بغداد/ يوسف المحمداوي "كنت أحلم وأمنّي النفس بأن أكون مستمعاً داخل قاعة اتحاد أدباء وكتاب العراق،فما أسعدني اليوم وأنا أجلس في هذه القاعة وأنا متحدث محتفى به من قبل أدباء العراق،من أنا حتى أحظى بكل هذا الحب والتكريم من قبلكم يا أدباء البلد وأساتذته"،كلمات بسيطة ولكنها عميقة بدلالاتها كعمق ألحانه التي حفرت في قلوب العراقيين أخاديد تؤوي سيمفونيات طرب
عاشت وتعيش فينا عناوين ثابتة لزمن الفن الجميل،إنه الملحن العراقي طالب القرغولي ،الذي احتفى به ملتقى الخميس الإبداعي على قاعة الجواهري في الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق.قدمت الجلسة بنجاح يستحق الإشادة الشاعرة والإعلامية آمنه عبد العزيز ،واصفة الضيف بقامة من قامات الفن العراقي،استطاعت على مدى قرون أن تنطلق بالأغنية العراقية الراسخة نحو سماء الإبداع والتألق، ثم تكلم المحتفى به عن رحلته وغربته في السويد قائلا"الغربة لايمكن أن تتجاهلها هناك،ليس بمقدوري أن أتحاشاها أو أتجاهلها،كانت صورة العراق تلاحقني في كل مكان،وكان البكاء سلوتي الوحيدة ومواساتي هناك،نعم كنت أبكي كأي طفل ،ولذلك وعلى الرغم من حصولي على اللجوء في السويد بعد أن بترت قدمي فيه،قررت العودة إلى العراق لأني أدرك تماما بأنه لاشيء سوى العراق من يقتل شكواي ويعوضني عما فقدت،واليوم وأنا أجلس بين أدباء العراق لا أخشى أن تبتر ساقي الثانية لأن محبتكم ستكون عكازتي التي أسير فيها"، تعالت صيحات الإعجاب وتسابق أكف الحضور بالتصفيق،ثم توالت كلمات المداخلات التي تصدرها الدكتور جمال العتابي والتي جاءت استذكاراً لقرية الغازية في الناصرية ،وهي القرية التي جمعت الملحن مع المتحدث حين كان طالب القرغولي معلماً له في المدرسة الابتدائية"،وعلّق الفنان على الكلمة قائلا"لا كنت مدرسا للعتابي في الروضة...على الرغم من عدم وجود روضة في الغازية..ويضحك عاليا" !القانوني طارق حرب أمتع الجمهور والضيف بمداخلته التي لا تخلو من الإطراء المستحق للملحن،وكلمات تدل على مكانته الكبيرة داخل القلوب التي حفظت وعشقت إرثه الموسيقي الثر.المطرب جواد محسن،والإعلامي سامر المشعل وكذلك الشاعر سعد صاحب الذي أبدع بقصيدة شعرية خاصة بالفنان طالب القرغولي،بعدها قدمت الشاعرة آمنة الطفل الموهوب بيدر وهو ابن الشاعر والإعلامي غالي العطواني الذي أثار إعجاب وذهول الملحن والحضور بأغانٍ من ألحان الفنان طالب،حيث بدأ بـ"اعزاز والله اعزاز" التي كتبها الشاعر زامل سعيد فتاح ثم "حن وآنه أحن" وهي من روائع الشاعر الكبير مظفر النواب،ولم يكتف القرغولي بطبع قبلة إعجاب وتقدير على جبين الطفل بيدر،بل التفت للملحن محسن فرحان قائلا"والله يابه أحسن من ياس خضر"،ليضحك الجميع،ثم غنى الفنان جمال كريم إحدى الأغاني التي لحّنها الفنان طالب القرغولي وأبدع في ذلك،وحين حاول تقبيله الملحن الكبير قام الفنان جمال بتواضع كبير بتقبيل يد الفنان القرغولي،الذي قدم بعضها بصوته الجميل مثل "يم داركم..." ثم طالبه الجمهور بأغنية جذاب على الرغم من ترديده كلمة"والله مابي حيل...والحيل الأول راح"،لكنه غناها بعذوبة جعلت الجمهور يردد معه كلمات الأغنية التي كتبها الراحل زامل سعيد فتاح،بعد ذلك اعتلى المنصة الملحن محسن فرحان مستذكرا ماضيا جميلا جمعه مع القرغولي،وللممازحة قال فرحان للقرغولي"ياس خضر يكول عليك هذا الأكرع بعده يلحن" رد عليه القرغولي بابتسامة"عاد شلونه هوه شعره أصفر مو" ! ليضحك الجميع،ولتختم الجلسة التي تمناها الجمهور أن لا تنتهي بباقات ورد ودرع الجواهري المقدم من قبل اتحاد أدباء وكتاب العراق قام بتقديمه رئيس ملتقى الخميس الإبداعي الناقد كاظم مرشد السلوم،ثم باقة ورد من نقابة الفنانين قام بتقديمها نقيبها صباح المندلاوي مع باقة ورد من الملتقى وعدة باقات أخرى إلى الملحن المبدع طالب القرغولي.
القرغولي يكسر عنق الغربة في اتحاد الأدباء
نشر في: 20 يوليو, 2012: 07:52 م