TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > وسائل إعلام متصارعة

وسائل إعلام متصارعة

نشر في: 20 يوليو, 2012: 07:56 م

يعقوب يوسف جبر الرفاعي الاتجاه العام للوسيلة الإعلامية في تقييمها الأحداث وموقفها منها سلبا أم إيجابا أو تحفظا وكيفية معالجتها إعلاميا هي السياسة الإعلامية ، وهذا يرتبط بطبيعة الواقع السياسي وظروفه في كل بلد ومحيطه الإقليمي والدولي ، فمثلا في الوضع العراقي الراهن ثمة وسائل إعلامية متعددة متضادة في رؤاها للواقع السياسي المحلي
والإقليمي والدولي ؛ تتخذ مواقف متباينة بعض الأحيان بالنسبة لمختلف القضايا الدائرة  ، فلو افترضنا مثلا قضية الإرهاب فهنالك وسائل إعلام تراها نمطا من المقاومة لكن هنالك وسائل إعلام أخرى ترى الإرهاب إرهابا وقد تبرز وسائل إعلام تتحفظ ولا تعطي تقييما واضحا لهذه القضية  ، ولا تكتف بعض وسائل الإعلام بتقديم وعرض رؤيتها بالنسبة لمختلف القضايا بل إنها قد تقوم بممارسة حملات إعلامية داعمة ، تقف بالضد منها وسائل إعلام أخرى تعمل على القيام بحملات إعلامية مضادة ، فمثلا مارست بعض وسائل الإعلام التهريجية دور المحرض على الوضع السياسي الذي برز في العراق بعد  2003 في حين إنها وسائل إعلام فضائية يا للعجب تبث برامجها من داخل بلدان تنتشر على أراضيها قواعد أمريكية ، مثل قطر والعربية السعودية .إن السياسة الإعلامية لوسائل الإعلام التضليلية هذه تتضمن غض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة ضد شعوبها ، ففي عهد النظام المباد في العراق الذي حكم البلاد قهرا وقمعا لم تتطرق هذه الوسائل لجرائمه المروعة ، ومنها المقابر الجماعية وحملات الإعدام بحق المعارضين ، ويبدو أن سبب صمت هذه الوسائل الخرساء سواء كانت صحفا أو فضائيات هو أنها تتقاضى من النظام ثمن سكوتها كما أنها تمثل الواجهة الإعلامية التهريجية للأنظمة الدكتاتورية في المنطقة  .ثمة وسائل إعلام أخرى في المنطقة تتعامل بحيادية مع الأحداث وثمة وسائل أخرى تتعامل بالضد مع وسائل الإعلام التهريجية ، إنها إذن معركة إعلامية حامية الوطيس تدور رحاها في المنطقة قد تلتبس فيها الحقائق وتضيع على بعض أفراد الرأي العام ، أو قد يندفع بعض المغفلين ليتخذ موقفا معاضدا وداعما للوسائل التهريجية حتى يصل الأمر به إلى الانخراط في المجموعات الإرهابية التي تعمل في العراق بدافع الجهاد ضد أعداء الأمة .هكذا تهيئ وسائل الإعلام التهريجية المناخ والأرضية المناسبة لتفجير الأوضاع في المنطقة خاصة في العراق ، إذن هي ليست سوى بؤر مخابراتية لإشعال فتيل الأزمات وإشعال الحرائق لتلتهم الشعوب ، مقابل أن يبقى الحكام في عروشهم لأنهم خدام أوفياء لتجار النفط والسلاح الكبار في المنطقة والعالم.يمكن لنا أن نعتبر من خلال هذه المعطيات الوفيرة أن هذه الوسائل التهريجية تمثل الوجه البشع للأنظمة المستبدة في المنطقة ، كما أنها الأدوات الطيعة التي تمارس دور تضليل الشعوب وقتلها إعلاميا أو على الأقل غسل أدمغتها لتسكت ولا تنبس ببنت شفة . إن السياسات الإعلامية التي ترتكز عليها الوسائل الإعلامية التهريجية تنم عن حقد دفين ، وتؤكد أنها وسائل ممسوخة لا تعرف للحقيقة معنى ، إنها وسائل خبيثة لا تعمل إلا وفق منطق تضييع الحقائق وإبراز الأباطيل وتقديم الأكاذيب بصورة مزيفة لخداع الشعوب ، غاضة الطرف عن جرائم بعض الأنظمة التي تحكم المنطقة العربية ، لذلك هي أوكار قذرة لقهر الشعوب وتمزيق الصف العربي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram