اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حكايات الناس واستذكاراتهم عن الشهيد الخالد

حكايات الناس واستذكاراتهم عن الشهيد الخالد

نشر في: 20 يوليو, 2012: 05:33 م

 كتب/ فرات ابراهيمعبد الكريم إنه كان شيوعياً ودكتاتوراً ودمويا وإصلاحياً وخطراً ولغزاً... كيف جميعاً..؟!كان لغزاً لأنه أحب بلده وأخلص لشعبه.كان خطراً لأنه أول رئيس عراقي لحكومة عراقية منذ الألف الثالث قبل الميلاد.كان خطراً لأنه عمل جاهداً ليجنب بلدنا ما يدور فيه اليوم من مهزلة مزاد علني تباع وتشترى فيه الذمم باسم الديمقراطية وينهب الوطن باسم الحرية وتستباح ثروته للصعاليك باسم الشراكة الوطنية.
من يعرف طبيعة الشعب العراقي يفهم عبد الكريم قاسم.لم يستطع أنصاف البشر حل هذا اللغز فقرروا القضاء عليه. نعم كان خطراً عليهم فقتلوه وحُلَّ اللغز. كافح وناضل العراقيون آلاف السنين ليأتوا بقائد مثل عبدالكريم قاسم وحينما جاء، قتله الذين يناضلون من اجل عبوديتهم. قتلة قاسم كثيرون منهم سياسيون وأفاقون وملتحون وابناء ليل جمعتهم الولاءات المعلنة والخفية فقرروا قتل قاسم لتعود منافع ومكارم الاقطاع والاستعمار الذي كان يغدق عليهم مال الفقراء..  قتلوا قاسم ليكون العراق رقما مضافا وليس الرقم الاول والاهم..rnالقيمر فطوراً لضيفةوهو يأكل الشوربةيقول (ابو علي ) وهو شخص عاش مخاض الثورات والتاريخ المضطرب الذي مر به العراق انه كان في مدينة الناصرية قبل عام 1954 وسمع بحادثة غرق سيارة عسكرية وبها ثلاثة ضباط وكان من ضمنهم عبد الكريم قاسم وأثناء وقوع السيارة من على الجسر في احد أنهار الناصرية كان هناك شخص اخرس يصيد السمك فهرع الى انقاذهم ولم يتمكن سوى من انتشال عبد الكريم قاسم حيا ومات الاخرون ..الغيرة وشرف العراقيين انقذت قاسم من الغرق والخسة والعمالة القت به طعاما للاسماك مقتولا بالرصاص في نهر ديالى .رجل كبير السن ذكر حادثة حصلت معه ايام حكم الزعيم ويقول : الجميع نصحني بالذهاب إلى بغداد ومقابلة الزعيم لان قضيتي لايحلها غير الزعيم وبالفعل ذهبت الى وزارة الدفاع واعطيت العريضةلاحد الحرس وطلبت منه ان اقابل الزعيم ، ذهب وعاد بعد لحظات ثم قال لي تفضل اجلس هنا سيقابلك الزعيم وبعد دقائق حضر الزعيم وهو يرتدي( بجامة )وسلم علي ثم همس في اذن احد الجنود كلاما واذا بالجندي يأتيني بـ(القيمر) والصمون وطلب مني الزعيم ان اتناول الافطار فطلبت منه ان يشاركني الفطور فقال نحن نأكل اكل الجيش وبالفعل بعد دقائق احضروا اليه ماعونا من (الشوربة) فقط،ثم سألني عن حاجتي فشرحت له فأعطاني ورقة الى المسؤولين في الحلة وقال لي انا سأتصل بك لتبلغني عن النتيجة وشكرته جدا وقبل خروجي طلب مني ان اسلم له على الإمام (محمد القاسم) اما اليوم فنحن امام الاف المسؤوليين والبرلمانيين الذين لايحلون (رجل دجاجة ) فكيف يحلون مشاكل البلد ومعاناة المواطنين (الله يرحم الزعيم).بينما يؤكد(ابوعلي) جاري حاليا  بانه حاول جاهدا مقابلة مدير عام دائرة التقاعد لاشهر لانهاء مظلوميته في نقص الراتب لكنه يطرد من حمايته ويقولون له سنرسل في طلبك او اعطنا رقم هاتفك وسنتصل بك  . مع العلم ان ابو (علي ) اقسم لي باغلظ الايمان بانه لم يطلب (قيمرا) من مدير التقاعد كما حدث مع صاحبنا الذي تشرف بمقابلة الزعيم عبد الكريم قاسم ..تبقى المواقف الانسانية خالدة في الذاكرة العراقية ابد الدهر، يتداولها الناس للاستئناس بها ونسيان الحاضر الصعب.الذي وضع بين الناس ومسؤوليهم في الحكومة وممثليهم في البرلمان جدارا من الزجاج المقاوم للرصاص يراهم ويرون الشعب من خلاله الا ان الاثنين لايستطيعان الوصول الى بعضهما ، صار المسؤول اليوم يظهر في الفضائيات منظرا ومستبصرا لكنه في الحقيقة غير قادر على الولوج او الاندماج مع مشاكل الناس وهمومها وصار اسم هذا المسؤول اوذاك رقما مهما في بنوك العالم النقدية.rnيرفض قتل الكلاب السائبةحينما كنت أؤدي خدمتي العسكرية في معسكر المنصورية ايام الثمانينات تم تنسيبي الى لجنة فرز الوثائق الخاصة بتاريخ المعسكر منذ تأسيسه والقادة الذين خدموا فيه،  واحدة من تلك الوثائق التي وقعت عيني عليها كانت بتوقيع العقيد عبد الكريم قاسم امر المعسكر حيث يطلب بعض الضباط من سيادته الامر باعدام الكلاب السائبة والتي انتشرت بشكل كبير في المعسكر فما كان من الزعيم الا ان يهمش بخط يده (تطرد بالحجارة فقط) بهذه الكلمات وتلك الروح الانسانية التي تعامل الحيوان ككائن من الخطأ إيذاؤه او اعدامه يمكننا تلمس الجانب الانساني العظيم لهذا الرجل الذي وصف فيما بعد بالدكتاتور والمتسلط والمجرم على يد اشقى جلاوزة العراق  من شقاوات بغداد الذين تسيدوا المشهد السياسي بعد رحيله وأذاقوا العراق الويلات والمآسي العظيمة باسم القومية العربية وشعارات الناصرية المقيته ..يقول محمد ضياء وهو من سكنة منطقة البتاوين في الباب الشرقي انه كان يشاهد الزعيم يوميا حينما يأتي الى بيته المؤجر في المنطقة دون حماية او قوافل من الحرس وانه كان يلاحظ أمرا عجيبا بعد وصول الزعيم الى بيته وهو ان اغلب كلاب المنطقة تتجمع امام بيته لانه كان لايخلد الى فراشه او مكان راحته دون ان يوزع فضلات الطعام التي كان يأتي بها مما تبقى من طعام الوزارة ليطعم بها هذه الكلاب وهو في ملابسه وزيه الرسمي.شخص اخر يذكر  موقفا جمعه بالزعيم الراحل ويقول : في ذات يوم قام الزعيم عبد الكريم قاسم  بزيارة الى مدينة الشعب التي كان يسكنها اناس مهمشون  والذين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram