عامر القيسيلا يختلف عراقيان على الحاجة الى الإصلاح بكل محتوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وورقة التحالف الوطني للاصلاح،التي لم تر النور بعد ومازالت بعض فقراتها تتسرب مثل "ناكوط الحب"!، مرشحة بقوة لأن تشكل الزمن القادم للتسويف السياسي وكسب الوقت ولا دليل لدينا سوى ان القوم،بعد أن توزع الورقة
وربما تنشر بوسائل الاعلام، سيقلّبونها يمينا ويسارا طولا وعرضا وسيقرؤون مابين السطور وما تحتها وما بين أيديها، بل سيعترض عليها ويعيد نقاشها نفس أصحاب الأنامل الرشيقة التي كتبتها، وفي الغالب الأعم، هكذا يقال، فان الورقة، حالها حال الوثائق والمشاريع السياسية التي تورط بها المشهد السياسي الحالي، ستكون ملغومة بالطلاسم وتعدد القراءات والمطبات، كما هو دستورنا العزيز الذي وقعوا عليه بالتوافق ثم بدأ رجمه بالحجارة! وقيل عن الورقة وهي في مهدها ومخدعها السري بان الحاجة الآن الى تطبيق الاصلاحات وليس الى أوراق،ونخشى أن نجد أنفسنا أمام صراع جديد للمطالبة باصلاح ورقة الاصلاح، خصوصا وان من أولويات ورقة الاصلاح، كما أعلن السيد الجعفري في مؤتمر صحفي هي حل مشكلة الوزارات الأمنية، وبصريح التعليق الشعبي الدارج "جيب ليل وأخذ عتابه"! ستتذكرون هذا الكلام الذي يتنبأ بان الاصلاح سيستمر يدور في عجلة التسويف والتفسير والمناكدات حتى موعد الانتخابات النيابية القادمة! ودليلنا لا لبس فيه ولا تحوير، هو ان الاصلاح، شأنه شأن الديمقراطية، بحاجة الى مصلحين كما الديمقراطية بحاجة الى ديمقراطيين.. من هذا المنطلق تعالوا نبحث، ايها السادة، في مؤسسات الدولة مجتمعة وبالمفرد عن الكفاءات التي يهمها الإصلاح حقيقة أو الكفاءات القادرة على تنفيذ حزمة اصلاحات حقيقية تنقل البلاد من حال الى حال، بما في ذلك المؤسسات السياسية مثل مجلس النواب... سنتعب كثيرا أيها السادة ونحن نبحث في منجم للفساد المالي والاداري والروح الطائفية السائدة.. نبحث في منجم لمزوري الشهادات العلمية وطاردي الكفاءات الحقيقية.. نبحث في منجم للانتهازيين والمتسلقين ونهازي الفرص والمتمسكين بالكراسي رغم الخراب الذي يعاني من البلد.. سنبحث ايها السادة في منجم للاستحواذات الحزبية الضيقة بل والمناطقية من أنصاف المتعلمين والأميين!! عليكم فقط أن تتصوروا كيف سينطلق قطار الاصلاح " سريعا سريعا" كما القطارات اليابانية الحديثة ذوات الوسائد المغناطيسية، وهو يدخل هذا النفق المظلم بعد ان زادت وقويت استحكاماته برعاية الأحزاب المتنفذة وبحمايتها بل وبمشاركتها، ومثل هذا الموضوع لايحتاج المرء الى كثير عناء للبحث عن الأدلة فهي ملقاة على قارعة الطريق كما يقول طيب الذكر الجاحظ.هل أنا متشائم؟ نعم متشائم لاني بكل بساطة، ومن يذهب معي الى هذا الرأي، غير مقتنعين ان الطاقم السياسي الحالي مؤهل حقيقة لان يقود عملية اصلاح حقيقية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لأن التأهيل يعني،عقلية الاصلاح الحقيقي والكفاءة والخبرة والنزاهة " واصل حسابك "!لا نشك لحظة بوجود العقلية والكفاءات والخبرات والنزاهة في كل مناحي الحياة العراقية، لكنها شريحة مهمشة حتى وان كانت منتمية لاصحاب النفوذ، حتى لو كانت في موقع المسؤولية، لأن لا أحد يريد أن يطبق المثل الاقتصادي معكوسا " العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة "! وبالتأكيد ان كفة العملة الرديئة في هذا الزمن الاصلاحي العائم هي الراجحة!!
كتابة على الحيطان: ورقة الاصلاحات أسهل طرق التسويف!
نشر في: 19 يوليو, 2012: 07:26 م