TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلاكيت: مسز بيل سينمائيا

كلاكيت: مسز بيل سينمائيا

نشر في: 20 يوليو, 2012: 05:26 م

 علاء المفرجيقبل أن ينقله فيلمه "إغواير، غضب الرب" عام 1972، الذي صوره في البيرو إلى موقع الصدارة في السينما العالمية، كان المخرج الألماني فيرتر هيرتزوغ العاشق للسينما منذ طفولته، يموّل أفلامه الوثائقية القصيرة من عمله ليلاً كعامل لحام.. ونال فيلمه الأخير "كلمات أخيرة" إحدى الجوائز السينمائية المهمة وهو لم يزل طالبا في جامعة ميونخ..
 وتكر سبحة انجازات هذا المخرج الذي يعد ابرز الأسماء في السينما الألمانية المعاصرة، بأفلام كبيرة في قيمتها الفنية والفكرية من مثل (لغز كاسبر هاوزر) و(فيتز جيرالدو) الذي يحكي عن رجل؟؟؟؟ على أبناء دار أوبرا في أدغال الأمازون، فيسحب سفينة عبر الجبال، من اجل ذلك.. وهو ما فعله وهو يصور فيلمه وسط الأدغال، في وقت لم تدخل فيه المؤثرات الخاصة مجال العمل السينمائي. مخرج مجدد ومغامر، وينفرد في تعبيريته المنجزة ولفته السينمائية المتجددة والتي تجلت بشكل واضح في منجزه الروائي والوثائقي.. فعرف عنه اختياره الموضوعات الخارجة عن المألوف، وشخصيات غربية ذات قوى غير طبيعية في مواجهة طبيعة قاسية ومنغلقةوانطلاقا من ذلك كله.. اختار هيرتزوغ شخصية على الرغم من شحنة الدراما والحركة في شخصيتها وسيرتها، فضلا عن دورها التاريخي المؤثر في فترة ما بعد الحرب العالمي الأولى، اختارها لفيلمه الجديد.. وهي تدخل ضمن انشغاله في تقصي جوانب مهمة لكنها مهملة من التاريخ لوضعها أمام كاميرته لإعادة الحياة لها ولسيرتها.. فقط مخرج من طراز فيرتر هيرتزوغ ينتبه إلى مثل هكذا موضوعات لا تتعلق فقط بسيرتها، بل باستبطان أغوار هذه الشخصية، وسرد الأحداث التاريخية  التي وأسهمت في تكوينها .وكان هيرتزوغ قد أعلن في مؤتمر صحفي في مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة عن وضع اللمسات الأخيرة لمشروعه  الفيلمي هذا الذي يوثق حياة الكاتبة والرحالة وعالمة الآثار الانكليزية جيرترود بيل أو المسزبيل كما عرفت، وأعلن أن دبي ستكون احد مواقع التصوير في صحاريها الشاسعة، واستدرك انه ما يزال يبحث عن مواقع تصوير أخرى.وكم نمنّي النفس في أن تكون بغداد احد هذه المواقع خاصة أن الأماكن التي استقرت بها المسزبيل خلال وجودها في العراق ما زالت شاخصة بما فيها قبرها في مقبرة الأرمن في بغداد مع توفر الكثير من الكتب والوثائق عنها. وإذا كانت المسزبيل قد جالت الشرق منقبة عن آثاره منذ فترة صباها قبل الحرب الأولى، فإنها قد استقرت في العراق نهائيا بعد الاحتلال البريطاني للعراق وكان لها دور رئيس في تأسيس الدولة العراقية وأيضاً حتى وفاتها عام 1926. من المؤسسين للمتحف العراقي، والمكتبة العامة.وكانت لها مقولتها الشهيرة بعد تولي فيصل عرش العراق، حيث كتبت لأبيها" ثق باني لن أصنع الملوك بعد الآن، وسأدرس ملوك العراق القدامى".ومخرج فطن مثل هيرتزوغ لا يمكن أن يغفل أن الجانب الأهم في سيرة المسزبيل كان في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram