علاء حسن رئاسة مجلس النواب وبعد أشهر قليلة من اندلاع المشكلة في سوريا، قررت تشكيل لجنة تضم في عضويتها ممثلين من جميع الكتل النيابية لدراسة اوضاع العراقيين المقيمين وبحث امكانية عودتهم لبلدهم ، او مساعدتهم في الوصول الى بلدان اخرى ، وكعادة أية لجنة لم تتوصل الى نتائج ايجابية ، ومع تفاقم المشكلة السورية وتصاعد اعمال العنف هناك ، وتسلم العراق جثامين قتلاه ، دعت الحكومة العراقيين المقيمين في سوريا للعودة الى بلدهم ، والدعوة جاءت متأخرة على حد قول لجنة حقوق الإنسان النائب عن التحالف الكردستاني اشواق الجاف .
اخفق العديد من العراقيين المقيمين في سوريا في الحصول على حق اللجوء الإنساني ، وهؤلاء باعوا منازلهم وقرروا ترك البلاد لأسباب أمنية ، ولم تتوفر لديهم اية قناعة بالعودة ، والعبء الجديد الذي يواجهونه اليوم ، يتجسد باحتمال ان يكونوا ضحايا العنف ، ولكن هذه المرة بالنسخة السورية بعد ان تخلصوا من العنف العراقي بمغادرة البلاد على امل الحصول على ملاذ آمن .حتى الان لا توجد بيانات واحصائيات صادرة من جهات رسمية تكشف عن عدد المقيمين العراقيين في سوريا والارقام المعلنة من قبل منظمات دولية لاتعترف بها الحكومة وتصفها بانها مبالغ بها ، وغالبا ما تصدر بدوافع وأغراض سياسية ، ومهما كانت الأعداد سواء بالمئات او الآلاف يبقى الحفاظ على حياتهم مسؤولية حكومة دمشق ، وبضغط من بغداد ، ولاسيما انها اعلنت امتلاكها ادوات التأثير على نظام الاسد ومعارضيه ، واليوم يبدو استخدام ادوات التأثير امرا انسانيا ملحا ، فالعراقيون ينتابهم القلق من تسلم جثامين القتلى من الخارج. الكثير من اسر مسؤولي النظام السابق وقياديي حزب البعث ، مازالت في سوريا ، وهذا الصنف من المقيمين لا يفكر بالعودة للعراق ، والمصيبة ستلاحق الاخرين العالقين بين الحصول على اللجوء الانساني او الاستجابة لدعوة الحكومة وقبول المجهول ، وبامكان حسم التردد في اتخاذ الموقف المناسب ، بان تخصص ابنية المدارس لاقامة العائدين ، خلال العطلة الصيفية لحين بناء ابراج سكنية . اعلنت الحكومة انها ستقدم تسهيلات للراغبين في العودة بتقديم مساعدات مالية وتحمل تكاليف السفر من دون تحديد واسطة النقل بالسيارات ام بالطائرات ام سيرا على الاقدام ، ومن المتوقع ان تشكل عدة لجان لصرف المساعدات المالية ، بعد تقديم وثائق تثبت اقامتهم في سوريا صادرة من جهات رسمية هناك، وبتأييد من مختار الحارة .مأزق العراقي المقيم في سوريا ليست له نسخة اخرى في اية دولة في العالم ، فمعاناته متفرعة وشائكة وليس باستطاعة حتى البعير او الفيل تحملها ، باع المنزل ومصوغات الزوجة ، وقرر الرحيل ، مصدقا وعود" دبش" في الحصول على ملاذ آمن في بلد اوروبي ، سيمنحه شقة على بحيرة ، ويخضعه لفحوصات طبية ، هو وجميع افراد أسرته ، لإزاحة الزنجار العراقي المتراكم منذ عشرات السنين " ياعمي شورطك" ارجع وشوفلك صف بمدرسة تسكن فيه انت وعائلتك لحين الحصول على شقة مؤثثة في عمارة تطل على نهر دجلة .
نص ردن: ملاذ عراقي آمن
نشر في: 20 يوليو, 2012: 08:58 م