TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المثقف العراقي وبناء الدولة

المثقف العراقي وبناء الدولة

نشر في: 20 يوليو, 2012: 07:56 م

علي لفتة سعيد يتساءل الكثيرون عن موقف المثقف العراقي إزاء ما يجري من أحداث في العراق إن كان موقفا سلبيا أم ايجابيا مثلما يتبادر إلى الذهن السؤال الذي يقول أن المثقف العراقي يبتعد دائما عن المهمات وانه يترك الساحة للآخرين ويبقى يتحدث دائما خلف الكواليس.
هذه الأسئلة وغيرها تقودنا أيضا إلى طرح سؤال آخر..ما هو الموقف المطلوب وكيف يرسمه المثقف وأين يطرحه ومتى وكيف..ثم أيضا السؤال بأي اتجاه يمكن له أن يتحدث خارج الكواليس لكي يكون صوته مسموعا.ولأكون أكثر دقة وأطرح السؤال بصيغة أكثر قربا للمتلقي..كيف يراد للمثقف أن يطرح رأيه في ما يجري الآن من صراعات في العملية السياسية ومن أزمات خلفتها العملية السياسية ومن معاناة تسببتها العملية السياسية ومن غياب للرؤية أحدثتها العملية السياسية؟ هل يراد من المثقف أن يقف في موقع المعارضة للحكومة ويقف مع الجانب الآخر لكي يكون موقفه وطنيا وهل إذا ما وقف مع الحكومة يكون في موقف الضبابي والانتهازي ؟ هل تعلمنا أن نكون دائما في الموقف الآخر لكي يقال لنا بعد أن تزال هذه الحكومة إننا وقفنا بالضد منها؟هذه الأسئلة يطرحها الكثير من المثقفين ونحن جزء منهم دون أن يتبادر إلى الذهن إلى وضع الحلول لان الاتهامات كما يقال دائما جاهزة ولان الوقوف مع الحكومة بات موقفا انتهازيا لان لا حكومة في جميع البلدان سواء التي تشبه العراق أو حتى الدول المتقدمة يمكن لحكوماتها أن تقدم كل ما يريده المواطن وان قدمت فهذا عملها الذي من اجله وصلت إلى سدة الحكم لكي تقدمه وليس منة من احد مهما كان منصبه في الحكومة بدءا من رئيسها إلى اصغر مدير عام فيها.ولكن المشكلة في العراق إن الحكومة الآن ليس حكومة تقديم خدمات بل حكومة تأسيس دولة وهذا هو الفرق.الحكومة في العراق في ظل العملية السياسية التي انخلقت بعد التاسع من نيسان عام 2003 تحتاج إلى دعامات إن كنا مؤمنين أنّ العراق الجديد هو غير العراق قبل هذا التاريخ وهذا التأسيس يحتاج في بعض الأحيان  إلى التخلص من الأنوية والفئوية فربما انعكست حتى المحاصصة على تفكير المثقف   ينساق وراءها وربما هو خائف من انعكاس المحاصصة والمذهبية على تفكيره أو اتهامه بها..لذلك فان المثقف بحاجة إلى  مؤازرة ومساندة لكي يطرح رأيه بقوة وألا يكون خائفا من مصدر الخوف سواء كانت هذه الجهة دينية أو غير دينية سياسية في السلطة أو خارج السلطة لان الموقف الذي هو ربما يعد موقفا إما انتهازيا أو ضعيفا في حين ينادي علنا أن المثقف دوره اكبر من دور السياسي في بناء البلد.ولكن السؤال أيضا من أين تبدأ المؤازرة وخاصة وان  هذه المؤازرة تم تضييقها سواء على المثقف العراقي أو حتى على المواطن لان الصراعات الني نشبت بين القوى السياسية التي تحولت إلى قوى طائفية بات أي موقف يؤخذ يحسب على الطائفة مهما كان نوع الرأي وان أي تحليل منطقي لواحد من أوجه الصراع سواء كان لصالح الحكومة أو ضدها ينعكس مباشرة على الحالة الطائفية مما جعلت المثقف العراقي الذي هو دائما لا يقف في خنادق الطائفية أو الاحتكار لجهة ما حتى لو كانت قومية أو إثنية جعلته ينأى بنفسه عن الدخول في مماحكات الرأي مخافة أن يحسب على جهة دون أخرى..من هذه النقطة بات من الصعب أن يكون رأي المثقف لدى المتلقين الآخرين وهو رأي لا ينبع من سلطة أو موقع سياسي إلا انه سيكون محسوبا على جهة .أعتقد أننا بحاجة إلى ثقافة أخرى تقول إن على المثقف أن يدلي برأيه على أن يكون صادقا فيه لعدة أسباب منها، إن زمن التملقات للدكتاتوريات قد ولى وزمن اللهاث خلف التكريمات التي كانت موجودة والتي اتهم فيها المثقفون العراقيون قد ولى أيضا وحل محلها بناء الدولة الذي يراد من المثقف أن يقف مع الجهة التي يعتقد أنها تبني الدولة حتى نصل إلى مرحلة تشكيل الحكومة لنبدأ بعدها الوقوف ضدها ،وهذا يتطلب مواجهة الذات ومواجهة مع الخصوم لان الاتهامات ستكون حاضرة وأن نقف مع الذي يريد أن يبني دولة وليس الذي يبحث عن سلطة حتى لو كانت الحكومة ذاتها.عندها سيبرز التساؤل  الآتي : كيف وأين يقف المثقف مما يدور حوله الآن من أزمات ..إننا بحاجة إلى نسمع الصوت القوي الذي يجاهر به علنا وليس خلف الكواليس ليشجع الآخرين على الصراخ لعل الآفاق تسمعه، فهو الوحيد القادر على تثبيت بناء الدول حضاريا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram