اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "أُريد زوجاً".. صرخة مدوية تطلقها العوانس.. فهل من حل؟

"أُريد زوجاً".. صرخة مدوية تطلقها العوانس.. فهل من حل؟

نشر في: 20 يوليو, 2012: 08:17 م

 بغداد/ نورا خالد قطارها الهارب، والمسرع من دون توقف إلى محطة المجهول  جعلها تنظر الى المستقبل بخوف، فقد تجاوز عمرها الأربعين واصبحت تقف على عتبة اليأس، منتظرة من دون جدوى، حدثتني ونبرة اليأس في صوتها ونظرة عينيها قائلة:  ينظر اليّ كشخص تعيس أُوزع تعاستي على كل من حولي، هدّامة للبيوت، معقدة، ومثيرة للمشكلات
 وهذا ما يجعلني فريسة سهلة للهموم والآلام التي تتملكني باستمرار، متناسين الظروف التي مررت بها وتضحيتي من أجل إعالة والديّ واخوتي الصغار،  فدفعت بذلك ثمناً باهظاً من عمري وشبابي وأُنوثتي وأُمومتي التي أتمناها في كل لحظة. كشفت السنوات الأخيرة النقاب عن نسبة عنوسة عالية بين االنساء في مجتمعنا وهذه النسبة جعلت البلد يتصدر دول العالم من حيث هذه الظاهرة التي  يترتب عليها الكثير من الآثار النفسية والاجتماعية الخطيرة، لهذا اصبح من المهم جدا ان تتبنى الدولة برنامجا او خطة تسهم في الحد من هذه الظاهرة وذلك عن طريق دعمها وتشجيعها لغير القادرين على الزواج، كما تقوم به العديد من الدول العربية.  تعددت الأسباب و(العنوسة) واحدة! إن الأسباب الاجتماعية المرتبطة بالاعتبارات العشائرية والعائلية لها دور في تعقيد مشاريع الزيجات، وهذا ما جعل إسراء تتأخر في الزواج الى الان اذ اصبحت في عمر الثامنة والثلاثين ولم تتزوج بسبب اولاد عمها الذين يرفضون اي خاطب تحت ما يسمى (النهوة) ولهذا السبب فاتها قطار الزواج ولم  يتجرأ احد على التقدم للزواج منها.أما هدى فسبب تأخر زواجها شعورها بالخوف من الارتباط  بزوج يمارس العنف ضدها، اذ ان الزواج اصبح مصدراً لإهانة المرأة حسب ما ذكرت واكدت انها ليست بحاجة الى الزوج ما دامت قادرة على توفير كل متطلباتها خاصة انها موظفة في إحدى الوزارات. اما خالدة  فاتهمت الرجل في (عنوستها) إذ قالت: الرجل  السبب في ازدياد هذه الظاهرة فهو عازف عن الزواج لأسباب أغلبها اقتصادية، اذ ليس لديه القدرة على الارتباط  بزوجة وتحمّل مسؤولية عائلة في مثل هذه الظروف الصعبة التي مرّ بها المجتمع العراقي منذ ثمانينيات القرن الماضي والى يومنا هذا. ولم تبالِ حنان بالزواج او بأي رجل بعد ان فقدت خطيبها في حرب الخليج الاولى التي كانت تربطها به  قصة حب استمرت طوال سنوات الجامعة وكان فقدانها له بمثابة صاعقة كرهت على إثرها الزواج خوفاً من ان تفقد مَن تحب مرة اخرى. سعاد التي تجاوزت الخمسين ولم تنل نصيبها اتهمت المجتمع الذي يفرض على الفتاة ان تطيع أهلها في أدق الامور، وأهمها حتى تلك التي ترتبط باختيارها لشريك حياتها فبعد ان تقدم لخطبتها الكثير من الشبان لم يكن لها أي رأي فيهم ، لأن الرأي الأول والأخير ليس لها بالتأكيد ، بل للمجتمع، فالحكم للرجل والرأي للأب الذي يرفض باستمرار، فتارة هذا قصير وذاك طويل وهذا ليس من عائلة معروفة والآخر لا يسمح له وضعه المادي لبناء منزل وتكوين أسرة حتى مرت السنون وفاتها قطار الزواج ولم يعد احد يطرق بابها لتبقى وحيدة  مغلوبة على امرها بعد ان انتقلت السطوة من يــد والدها الى يــد شقيقها.  قصص عديدة وإن اختلفت أحداثها وأسبابها  فهي تتشابه في نتيجتها. خمسة ملايين دينار لمَن يتزوج بهن!الناشطة النسوية بشرى العبيدي أشارت الى ان ظاهرة العنوسة تفاقمت في الفترة الاخيرة لأسباب اصبحت معروفة للجميع، وكشفت  أن هناك مناقشات جرت بين منظمات المجتمع المدني وبين الحكومة للتوصل الى وضع حلول للحد من هذه الظاهرة ومنها اعطاء مبالغ مالية تقدر بخمسة ملايين دينار لكل شخص يتقدم للزواج من امرأة تأخرت عن سن الزواج او ارملة او مطلقة ، وأكدت العبيدي انها ترفض مثل هذه الاجراءات لأنها اشبه بالاتجار وإهانة لكرامة المرأة، وفضّلت العبيدي ان تُعطى مثل هؤلاء النسوة امتيازات تجعلهن قادرات على العيش بكرامة كأن تُخصص لهن قطعة ارض او شقة او مبلغ شهري يعينهن على متطلبات الحياة ، ورفضت العبيدي  تشجيع  مبدأ تعدد الزوجات  للحد من ظاهرة العنوسة وتصفها بانها فكرة غير عصرية وتصنـّف كفكرة رجعية تصب في خانة العبودية.وقالت: أتحدى اي شخص يفكر في الزواج مرة اخرى ان يتقدم لامرأة تجاوزت سن الاربعين وانما غالبا ما يفكرون بالفتيات الصغيرات التي قد لا تتجاوز اعمارهن العشرين عاماً.   اختلال الهرم السكاني في العراق أهم أسبابهاأما الدكتورة فوزية العطية استاذة علم الاجتماع بجامعة بغداد اشارت الى ان اختلال الهرم السكاني وزيادة نسبة الأناث على الذكور  نتيجة الحروب التي مر بها العراق أثـّرت بشكل كبير على زيادة ظاهرة العنوسة في العراق وجعله يتصدر بلدان العالم بها، كما انه لا يمكن اغفال الجانب الاقتصادي للشباب وعدم قدرتهم على متطلبات الزواج ، إضافة إلى رفع المهور لأنها موضع فخر وأحياناً متاجرة من قبل ولي أمر الفتاة، ووجود تكاليف باهظة لشراء احتياجات مشروع الزواج وهذا ما يُثقل كاهل الراغب بالزواج ويعدل عن الفكرة، الأمر الذي يُسهم في توسع وانتشار هذه الظاهرة التي لها آثار سلبية على الفتاة والأسرة والمجتمع ككل!  وأكدت العطي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram