اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الأمر يهمّنا جميعاً

الأمر يهمّنا جميعاً

نشر في: 20 يوليو, 2012: 05:18 م

عزيز الربيعيإن القلب يتفطر حزناً وغصّة وتاريخ العراق المعاصر لم يملّ من تكرار تلك القصص ،فكثيراً ما يأمل المواطنون البسطاء أن تفرج الأزمة السياسية لعل الاستقرار السياسي يسهم في تحسين واقع الحال الذي يعيشه غالبية أبناء الشعب العراقي في الوقت الذي نرى فيه أن العملية السياسية لا تعاني أزمة بمعنى الأزمة الحقيقية بل تعاني فشلا واضحا في الأداء السياسي ،
وخير دليل على ذلك هو تصرفات بعض السادة البرلمانيين حيال ما يدور على الحلبة السياسية في العراق و تضارب مواقفهم غير المدروسة و تصريحاتهم الرنانة التي كثيراً ما تعود سلباً على حياة المواطن البسيط الذي لطالما يتحدث بندم عن سذاجته عندما انتخبهم في وقت أراد أن يشرك نفسه في عمليه بناء العراق الجديد من خلال تمثيل هؤلاء البرلمانيين له تحت قبة البرلمان.وبينما المسؤول العراقي منشغل في موضوع سحب الثقة من الحكومة عبر اجتماعاته و لقاءاته مع وسائل الإعلام والتحشيد الشعبي بصورة أو بأخرى لهذه القضية نرى أن هنالك جهات أخرى تحاول أن تلعب لعبتها بصور جديدة ظناً منها أنها ستحفظ لها مكاسبها الانتخابية بعدما بدأت تشعر بأن قواعدها بدأت تفقد الثقة بها بعد أن تنصلت هذه الجهات من وعودها التي أطلقتها للجماهير في حملاتها الانتخابية.ففي الآونة الأخيرة وعند التجوال في شوارع بعض المحافظات نرى أن هنالك عدداً من اللافتات وضعت على جوانب الطرق وقد كتب عليها عبارات مختلفة تشكر الجهة الفلانية لاستعادة حقوق الطائفة الفلانية وتسجيلها في عهدة الدائرة الفلانية والتي لا نحبذ أن نتطرق إليها بشكل صريح لأننا لسنا من دعاة الطائفية والانحياز لجهة دون أخرى حيث يتم نسب ما يكتب في تلك اللافتات إلى (أهالي المحافظة الفلانية) و الجميع على يقين بأن هذه الجهات بدأت تستخدم مفردة ( الأهالي ) لكي تروج لأفكارها بشكل أسهل مما لو كتبت اسمها الصريح لأن المواطن البسيط صار لا يهضم الكثير من أسماء الأحزاب السياسية التي خذلته عندما تقلدت مناصب السلطة في البلد وفي أحيان أخرى تصرف مبالغة كبيرة على تلك اللافتات دون أن يتم ذكر الجهة التي قامت بوضعها في الشوارع و الأحياء وتبقى مجرد شعارات مجهولة الهوية و العنوان.وهنا يأتي التساؤل هل تلك الحقوق التي تمت استعادتها كانت في أيد غير عراقية؟ لماذا لا نتحدث عن التراث اليهودي العراقي وملفاته التي ما زالت بحوزة الجانب الأمريكي منذ دخول العراق عام 2003  والى حد الآن ؟؟ وما زلنا نتساءل هل من وضع تلك اللافتات قادر على حفظ دماء أبناء شعبنا التي قد تسيل بذريعة أو بأخرى بسبب تلك الممارسات؟ ثم هل   المراقد المقدسة يمكن تقييمها بواسطة ورقة الـ ( طابو ) تلك ومدى عائديتها؟ و لو كان قرار الاستملاك طبيعياً كما يصفه البعض و ليس له بعد سياسي لماذا يتم الترويج له من خلال وسائل الإعلام التي صارت منبراً لنقل توجهات الجهات التي تمولها ؟؟ أما كان الأجدر أن نبث الحياة و السلم و التآخي من خلال مد جسور الثقة و التواصل مع الآخرين ؟؟ إذا كنا فعلاً نطمح إلى دولة المؤسسات و القانون فلماذا لا نتجاوز هذه الأمور  التي قد تعود سلباً على العملية السياسية و الأمنية و الاقتصادية والاجتماعية في العراق ؟؟ لماذا نسمح للمتصيدين بالماء العكر باتهام مبادئنا والتشويش على أفكار شبابنا من خلال تلك الممارسات ؟؟ تساؤلات عديدة لا ندري إلى أي حاج أو شيخ أو مسؤول أو قيادي يمكن تقديمها لكي يتم تدارك الوضع الحالي ! لكن مبادئنا الوطنية و غيرتنا على مستقبل بلدنا تفرض علينا كمثقفين أن نوصل رسالة إلى أجيالنا الحالية والمستقبلية بأن عليهم التفريق بوضوح بين اتهام المبادئ واتهام الأداء البشري للمبادئ، لأن هناك فارقاً كبيراً وجوهرياً في المعايير الإسلامية بين اتهام المبادئ الربانية، وبين اتهام فهم الإنسان لهذه المبادئ، واتهام كفاءته ومهاراته والتزامه وانضباطه وإخلاصه، وهو يتعامل ميدانياً مع الإسلام ومبادئه.و في ضوء ما تقدم فإن الفشل والنجاح بعامته، وفي ممارسة الإسلام خاصة، مرهون بأمرين اثنين : الإخلاص والكفاءة، إذا تخلف أحدهما عطل الآخر، فالتوازن والتكامل بينهما هما سبيل النجاح والتوفيق، والمتأمل في أوضاع المسلمين على كافة المستويات، يجد أن الخلل في أي شأن من شؤون الأمة، لا يخرج بشكل أو بآخر، عن كونه نتيجة لخلل التوازن والتكامل بين الإخلاص في المقصد، والكفاءة في العمل.وفي سياق هذه الرؤية، يمكن فهم حالات النجاح وحالات الفشل، في مسيرة الأمة الإسلامية في ماضيها وحاضرها، وهي حالات مرتبطة في طبيعتها بنوعية وكفاءة ومهارة الأداء البشري، في إطار الالتزام والإخلاص للمبادئ والقيم، والأمة بتقديري وفهمي بشكل أو بآخر راغبة في التعامل مع الإسلام وقيمه الخالدة لكن العديد من الممارسات قد تساهم بتغيير وجهة نظرها و تجعلها تسير في اتجاهات أخرى لا نحبذها لمستقبل شعوبنا، وهنا يأتي دور المرجعيات الدينية و منظمات المجتمع المدني والهيئات و الكوادر التدريسية في تعزيز روح التفاهم و المودة بين مختلف أطياف الشعب الواحد الذي لطالما رفض أن ينقسم إلى أجزاء متفاوتة  في أكثر من محنة مرت عليه على أن لا يغيب في ذلك الوقت دور الدولة في الحد من ظواهر إعادة المفاهيم الطائفية بكافة معانيها وتوجهاتها&nb

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram