّ أن يتبخر دون أن يرى العراقيون منه شيئاً، كان يمكن لرئيس الوزراء أن يكشف هذه الملفات وأن يجعل حياة العراقيين أكثر احتمالاً، ودولة العراق دولة وليست كما هي الآن بستاناً لبضعة ساسة أغبياء، كان يمكن للمالكيّ أن يكون أكثر عطفاً على "شعبه" ويكشف الملفات دفعة واحدة، لكنه لم يفعل ذلك ولن يفعل، لأن هذه الملفات أسلحته البيضاء التي تنفعه في اليوم الأسود، وقد نفعته كثيراً في أيامه السود التي مرّ بها مؤخراً. إذا انتصر المالكيّ في هذه المعركة ،فبالفساد وحده انتصر، بفساد الآخرين من غرمائه، بالفساد الذي كان المالكيّ يملأ به الملفات ويركنها لوقت الحاجة، بالفساد الذي يعرفه المالكي ورهطه ويعرف تفاصيله ورجاله والقائمين عليه، وانتصر أيضاً بصمته عن الفساد والإرهاب، وسكوته المطبق عن الفاسدين والإرهابيين سكوتاً مطبقاً يماثل صمت القبور إلا إذا هددوا عرشه.من يسكت عن الفساد وفي يده أن يكشفه فهو فاسد، ومن يصمت عن الإرهاب وبمقدوره أن يوقفه فهو إرهابيّ، ومن يتأبّد على كرسيّه بالفساد الذي ينهش قوت العراقيين، ويبقى حاكماً بالفساد الذي يقطف أرواح مواطنيه، فالموت أرحم له وأجدر أن يداري به سوأته التي بانت ولن يسترها بعد الآن كلام حاشيته ومريديه ومستشاريه وثرثرتهم التي لا يحسنون سواها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"طاقم تحكيم عراقي" لقيادة مباراة في دوري أبطال آسيا "النخبة"

عملية إسرائيلية برية "وشيكة" في لبنان

العراق وقطر يؤكدان أهمية تكثيف العمل لوقف العدوان الصهيوني

أزمة "شبكة التنصت" تتوسع.. نواب يتقدمون بشكوى ضد الحكومة!

لشهر تشرين الأول.. العمل تطلق رواتب المتقاعدين من العمال المضمونين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram