TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > جيك وليامز: حياتي مغامرة كبرى

جيك وليامز: حياتي مغامرة كبرى

نشر في: 19 يوليو, 2012: 07:09 م

ترجمة/ عبد الخالق عليعلى مدى ثلاثين عاماً عاش جيك وليامز حياة الزاهدين في براري اسكتلندا، وفي مقابلة مع المراسلة (اميلي جاب)  يبين جيك سبب عدم قدرته على العودة إلى حياته "الطبيعية". يقول جيك ... كنت دائما أتخيل نفسي زاهدا. في القرن الثامن عشر كان هناك تقليد يتمثل بالسماح للزاهدين بالعيش على ارض احدهم من اجل  إمتاع الضيوف.
 إني أعيش وحيدا في منزل قديم في براري اسكتلندا بالقرب من أبردين. لدي مدفئة قديمة في قلب المنزل ومخازن مليئة بالخشب والأدوات المفيدة. عشت هكذا منذ شرائي المنزل في الثمانينات من القرن الماضي، وقد اشتريته لأني مللت من التعامل مع أصحاب الأملاك. كنت أعيش في بيت في أبردين مع بعض الأصدقاء، حيث اعتنينا بالبيت ثم فجأة اضطررنا إلى الانتقال منه. كان ذلك كابوسا فقررت أن اجمع بعض المال بأية وسيلة من اجل شراء أول مكان اعثر عليه. تصورت أني سأكون محاطا بالناس هنا إلا أن ذلك لم يحصل ولست أنا السبب في ذلك لأني إنسان من السهل الانسجام معه. في عام 1973 كنت اعمل تاجرا بحارا وتقنيا في إحدى الشركات، أبحرت إلى جزر شمال كندا التي لا يستطيع حتى السائح زيارتها وحصلت على بعض المال، استمريت في هذا العمل لفترة ثم تركته لكني عدت في 1980 إلى تلك الشركة لرغبتي في جمع المال من اجل شراء منزل. لا اعتقد أن حياتي غريبة، فانا مجرد رجل يسكن في منزل يملكه. عملت وادخرت المال بدلا من شراء رهن لثلاثة عقود. كانت توقعاتي عن المكان الذي سوف اسكنه متهافتة وإيراداتي تزيد. انتقلت في أول يوم اشتريت فيه المنزل.  كان رطبا جدا ويخلو من الشبابيك، ومهجورا منذ عشرين عاما. قضيت أيامي الأولى في سقيفة تابعة للمنزل مليئة بالقش، ثم بدأت أشعل النيران لتجفيف المنزل، كنت أريد تهيئته للشتاء. كانت مغامرة سعيدة ومؤلمة في آن  واحد.  لدي حديقة مليئة بالكرنب الذي يشبه اللهانة البدائية. لم أكن أجيد زراعة الجزر لكن هناك الكثير من العنب الأحمر. كنت أتصور نفسي مثل جامع طرائد، حيث كنت أتوقف على جانب الطريق لالتقاط الأخشاب المرمية، أحب ان استفيد من اي شيء. لقد وصلت الى مستوى عالٍ من عدم الكفاءة في حياتي الخاصة... استوعب الكثير من الأشياء لكن بالنتيجة لا افعل أي شيء بشكل جيد. أحب ممارسة الكثير من الأعمال الصغيرة ، انشغل دوما بالبحث عن شيء فقدته . أنا من نوع الرهبان نصف الأغبياء، بيتي مفتوح على الدوام والناس تزورني. كنت سابقا  ضمن فرق رقص اسكتلندية واكتب مقالات لصحيفة ليوبارد وحتى أني كنت من ممثلي الحزب الأخضر في الانتخابات – حصلت على 6 أصوات – وقالوا لي إن ذلك جيد. لكن في الغالب اقضي أيامي وحيدا. الصيف هو أفضل الأوقات بالنسبة لي، حيث يمكنني أن أتسلل الى الخارج وأطهو طعامي خارج البيت، انه شيء جميل والحياة سهلة، وإذا أردت البقاء في البيت فيمكنني ذلك حيث اخزن الطعام والخشب لذلك لا اشعر بالجوع. قبل ثلاثة مواسم كان معي شخص من لاتفيا لم يتأثر بالبرد، فذهبنا نتزحلق على الجليد في التلال وقمنا بمغامرة رائعة. لكن قبل موسمين كانت الحياة صعبة.. حيث كان الشتاء قاسيا في كل مكان. حاول احدهم مقاضاتي وكان علي الذهاب إلى المحكمة في أبردين، حيث اضطررت إلى التزحلق لمسافة ستة أميال وأبقى مع صديق لي ثم العودة مرة أخرى بنفس الطريقة. تكرر ذلك لمدة خمسة أشهر. كنت عندما أعود أجد النار مطفأة فاشعر بالبرد والرطوبة. كان ذلك كابوسا لكني تجاوزته. بالنسبة لي، تبدو حياتي طبيعية. السبب الرئيسي الذي يجعلني أعيش هكذا هو مجرد الكسل،  حيث أن المهنة تبدو لي أمراً غريبا، فلا يجدر أن تعمل في مهنة وتعود للبيت مع بعض المال، أما حياتي فتبدو أكثر سهولة وبساطة. إنها تشبه النفخ في جرة فارغة، المهم أن تقوم  بالأمور بشكل جيد قدر المستطاع مستفيدا مما موجود لديك. هذا يجعل الأمر يبدو كنوع من الكآبة لكنه ليس كذلك وإنما هو مغامرة كبرى.rnعن: الاندبندنت البريطانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram