TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: شعب العدس

نص ردن: شعب العدس

نشر في: 21 يوليو, 2012: 07:07 م

 علاء حسن وزارة التجارة خصصت لكل فرد عراقي ربع كيلو عدس ستوزع خلال شهر رمضان لأهمية هذه المادة في إعداد الشوربة ليتناولها الصائم في وجبة الإفطار، في ساعات استمرار التيار الكهربائي .بعد انتهاء حرب تحرير الكويت في العام 1991 تسلم  المواطنون هناك سيارة آخر موديل "مكرمة"
 من حكومتهم ، ومكرمة  النظام السابق وقتذاك كانت منح  دجاجة مجمدة ضمن مفردات البطاقة التموينية  لكل أسرة عراقية ، وإثر ذلك رفعت "المنظمات الجماهيرية " برقيات تجديد الولاء للقيادة الحكيمة الحريصة على تحقيق الأمن الغذائي في زمن "الحصار الجائر" وبعض الكتاب تناولوا المكرمة من زاوية أخرى بوصفها  خطوة باتجاه تحقيق المساواة بين الشرائح الاجتماعية  وإلغاء  الفوارق الطبقية عن طريق "الدجاجة " لانها ستكون بتناول جميع  العراقيين بلا استثناء ، ولهم الحرية الكاملة في طريقة طبخها  أو تقسيم إجرائها على مدى أسبوع كامل  . دجاجة النظام السابق مقارنة بمكرمة الحكومة الكويتية لمواطنيها ، كانت التفاتة كريمة وسخية،  لأنها عبرت عن حرص القيادة على رعاية المواطنين  بتناول اللحوم البيضاء بعد حرمانهم من الحمراء لارتفاع أسعارها  قياسا بمداخليهم الشهرية  في ذلك الوقت،  فلم يكن راتب الموظف يصل إلى مايعادل دولار واحد، وللتعبير عن فرح العراقيين بالحصول على  الدجاجة ، أبلغت  وزارة الإعلام  الصحف  بتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية للمكرمة ، وتأثيرها في  خفض أسعار  المواد الغذائية  وخاصة اللحوم  بأنواعها ، وتوجيه ضربة قاضية للتجار المتلاعبين بقوت الشعب الخارج من "العدوان الثلاتيني"   بانتصار تاريخي  منح العراقيين الشموخ والكبرياء ، ومثل هذه "الملخيات" كانت سائدة ومتداولة ويروج لها الإعلام الرسمي .العراقيون اليوم وبعد تسلمهم ربع كيلو العدس  سيتذكرون مكرمة النظام السابق بحصولهم على الدجاج ، ومع "احتفاظهم بالشموخ  والكبرياء"  سيطرحون المزيد من التساؤلات حول المكرمة الجديدة ،وهل تكون إحدى الوسائل لحثّ المواطنين على  الخروج  بتظاهرات تأييد للأداء الحكومي ،  في تعزيز مفردات البطاقة التموينية بمواد غذائية أخرى .من المتوقع أن تشهد أيام شهر رمضان ارتفاعا ملحوظا بدرجات الحرارة ، ولتفادي "اللعنة المناخية"  ستتوجه الأنظار نحو وزارة الكهرباء ومدى قدرتها على تنفيذ وعودها في تقليل ساعات القطع المبرمج  ، والعراقي اليوم ينظر إلى "الكهرباء الوطنية" ، وكأنها تعادل المكرمة الكويتية ، و"شعب العدس" بإمكانه التخلي عن بطاقته التموينية مقابل  ساعات كهربائية مستقرة في شهر  رمضان .صبرا" ياشعب العدس" فالأيام المقبلة ستشهد تنفيذ  مشاريع إعادة البنية التحتية ، وسوف نتجاوز أزمة الكهرباء مطلع  العام المقبل شريطة أن تلتزم القوى السياسية بالدستور ،  وتتخلى عن مواقفها  المعرقلة للأداء الحكومي ، وتؤكد حرصها على ضمان نجاح العملية السياسية ، وتبتعد عن إطلاق التصريحات حول سحب الثقة أو الاستجواب. "مكرمة العدس" بنظر  البعض ستكون خطوة تمهيدية لإعادة ثقة الشعب بحكومته المنتخبة وقواه السياسية ، وستعزز  آماله في أن جميع مطالبه ستتحقق بمكرمات  جديدة وفي مقدمتها إلغاء نظام العمل  بالقطع المبرمج  للتيار الكهربائي فصبرا" ياشعب العدس"  ويكفيك الشموخ والكبرياء ، والسير خلف القيادة الحكيمة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram