ثائر صالحاخترت اليوم عملاً للموسيقار الألماني يوهان فريديريش فاش الذي عاش بين 1688-1758. يعتبر فاش من الموسيقيين الألمان المهمين، إذ تعتبر أعماله من حلقات الوصل بين موسيقى الباروك والموسيقى الكلاسيكية، موسيقى عصر هايدن وموتسارت. تمتاز موسيقاه بعنفوانها وجمالها والنزعة التجريبية التجديدية، وميله إلى شغل الموضوع الموسيقي وتفاعله، بدلاً من الاهتمام الزائد بالزخرفة الباروكية، وهو أمر برز لاحقاً في الموسيقى الرومانتيكية.
فاش من معاصري باخ، ودرس في لايبتسيج على يد كريغر، ولاحقاً على يد عازف الأورغن الكبير يوهان كوناو. عمل في بلاط آنهالت – تسربست من سنة 1722 حتى وفاته. كان باخ معجباً بموسيقاه، فقد نسخ خمساً من افتتاحيات فاش واحتفظ بها مع مخطوطاته. وافتتاحيات فاش جميلة جداً تستحق الاستماع العميق، وقد لاحظت أنه يكثر من استعمال ري الكبير في افتتاحياته، وهو سلم يناسب الكمان بسبب دوزان الكمان (صول ري لا مي) إذ تتناغم الأوتار في رنين تعاطفي جميل عند استعمال هذا المقام أو السلم. وسلم ري الكبير كان يدل على العظمة، وغالباً ما استعمله المؤلفون لتوقيع سلم الأعمال المكتوبة لأداة الترومبيت. وهذا هو توقيع سلم كورس هللويا الشهير في عمل هيندل الرائع في اوراتوريو المسيح. ويكثر فاش كذلك من استعمال سلالم سي وصول. كان عازفا جيداً على الكمان، لكنه أبدع في استعمال الأدوات الهوائية الخشبية مثل الاوبو والباسون بالدرجة الأولى، وكتب للفلوت والنحاسيات من قبيل الهورن الفرنسي والترومبيت.تأسست جمعية فاش العالمية سنة 1991 في مدينة تسربست القريبة من ماجدبورغ بألمانيا، وتقيم الجمعية مهرجاناً سنوياً له في ذكرى ميلاده في 15 نيسان. وقد أقيم أول مهرجان له سنة 1983. وستحتفل الجمعية بالذكرى 325 لميلاده العام المقبل.كونشرتو اللوت (العود) وكمانين وفيولا والقرار المستمر (تشيلو بيكولو) كتبها فاش في سلم ري الصغير الذي يعد من أكثر السلالم الأوروبية حزناً. وهو من السلالم التي استعملها باخ لكتابة عمله الشهير توكاتا وفوغا للاورغن، وكتب بيتهوفن سيمفونيته التاسعة أنشودة الفرح بهذا التوقيع.