عباس المفرجي فيلم وثائقي جديد يضم كل شيء كنت تود معرفته عن وودي – لكنه يخاف السؤال عن شيء واحد فقط. هذه هي النسخة السينمائية المأذون نشرها لفيلم وثائقي من بي بي أس [الخدمة الإعلامية العامة] التي يبلغ طولها في الأصل أكثر من ثلاث ساعات: دراسة عميقة، رقيقة وإحتفالية دافئة بالكوميدي العظيم والمخرج السينمائي وودي الن، أخرجها روبرت بي وايد، مخرج أفلام وثائقية، وله أيضا فيلم عن لاري ديفيد "اكبح حماستك".
إنه أمر آسر أن ترى ألن مشاهدا خلف الكاميرا، مخرجا في موقع التصوير، وفي الاستديو عاملا في غرفة المونتاج، وأيضا رؤية مواد رائعة عن زمن صبا ألن وحياته المبكرة التي كانت قهرية مثل رواية لفيليب روث. شاهدت هذا الفيلم وابتسامة عريضة تعلو وجهي. لا أعتقد أن أي شخص يكنّ حبا لألن، أو للسينما لا يمكنه أن يفعل غير هذا. برؤيته وهو يخربش سيناريوهاته على ورقه الأصفر أو يطرق بها على الآلة الكاتبة، التي يملكها مذ كان مراهقا، هي تجربة مؤثرة برهبة. لا يمكن أن تكون هناك قصة حياة في السينما الامريكية ما بعد الحرب أكثر تأثيرا من قصة حياته: الهزلي العبقري الذي بدأ مشواره كاتبا للنكات في الصحف، ثم ستاندآب [مؤدي مزحات على المسرح]، ثم صانع أفلام، أصرّ على احتكار حق التأليف، من دون الحاجة يوما الى إدّعاء ذلك، والذي أصبح مبشراً لأساتذة السينما الاوربية.بعد أن يقول كل ذلك، عرض وايد الخسارة التي نجمت عن الفضيحة الكبرى لسوون - يي، اللحظة الشنيعة في عام 1992، التي تم فيها الكشف عن علاقة وودي ألن بالابنة المتبناة لزوجته ميا فارو؛ حدث مثير سبّب صدمة كبيرة والتي بعدها أمكن أن يقال أن عمله تراجع. هذه العلاقة يمكن أن تفسّر كدّه المتواصل وعودته الى الكوميديا السهلة؛ لكن وايد لا يأبه بمناقشة هذه القضايا. طرحت قضية سوون - يي في الفيلم بحذر شديد جدا، وعلى نحو خاطف؛ ثمة مونتاج للقطات تُظهر الصفحات الأولى من صحف التابلويد، وألن يقول بلطف أن من حق الناس أن يكون ما شاء لهم من وجهة نظر. حقا، فالمسألة تمّ تفاديها تقريبا. الم تكن مبالغ بها؟ حسنا، قد يكون وودي ألن وقع في حب امرأة غير مناسبة، لكن العلاقة بينهما تبدو بالكامل مستقرّة منذ ذلك الحين. ربما ليس هناك المزيد للكلام عنه.جزء من المتعة التي يوفرها الفيلم هي رؤية اولئك الناس الذين كانوا أسماءً اسطورية في الأفلام التي نشأنا على رؤيتها، اناس مثل جاك رولنز، الذي كان، مع الراحل تشارلز أتش جوف (الذي يظهر في لقطات من الأرشيف في الفيلم)، المدير الفني لوودي ألن ومن ثم المنتج المنفذ في بدايات عمله. وليتي ارونسن، شقيقة ألن ومنتجته في بداية التسعينات، ولها في الفيلم ايضا مقابلة. هذا الفيلم الوثائقي هو متعة فائقة، رغم انه لا يدعنا نتوغل كثيرا في العمق.عن صحيفةالغارديان
الحقائق المجردة الحلوة
نشر في: 19 يوليو, 2012: 06:37 م