 عامر القيسي بعدَ عقدٍ تقريبا من التغيير الذي أطاح صدام ينبري أحد نواب التحالف الوطني ليكرر ما قلناه عشرات المرّات من أن الذين حوّلت حياتهم مظلومية الأمس إلى جحيم، ما زالوا يعانون الجحيم نفسه مع زيادة واضحة وملموسة من الإحساس بالخيبة من أن الفرصة التي بنوا عليها الآمال للانطلاق بحياة جديدة ربما تكون قد تسربت إلى الأبد!!   
النائب عن التحالف الوطني محمد الصيهود إن الوضع الاقتصادي لمدن الجنوب بائس على الرغم من كونها مصدر ثروات العراق، وأضاف في تصريح صحفي نشرته وكالة (السفير نيوز الخميس 19\7\2012)) إن "الموازنة المالية لم تأخذ بنظر الاعتبار مقدار المحرومية ونسبة السكان للمحافظات الجنوبية على الرغم من انها مصدر ثروات العراق وهي من يجب ان تأخذ حصتها كاملة لكن ذلك لم يحدث إلى الآن. واضاف ان  يوم الاربعاء "شهد افتتاح مشروع تطوير حقل الحلفاية في ميسان ونأمل ان يكون هناك اهتمام بأهالي هذه المحافظة التي عانت الأمرين على مدى تأريخها الطويل لا أن تبقى هي من تنتج وغيرها من يأكل. ودعا الصيهود الى زيادة حصة المحافظات الجنوبية من الموازنة المالية للسنة المقبلة والسنوات التي تليها فليس من المعقول ان تبقى هذه المحافظات دون رعاية واهتمام! انتهى تصريح الصيهود دون أن يقول لنا جديدا عن هذه الحالة التي كانت مدارس الطين في الناصرية أحد أبرز معالمها. لم يجب السيد النائب عن السبب الذي يجعل تسع محافظات عراقية بعد تسع سنوات من التغيير أوضاعها بائسة حسب تعبير الصيهود، وبدلا من البحث عن الاسباب الحقيقية يطالب النائب بزيادة الأموال المرصودة للمحافظات الجنوبية، وهذا يعني انه لا يعرف ان مجالس المحافظات تلك تعيد سنويا ملايين الدولارات الى الخزينة المركزية لانها غير قادرة على صرفها ولا تعرف كيف وأين تصرفها.. لأنها مجالس،سيادة النائب، تعج بالاميين وانصاف الاميين وسرّاق المال العام، ومحافظتا النجف والبصرة دليل مخز حقيقة، فالأولى أضاعت فرصة عاصمة الثقافة الاسلامية والثانية أضاعت فرصة تنظيم بطولة خليجي 21.. والسبب هو الحرامية في أي مكان وجدوا.. مع كامل تقديرنا للمخلصين والنزهاء في تلك المجالس والذين نعرف ان لاحول ولا قوة لهم أمام مافيات الاحزاب الاسلامية المستولية على كل شيء وهي كما يقال كالمنشار تأكل وهي صاعدة وتأكل وهي نازلة!واذا تحدثنا بلغة ال" طك بطك " نقول صراحة تلك محافظات شيعية والاحزاب الاسلامية الحاكمة فيها أحزاب شيعية والاموال تحت اقدامهم ماهو العذر الباقي بأيديهم لكي تبقى تلك المحافظات بائسة في مجالات الحياة في زمن من الممكن ان تبنى فيه دول بكاملها بفضل التكنولوجيا العالية..محافظات تنقصها الكهرباء مع نسبة تلوث عالية في المياه والكثير من المدارس بلا مستلزمات حقيقية للتربية والتعليم في زيمبابوي أما الوضع الصحي فالحديث عنه فضيحة بجلاجل.. وعليك فقط عزيزي القارئ أن تتصور ان أفاعي قرية سيد دخيل استطاعت أن تقتل العشرات وتشرد ألف عائلة في مواجهة سلطات محلية عاجزة على أن تفعل شيئا لناخبيها البؤساء أمام أفعى يتلاعب ابسط متسول هندي بأخطر أنواعها ويحولها الى راقصة بنت شارع!! سيدي النائب صيهود سأدلك إلى الطريق الذي من خلاله بالإمكان إصلاح البؤس الذي تعاني منه جماهيرك:الجهل والحرامية ومن يقف خلفهما من "سادة" القوم.. ابحث هناك واخبرنا فيما بعد عن السبب الحقيقي وليس مطالبتكم بالمزيد من الاموال لتنتفخ بها أكثر جيوب الحرامية!